"فتنة الشعراوي" تشعل معركة "لحوم العلماء".. رجال دين يتحدثون لـ"العين الإخبارية"
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً شاركت فيه أطياف عدّة حول مواقف وأفكار رجل الدين محمد متولي الشعراوي (1911- 1998).
بدأت كرة الثلج مع إعلان المسرح القومي في مصر عن مقترح لتقديم سيرة الشعراوي في أمسية فنية في شهر رمضان المقبل.
وعلى الشبكات الاجتماعية دارت معركة حامية بين مؤيدي ومنتقدي رجل الدين المصري ذائع الصيت، وكان من بين ما شهد جدلاً واسع النطاق الحديث عن "قدسية العلماء".
"العين الإخبارية" شاركت في النقاش من خلال طرح سؤال "قدسية العلماء" على عدد من رجال الدين.
لا قدسية للآراء
يقول الدكتور السيد سليمان من علماء الأزهر الشريف إنه لا توجد قدسية للعلماء ولا قدسية للآراء الدينية، لكن لا يجوز الكلام فيها إلا للعلماء.
ويضيف سليمان لـ"العين الإخبارية" أن انتقاد الرأي أو الفكر يكون على أساس علمي ولا يصلح "الحقد أو الكراهية" كأساس للانتقاد.
ويتابع: "مَن ينتقد عالماً لا بد أن يكون أعلم منه، أو يكون على الأقل مثله، ولا ينتقد علماء الشريعة إلا أهل الشريعة، ولا يجوز لعامة الناس أن ينتقدوا العلماء، ويجب أن يخرج العلماء من دائرة الصراعات القائمة على الشهرة، حيث يتوهم بعض الناس أنه بهجومه على عالم ديني سيحقق مكاسب وشهرة، لأنه لا يجوز انتقاد العلماء بجهل".
لا عصمة إلا للنبي
من ناحيته، يقول الداعية الدكتور السيد شبل: "لا عصمة إلا للنبي محمد الله صلى الله عليه وسلم"، لكنه يشدد على أن انتقاد رجال الدين "يكون بأدب ونقد بناء وبأسلوب عملي".
ويوافق شبل في حديثه مع لـ"العين الإخبارية"، سليمان، في أن مَن ينتقد العالم لا بد أن يكون عالماً في مستواه العلمي، حتى "لا تكون لحوم العلماء منتهكة" من قبل العامة.
ويؤكد أنه "ضد التطاول على علماء الدين، لكنه لا يرفض نقد الرأي المخالف طالما أنه يتم بأدب وبأسلوب علمي".
شروط الانتقاد
ويضع الدكتور سامي العسالة، مدير إدارة التفتيش الديني السابق في وزارة الأوقاف، شروطاً لمَن ينتقد رأي أي عالم دين.
ويوضح العسالة لـ"العين الإخبارية" هذه الشروط فيقول: "لا بد أن يكون الناقد ملماً بالعلوم الدينية، وحافظاً لكتاب الله وأسباب النزول، وعلوم الحديث وأقسامه، وضليعاً في اللغة العربية".
ويتساءل: "هل مَن ينتقد العلماء لديه هذه العلوم؟ نحن لا نستطيع أن ننقد علماء الطبيعة والعلوم النظرية أو التطبيقية ونترك كل تخصص لعلمائه، فلماذا يعتبرون العلوم الدينية مباحة للجميع؟".
ويؤكد العسالة أن أحداً من العلماء لم يقل بأن رأيه مقدس وكلهم يرددون مقولة الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، ويؤمنون بيقين مقولة "الكل يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى"، وكذلك مقولة الإمام علي " الحق لا يعرف بالرجال.. وإنما يعرف الرجال بالحق.. فاعرف الحق تعرف أهله".
ويؤيد العسالة فكرة تجديد الخطاب الديني، لكن يشدد على ضرورة أن يكون هناك ضوابط ومعايير، وألا تترك الأمور مباحة لأي شخص يجهل العلوم الدينية.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز