محمد عزت "دكتور الفن".. حكاية 150 عاما على مسرح الغناء في صعيد مصر
أبا عن جد، ورثت إحدى العائلات في صعيد مصر الغناء الشعبي والتراثي. وأصبح لأفرادها باع طويل في جنوبي مصر وشمالها، يمتد لـ150 عاما.
في طفولته كان محمد عزت يستمع إلى والده وهو يلقي "السيرة الهلالية" بصوت مميز، يحبه الناس ويتسابقون لسماعه منه، ولم يكن يعرف محمد في ذلك التوقيت أنه سيرث ذلك العمل عن والده، ويعمل إلى جواره، ثم يقود الفرقة الغنائية بعد ذلك.
يقول محمد لـ"العين الإخبارية" إن والده ورث الغناء عن جده وهكذا كان الوضع لفترة تزيد على 150 عاما: "جدي نصرالدين كان يغني الموروث الصعيدي، وورث أبناءه عنه الفن، عز الدين، وعزت، وعيد".
كان اسم الفرقة في ذلك التوقيت "فرقة نصر الدين" ومع وفاة الرجل وعمل ابنه الذي صار لقبه "الريس عزت" اتسعت الفرقة وسافرت إلى خارج مصر للغناء في الجزائر ذات مرة، ثم صارت وزارة الثقافة المصرية تطلبها أحيانا للغناء في بعض المناسبات، وتستدعيه جهات أخرى للغناء، كان منها معرض القاهرة الدولي للكتاب، واستمر هذا الأمر حتى الآن.
كان محمد يكبر في السن وهو يتابع أسرته الغارقة في الفن من كبيرها لصغيرها. كان خال والده شاعرا ويحفظ أجزاء كبيرة من السيرة الهلالية ومربعات بن عروس عن ظهر قلب. وربما ورث محمد هذا الحب للفن عنهم.
في السابعة من عمره كان محمد يغني مع الفرقة كهاوي، لكنه صار محترفا مع الوقت بداية من 2010، واكتشف في نفسه موهبة التأليف والكتابة والتلحين إلى جانب الكتابة: "كتبت أغاني مثل بعد أبويا السند مين، ويا بحر موجك عالي، وبلغت الأغاني التي كتبتها نحو 50 منها ما نجح وأحبه الناس ومنها ما لم يفعل".
مع اختلاف الأحوال، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، انسحب الأب قليلا لصالح الابن، ليتولى هو مسألة نشر الأغاني وبثها عبر مواقع التواصل، وبلغت صفحة ابنه على فيسبوك الخاصة بالفرقة أكثر من مليون متابع، كما حصل على الدرع الفضي من يوتيوب: "ولهذا السبب ترك لي والدي إدارة الفرقة".
لم يترك محمد محافظة إلا وسافرها، تنقل بين قرى ومدن مختلفة، وكانت القاهرة محطة متكررة له. وسافر الشاب رفقة فرقته التي صارت على اسمه، إلى دول مختلفة كانت أولها دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم الجزائر والمغرب وغيرها.
بدى محمد إخوة يحبون الفن مثله، ويحفظون الأغاني الموروثة في الصعيد، ويضيفون لها الأغاني التي كتبها محمد، وفي فرقته حاليا 4 من إخوته لهم أدوار مختلفة، ما بين العزف والغناء وهندسة الصوت، إضافة إلى والدهم الذي يقدم الأغاني القديمة والسيرة الهلالية ومربعات بن عروس.
يطلق البعض على محمد عزت اسم "دكتور الفن" يقول إن سبب تلك التسمية حين اعتلى شخص المسرح وأخبره بأنه يشبه الطبيب، يعالج أمراض القلوب من حب وكره وغيرة وحقد وحزن بأغانيه: "وهو أحب الألقاب لي".
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA==
جزيرة ام اند امز