الذكرى 42 لتأسيس "مجلس التعاون".. جهود محمد بن زايد تعزز التضامن الخليجي
جهود إماراتية رائدة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لتعزيز التضامن الخليجي.
جهود تستذكرها شعوب دول الخليج بامتنان وتقدير بالتزامن مع ذكرى مرور 42 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي 25 مايو/أيار 1981، التي تحل اليوم الخميس.
وأثمرت تلك الجهود منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي في إحداث نقلة نوعية في علاقات الإمارات بأشقائها في دول مجلس التعاون، توجت بعقد قمم وزيارات على مدار الفترة الماضية، وتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون.
وتعيد ذكرى تأسيس المجلس إلى الأذهان الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ترأس أول قمة لمجلس التعاون في مثل هذا اليوم قبل 42 عاما.
وتحل ذكرى التأسيس فيما يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المسيرة التي بدأها والده المؤسس، وأكملها أخوه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
رسائل مهمة
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981، حريصة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك ويحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.
وأكد الأمر مجددا في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الــ51 للدولة ديسمبر/كانون الثاني الماضي، مشددا على حرص بلاده على تعزيز التضامن العربي والخليجي، مؤكدا أن هذه الدول تمتلك من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى.
وقال في هذا الصدد "في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة تدرك دولة الإمارات أهمية تعزيز الشراكات العربية-العربية بما يعود بالخير على الشعوب العربية، ويسهم في استثمار الموارد والقدرات العربية من أجل تنمية يستفيد منها الجميع".
وتابع "إن التحولات في العالم خلال السنوات الأخيرة أكدت أهمية تعزيز جميع مظاهر التعاون الإقليمي بين الدول التي تنتمي إلى منطقة واحدة أو نطاق جغرافي واحد كما هو الحال بالنسبة للدول العربية عامة أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة، حيث تمتلك هذه الدول من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى".
وبين أن "دولة الإمارات تعمل بالتعاون مع أشقائها على تعزيز التكامل العربي على أسس جديدة تتسم بالفاعلية والواقعية وتستند إلى المصالح المشتركة وتنطلق من التعاون الاقتصادي والتنموي، وتستهدف، في المقام الأول، رخاء الشعوب وتنميتها".
الإمارات وقطر.. نقلة نوعية
سياسة يترجمها بالفعل على أرض الواقع عبر المباحثات المتواصلة والزيارات المتبادلة لتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحل ذكرى تأسيس مجلس التعاون بعد نحو 3 أسابيع من إجراء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر 4 مايو/أيار الجاري، تناولت العلاقات الأخوية وتعزيز التعاون والعمل المشترك على جميع المستويات، ضمن جهود متواصلة لتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وشهدت العلاقات الإماراتية القطرية نقلة نوعية خلال الفترة الماضية، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ41 التي عقدت في محافظة العلا شمال غرب السعودية في 5 يناير/كانون الثاني 2021، والذي تم بموجبها رأب الصدع الخليجي وتعزيز التضامن بين دوله.
توجت تلك النقلة النوعية بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لقطر 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدولة الإمارات في 18 يناير/كانون الثاني الماضي للمشاركة في "اللقاء التشاوري الأخوي"، الذي استضافته دولة الإمارات، بمشاركة عدد من قادة دول الخليج ومصر والأردن.
وشكل اللقاء دفعة قوية لجهود عودة العلاقات البحرينية القطرية إلى مسارها الطبيعي بعد اللقاء الذي جمع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال اللقاء التشاوري الأخوي، بعد إعلانهما الشهر الماضي الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية.
الإمارات وعمان.. 16 اتفاقية
أيضا يعد اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق خلال القمة التشاورية هو الثالث خلال العام الأول من حكم رئيس الإمارات، الأمر الذي يجسد النقلة النوعية التي تشهدها علاقات البلدين.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلطنة في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي أجرى خلالها مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، وتوجت بتوقيع 16 اتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، دفعة قوية لعلاقات البلدين.
