أبو الأغاني الوطنية محمد حمزة.. فدائي يا حبيبتي يا مصر
كلماته تغنى بها عبدالحليم حافظ، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد، شادية، وردة، صباح، محمد رشدي، عفاف راضي، عماد عبدالحليم، سميرة سعيد
بعد حرب يونيو 1967، أدرك عدد من الشعراء والملحنين أن طبيعة المرحلة تتطلب دورا أكبر منهم، وأن تأثير الأغنية الوطنية لا يقل عن تأثير السلاح على الجبهة وفي يد المقاومة الشعبية، فبدأت تخرج الأعمال الوطنية الحماسية لرفع الروح المعنوية للجنود والشعب.
الشاعر المصري الراحل محمد حمزة، كان أبرز الشعراء الذين كتبوا الأغنية الوطنية، خاصة في فترة حرب الاستنزاف، ومن بينها "فدائي" و"حبيبتي يا مصر"، وبعد انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 تعاون مع الموسيقار الراحل بليغ حمدي في رائعة "عاش اللي قال".
ولد محمد حمزة في 20 يونيو 1940، ورحل عن عالمنا في 18 يونيو 2010، واحترف كتابة الأغنية عام 1963 عندما قدمته فايزة أحمد من خلال أغنية "أؤمر يا قمر".
ووصل رصيده إلى 1200 أغنية عاطفية وشعبية ووطنية، تغنى بها أكبر نجوم الغناء المصري والعربي، مثل: عبد الحليم حافظ، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد، شادية، وردة الجزائرية، صباح، محمد رشدي، عفاف راضي، عماد عبد الحليم، هاني شاكر، وسميرة سعيد وغيرهم.
يا حبيبتي يا مصر
في ذكرى رحيله، تتحدث دعاء، ابنة الشاعر الراحل، إذ قالت إن أغنية "يا حبيبتي يا مصر"، كتبت وقت حرب الاستنزاف، ووقتها كان يبحث الملحن الراحل بليغ حمدي، عن كلمات حقيقية تبث روح المقاومة والثبات من أجل عبور الأزمة، ولما سمع كلام يا "حبيبتي مصر" تحمس للغاية وانتهى من تلحينها خلال أيام قليلة.
وأضافت في لقاء إذاعي أن الأغنية تحولت فيما بعد لتصبح أغنية النصر بعد حرب أكتوبر 1973، وهي مزج بين الشجن والبهجة واستدعاء لروح الانتصار، كما كان لصوت المطربة الراحلة "شادية" تأثير كبير في نجاح الأغنية وبقائها لعقود طويلة.
وتابعت: "سر الأغنية يكمن في أن والدي دائما كان يرى مصر أكبر من الهزيمة، وأن الأمر مجرد محنة وستنتهي، وكان لا يحب بث الروح الانهزامية في الأغاني، ويدرك جيدا أن الشعب المصري يحب الشجن، ولكن بعد المحن ينهض ويقاوم مجددا".
عاش اللي قال
بعد نجاح أغنية عبدالحليم حافظ، "لفي البلاد يا صبية"، عقب انتصار أكتوبر، بدأ البحث عن كلام جديد يعبر عن فرحة النصر، فأعجب بكلام محمد حمزة في أغنية "عاش اللي قال".
ووفقا لحوار قديم للإعلامي الراحل وجدى الحكيم: "بعد تشاور مع حمزة، عرضوا كلام الأغنية على بليغ حمدي، وبدأ الأخير في تلحين كلام الأغنية ليخرج في النهاية معبرا عن روح الانتصار".
فدائي
بعد يومين من حرب 1967، قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر التنحي عن منصب رئاسة الجمهورية، إلا أن الشعب ثار ورفض الأمر تماما، وفي هذا الوقت عبر "حمزة" و"حليم" عن رفضهما قرار "عبدالناصر" على طريقتهما الخاصة من خلال أغنية "فدائي"
وكانت "فدائي" أول عمل غنائي وطني يغنيه العندليب الأسمر عقب 1967، ورافق "حمزة وبليغ" لأيام في مبنى الإذاعة لتحضير العمل الذي كان له تأثير قوي للغاية في إشعال حماس الجندي المصري وبث روح القتال والتضحية على جبهات القتال مع العدو.
رشوا الورد
عمل جديد لـ"حمزة"، لكن هذه المرة بصوت فايزة أحمد، وألحان الموسيقار محمد حمزة، إذ تعاون الثلاثي في هذا العمل بعد انتهاء حرب اليمن في ستينيات القرن العشرين.
ووفقا لكتاب "أيها الشعراء.. صباحكم ما زال مشرقا"، لمؤلفه جابر بسيوني، حكاية الأغنية بدأت بإصرار من فايزة أحمد على استقبال الجنود الأبطال بعمل وطني بعد عودتهم منتصرين من جبهات القتال.
موهبة متفردة
الناقد الفني طارق الشناوي يحدثنا عن موهبة محمد حمزة، قائلا إن الراحل ظلم كثيرا ولم يحظ بالتقدير الفني، الذى يستحقه طوال مشواره، رغم موهبته وشاعريته المتفردة، لافتا إلى أنه لم يهتم يوما بفكرة الدعاية الشخصية أو الظهور الإعلامي المتكرر.
وأضاف أن أعماله الغنائية الوطنية كانت قادرة على إحياء ما دمرته الهزيمة في نفوس الشعب وساهمت في عبور الأزمة، "إذ كانت سلاحا قويا على الجبهات القتالية وفي ساحات المقاومة الشعبية من 1967 حتى 1973، وما زالت تعيش بيننا حتى يومنا هذا."
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز