رحلة بحث عن وهج التسعينيات.. "العين الإخبارية" تقيم تجربة هنيدي في "نبيل الجميل"
يعافر النجم المصري محمد هنيدي من أجل البقاء على قمة الكوميديا، لا يريد أن تأكله التحولات الجديدة،ويسقط سهوا مثل عدد كبير من أبناء جيله.
مؤخرا قرر محمد هنيدي الاعتماد على نفسه، وقام بإنتاج فيلمه الجديد والذي يحمل اسم "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، والعمل من تأليف أمين جمال ومحمد محرز وإخراج خالد مرعي وبطولة نور اللبنانية، محمد سلام، رحمة أحمد، محمود حافظ، ياسر الطوبجي، أحمد فؤاد سليم.
وتدور الأحداث في إطار كوميدي ويجسد هنيدي شخصية دكتور تجميل يدعى نبيل، وتحدث بينه وبين نور اللبنانية العديد من المفارقات الكوميدية، وتم طرح الفيلم في السينمات 28 سبتمبر/ أيلول الماضي، وحقق إيرادات كبيرة، الأمر الذي أعاد إلى أذهان الجمهور مجد محمد هنيدي في التسعينيات.
في هذا التقرير تسلط "العين الإخبارية" الضوء على تجربة محمد هنيدي الجديدة، والذي جمع خلالها بين التمثيل والإنتاج، من خلال عدد من المتخصصين.
قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إن محمد هنيدي لم يقدم جديدا في فيلمه الأخير، فهو الشاب الباحث عن فتاة حسناء، ولعب ذلك الدور منذ 30 عاما، مضيفا: "عليه أن يدرك أن هناك أشياء تغيرت، و المشاهد لا ينسى، بالمناسبة هناك فرق بين الكاتب و الممثل، الكاتب يقدم منتجا ولا يراه الجمهور، لكن الممثل موجود دائما أمام الجمهور".
وأكمل: "الأمر الغريب أن محمد هنيدي هو منتج الفيلم والعمل فكرته، لذا أرى أنه يتحمل المسؤولية كاملة، وكان عليه البحث عن منطقة جديدة، كما فعل الراحل فريد شوقي عندما خاض تجربة الإنتاج، لأنه فنان ذكي تخلى عن أفلام الأكشن والإثارة وأنتج فيلما عظيما حمل اسم (ومضى قطار العمر يا ولدي)، وكان هذا العمل بمثابة نقلة نوعية في مسيرة فريد شوقي.
واستكمل: "فيلم محمد هنيدي الجديد ربما يحصد إيرادات كبيرة، لكن لا يعيد له وهج الماضي القديم، لأنه راهن على حب الجمهور، فلا تنسى أن أفلامه في السنوات الأخيرة كانت تتذيل قائمة الإيردات، ولكن تحسنت في فيلم (الإنس والنمس)، فالجمهور يغفر له الأخطاء لكنه لن يغفر طول العمر.
كما علق الشناوي عن رغبة محمد هنيدي في تقديم جزء جديد من فيلم"صعيدي في الجامعة الأمريكية، قائلا: "منذ ربع قرن وهو يردد هذا الكلام، وسمعت هذا من المؤلف مدحت العدل، ولكن أرى أنها لن تخرج للنور، لأن خريطة النجوم تغيرت، ومن المستحيل أن تجمع بين السقا، وهاني رمزي ومنى زكي وهندي في جزء جديد، صحيح أن جميعهم خرج من مظلة محمد هنيدي، لكنهم في تصوري لن يرحبوا بالفكرة".
وقال الناقد أحمد النجار لـ "العين الإخبارية": "محمد هنيدي يمتلك موهبة كبيرة، وقادر على النجاح والاستمرار، وأكبر دليل على ذلك حجم الإيرادات التي حققها فيلمه الأخير، ولكن لو تأملت المشهد ستجد أن قاعات العرض لا يوجد بها أفلام مهمة، فلا توجد منافسة في السينمات، تقدر تقول إنه ينافس بمفرده".
وأضاف: "وجود هنيدي في موسم بلغة السوق ميت، بسبب امتحانات منتصف العام، وقدرته على حصد الإيرادات أمر يؤكد أن شعبيته قوية، وقادر على التواجد".
وواصل النجار حديثه حول محمد هنيدي، ورغبته في تقديم جزء جديد من فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، قائلا: "لو أن هناك جديد في الجزء الثاني، يجب على محمد هنيدي أن يخوض التجربة، لكن في حالة عدم وجود إضافة، يجب أن يتراجع، ولا يشوه جمال النسخة الأولى، لا سيما وأنها حققت نجاحا كبيرا ولها ذكريات مع الجمهور".
وتابع: "لست ضد تقديم جزء ثان من العمل الفني، فهناك أعمال تم تقديمها في أجزاء عديدة وحققت نجاحا كبير مثل مسلسل ليالي الحلمية بطولة الفنان يحيى الفخراني، وتأليف أسامة أنور عكاشة، وفيلم عمر وسلمى بطولة تامر حسني، واللمبي الذي قدمه النجم محمد سعد في أكثر من فيلم مثل اللي بالي بالك، اللمبي 8 جيجا المهم أن يكون هناك جديد، النسخة الثانية، خاصة وأنه قد مضى 30 عاما على إنتاج الجزء الأول".
كما تحدث المنتج حسين نوح لـ"العين الإخبارية" عن مغامرة محمد هنيدي، قائلا: "هو فنان ذكي، ويعرف جيدا كيف يقرأ الجمهور، لكن عليه البحث عن موضوعات مختلفة، وأفكار براقة، حتى يستقطب الجمهور بكل فئاته، وأتصور أن عادل إمام حقق هذه المعادلة الصعبة، فقد ظل في المقدمة لأكثر من 50 عاما بفضل موهبته واختياراته الذكية".
واختتم حسين نوح حديثه، قائلا: "تجربة هنيدي الجديدة جيدة لكنها ليست مبهرة، وعليه أن يفكر ألف مرة قبل تقديم جزء جديد من فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" لأن المقارنة مع النسخة الأولى ستكون شديدة جدا، والجمهور لا يرحم".