الإمارات والبحرين.. 7 قمم
أيضا يعد لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال اللقاء التشاوري هو أحد 7 لقاءات جمعت الزعيمين خلال العام الأول من حكم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
والتقى الزعيمان في 15 مايو/أيار و21 سبتمبر/أيلول و10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، و18 يناير/كانون الثاني و19 يناير/كانون الثاني و8 فبراير/شباط و26 فبراير/شباط 2023.
وأثنى ملك البحرين خلال تلك اللقاءات على الدور المحوري الفاعل الذي تضطلع به دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الساحتين الإقليمية والدولية، وجهودها الخيرة في نصرة قضايا الأمة ودعم منظومة العمل الخليجي والعربي المشترك لمواجهة مختلف التحديات، وحرصها على تعزيز مقومات الأمن والاستقرار ونشر السلام في المنطقة.
أحد اللقاءات السبعة، جرى خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للبحرين في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال الزيارة المرحلة الختامية من التمرين الإماراتي-البحريني المشترك لمكافحة الإرهاب "جلمود 3"، كما وقع البلدان في بداية التمرين مذكرة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
الإمارات والسعودية.. روابط أخوية متجذرة
وبعد نحو أسبوع من الزيارة، جمع لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي على هامش قمة العشرين في إندونيسيا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
ومطلع الشهر الماضي تلقى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي، والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، اتصالات هاتفية من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قدم خلالها التهاني بمناسبة التعيينات القيادية الجديدة.
وأعرب الأمير محمد بن سلمان خلال الاتصالات عن تمنياته لهم بالتوفيق والسداد في تأدية المهام الموكلة إليهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم لمواصلة خدمة وطنهم وشعبهم، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك هذه الخطوات لما فيه الخير للإمارات وأهلها وتعزيز مسيرتها الحضارية وتحقيق ما يتطلع إليه شعبها من تنمية ورفعة وتقدم.
من جانبهم، أعرب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عن شكرهم للأمير محمد بن سلمان.
وأكد الجميع الروابط الأخوية المتجذرة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والحرص المتبادل على تعزيزها وترسيخها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
الإمارات والكويت.. تعاون متنام
ويوم 7 أبريل/نيسان من الشهر نفسه بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة خطية إلى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، تتعلق بالعلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، كما تضمنت الرسالة دعوة أمير دولة الكويت للمشاركة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين COP28، والذي سيعقد في دولة الإمارات خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تأتي تلك الدعوة بعد نحو شهرين من لقاء جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس وزراء دولة الكويت، على هامش القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي 13-15 فبراير/شباط الماضي.
وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون المشترك خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تقوم عليها جهود التنمية والاستدامة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالخير على البلدين.
وأعرب الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح عن تقديره لدولة الإمارات المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما تقدمه من نموذج للتنمية الشاملة المستدامة، ضمن كافة المجالات الحيوية، بما في ذلك مجال التطوير الحكومي والتي تعد استضافة القمة العالمية للحكومات ثمرة هذه الجهود بما تمثله كمنصة فعالة لتبادل الأفكار والخبرات والاطلاع على نماذج ناجحة من السياسات والبرامج والخدمات الحكومية.
وأعرب عن أمله في أن تشهد علاقات التعاون بين البلدين مزيدا من التطور خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرغبة المشتركة في الوصول إلى آفاق أرحب من النجاحات المشتركة ضمن مختلف المجالات.
وترجمة لهذا التعاون المتنامي شاركت الكويت للمرة الأولى في معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2023"، الذي يُعد أحد أهم المعارض الدفاعية على مستوى العالم وأكبرها على مستوى المنطقة، وذلك خلال الفترة من 20 إلى 24 فبراير/شباط الجاري.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى مباحثات مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت على هامش "قمة جدة للأمن والتنمية" في المملكة العربية السعودية 16 يوليو/تموز الماضي.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسبل تطويرها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويعزز العمل الخليجي المشترك.
قمم ومباحثات تجسد حرص القيادة الإماراتية على تعزيز التعاون الخليجي على مختلف الأصعدة.