نجاحات صلاح ومحرز تلهم الأندية السورية في النمسا
الأندية السورية في النمسا العرب نحو جيل جديد من المحترفين على غرار المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز.. فما التفاصيل
أي مهاجر عربي في النمسا، يلمس تزايد عدد أندية كرة القدم العربية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، حتى بات الأمر ظاهرة تستحق الدراسة والتمعن بقدر ما يثير تساؤلات حول هدف تلك الخطوة.
ومن بين تلك التساؤلات ما يتردد بشأن الأندية، وهل تتحرك كمجرد إطار تنظيمي لهواية يحرص العرب على ممارستها بانتظام، أم بوابة لجيل جديد من المحترفين العرب في كبرى الأندية العالمية؟.
وبين أندية عامودا، وإف سي كورد وروجافا، يمارس المئات من المهاجرين واللاجئين العرب والأكراد في مراحل سنية مختلفة، كرة القدم في النمسا، حالمين بمستقبل كبير في اللعبة الأشهر عالميا، بعد أن اختصرت تلك الأندية طريق الاحتراف.
وحتى تلعب في أوروبا، سواء في دوريات المستويات الأدنى أو الممتازة، كان عليك التألق في بلدك، ثم الحصول على عقد احترافي في ناد بالقارة العجوز لتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر والصعوبات، لم ينجح فيها إلا عدد محدود جدا.
وفي هذا الإطار، يقول مظلوم شيخي رئيس نادي كورد فين، في تصريحات لـ"العين الرياضية": "أسست هذا النادي في نهاية عام 2017 بهدف واضح؛ هو دعم المواهب العربية والسورية الشابة، وتطوير مستواها وتأهيلها لعالم الاحتراف".
ويتابع: "لست جديدا على هذه اللعبة، إذ أسست فريقين للكرة النسائية في سوريا قبل قدومي إلى هنا، وعملت كثيرا في مجال تشجيع الرياضة واكتشاف المواهب".
ويضيف: "النادي يملك حاليا 6 فرق لكرة القدم؛ 4 منها للناشئين في مراحل سنية مختلفة وجميعها تلعب في الدوريات النمساوية النظامية بجانب فريق للكبار، وأخيرا فريق للهواة فوق 35 عاما لا يلعب مباريات رسمية بالطبع، وإنما يكتفي بممارسة الكرة كهواية".
ويلعب فريق كورد فين للكبار، الذي يجمع بين اللاعبين العرب والأكراد، في دوري الدرجة السابعة في النمسا، وكان قريبا من التأهل للدرجة الأعلى لكن تفشي فيروس كورونا المستجد وتوقف النشاط عطل طموحه.
وفي هذا الإطار، يقول شيخي: "نعمل على تطوير الفريق وتقويته في جميع المراكز عبر ضم مواهب جديدة من اللاعبين العرب والأكراد حتى نتمكن من التأهل للدرجات الأعلى".
وعن فرق الناشئين، قال: "نعمل على تطوير قطاع الناشئين والاهتمام بالمواهب تمهيدا لانتقالها إلى الفرق الكبرى في النمسا وأوروبا.. نحن نلعب في الدرجة الرابعة في دوريات الناشئين ونملك 3 لاعبين موهوبين للغاية ومحل اهتمام من أندية كبرى".
ويوضح: "2 من اللاعبين الثلاثة هما هدافا الدوري هذا العام بـ11 و10 أهداف تواليا، ووصلتنا عروضا من أندية تلعب في الدوري الممتاز لضمهما، لكننا أجلنا ذلك للعام المقبل من أجل الحفاظ على تصدرنا للدوري الذي نلعب به، لكن أتوقع أن ينضم هؤلاء اللاعبين إلى الفرق الكبرى في النمسا مستقبلا".
شيخي لفت إلى أن: "فرق النادي تضم لاعبين عرب وأكراد ولا تفرق بين اللاعبين على أي أساس سواء كان ديني أو طائفي، وهدفها هو خلق جيل جديد من المحترفين العرب في أوروبا".
وبالإضافة إلى كورد فين، ينشط نادي عامودا، وهو اسم قرية شمالي سوريا في دوري القسم الثالث في النمسا، ويضم بالأساس مزيجا من اللاعبين العرب والأكراد، لكن قصة تأسيسه كانت فريدة بعض الشيء.
وفي تصريحات صحفية مؤخرا، قال أبو أراس أحد مؤسسي النادي إن: "الفكرة بدأت في 2015 بين مجموعة من الأصدقاء الذين دأبوا على ممارسة اللعبة في الحدائق العامة مرة كل أسبوع".
والأكثر غرابة في هذه القصة، أن مؤسسي النادي الأوائل كانوا 10 أصدقاء ينحدرون من قرية عامودا، انضم إليهم فيما بعد مجموعة من اللاجئين العرب والأكراد، وشق الفريق طريقه في الدرجات الأدنى حتى وصل لدوري الدرجة الثالثة".
ويحقق النادي نتائج جيدة في المسابقات التي يشارك بها رغم إمكانياته المادية المحدودة، إذ قال أبو أراس: "استطعنا تحقيق نتائج مهمة على مستوى المباريات والبطولات التي نلعبها ونقدم لاعبين جيدين، مقارنة بقدراتنا.. جميعنا متطوعون بل نأخذ من الأعضاء مبلغ 10 يورو شهريا لتغطية المصاريف العامة".
هذا التواجد المتزايد للفرق السورية في الدوريات النمساوية سواء في قطاعات الناشئين أو الكبار، يفتح باب التساؤلات حول إمكانية تشكل قواعد جماهيرية داعمة لها في صفوف المهاجرين واللاجئين العرب.
وفي هذا الإطار، يقول ياسين شيخو وهو لاجئ سوري مقيم في فيينا، في حديث لـ"العين الرياضية": "أنا محب لكرة القدم عموما، وأرغب بكل تأكيد في وجود فريق عربي قوي في دوريات النمسا، وتشجيعه من الملعب والالتفاف حوله".
وأضاف: "أتابع أخبار الفرق السورية في النمسا على صفحات التواصل الاجتماعي، وأحلم بترقيها للدرجات الممتازة وتقديمها لعدد كبير من المحترفين العرب للفرق الكبرى".
متابعا "نريد محمد صلاح ورياض محرز جديدين للارتقاء بكرة القدم العربية في مختلف أنحاء العالم".
وتابع: "تأسيس هذه الفرق هنا في أوروبا اختصر طريق الاحتراف الطويل.. بدلا من الانتظار في سوريا أو أي بلد عربي في سبيل الحصول على عقد احتراف في أوروبا نادرا ما يأتي، تعرض الأندية العربية هنا لاعبيها في قلب الدوريات الأوروبية.. هذه قفزة كبيرة تحمل في طياتها مستقبل واعد".
أما على البحيري وهو مواطن مصري مقيم في فيينا أيضا، فقال لـ"العين الرياضية": "الفرق العربية تعد متنفسا كبيرا للجاليات العربية هنا، ومع كل خطوة ناجحة تخطوها سيلتف حولها آلاف العرب، وتتكون قواعد جماهيرية قوية".
ويعيش في النمسا نحو 50 ألف سوري، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصريين والعراقيين والجزائريين، المتعطشين لكرة القدم.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز