محمد بن راشد.. 17 عاما من مسيرة إنجازات متواصلة
تحل اليوم، 4 يناير/كانون الثاني، ذكرى مرور 17 عاما على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي وقيادة الحكومة.
17 عاما من القيادة والريادة والعطاء والتميز والإبداع، حقق خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنجازات عظيمة، نقلت إمارة دبي خصوصا ودولة الإمارات عموما إلى مستويات متقدمة، لتحتل المركز الأول عالمياً في الكثير من المؤشرات بشهادة المؤسسات الدولية والأممية.
وفي الرابع من يناير/كانون الثاني من عام 2006، تولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
وفي اليوم التالي (5 يناير/كانون الثاني 2006)، انتخبه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات الراحل، بتكليفه رئاسة مجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة تم الإعلان عن تشكيلها في التاسع من فبراير/شباط 2006.
ومع تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات 14 مايو/أيار الماضي، واصل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مسيرة العطاء والإنجازات في مستهل مرحلة جديدة في تاريخ البلاد.
مرحلة وصفها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنها "تمثل حقبة تاريخية جديدة.. وولادة جديدة للدولة الاتحادية نستبشر فيها بمسيرة عظيمة نحو المجد.. وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة وريادة دولة الإمارات العالمية".
وخلال ترؤسه، الإثنين الماضي، الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في العام الجديد 2023، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تبدأ العام الجديد بطموح لا حدود له لتحقيق المزيد من الإنجازات الهادفة إلى مصلحة الوطن والمواطن، استكمالاً لمسيرة التنمية التي تشهدها الإمارات في القطاعات والمجالات كافة.
إنجازات ملهمة
وتحمل ذكرى مرور 17 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي وقيادة الحكومة أهمية خاصة، كونها تأتي بعد عام حافل بالإنجازات على مختلف الأصعدة، وتترقب تحقيق إنجازات هامة وتاريخية خلال عام 2023.
إنجازات تنبئ بأن "مئوية الإمارات 2071" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2017 تمضي نحو تحقيق هدفها بأن تكون دولة الإمارات الأفضل في العالم.
ومع ختام 2022، تصدرت دولة الإمارات دول العالم في 16 مؤشراً فرعياً مرتبطاً بتحقيق بأهداف التنمية المستدامة الـ17، وفقاً لتقرير أرقام الإمارات 2022 الصادر من المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
كما حازت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني، ضمن مؤشر المعرفة العالمي 2022، الصادر قبل أيام عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
أيضا كانت الإمارات خلال عام 2022 ضمن أفضل خمس دول عالمياً في 339 مؤشراً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً بفضل جهود منظومة حكومية متكاملة وجهود منسقة وطاقات شابة واصلت ليلها بنهارها.
كما حافظت إمارة دبي على أدائها العالمي المتميّز في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر، بعد أن نجحت في استقطاب 492 مشروعاً خلال الأشهر الستة الأولى من 2022، وهو أعلى أداء للإمارة لفترة ستة أشهر على الإطلاق، وبنمو بلغ 80.2% مقارنة بذات الفترة من 2021، بحسب البيانات الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أكتوبر الماضي.
وحقّقت الإمارة المركز الأول عالمياً ضمن قائمة المدن الأكثر جذباً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، خلال ذات الفترة، وفقاً لبيانات "إف دي آي ماركتس"، قاعدة البيانات الأكثر شمولاً حول الاستثمارات الأجنبيّة الجديدة حول العالم.
أيضا على صعيد الإنجازات في إمارة دبي، افتتاح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في 22/2/2022، "متحف المستقبل" في دبي، أجمل مبنى على وجه الأرض ، ليكون أكبر منصة علمية وفكرية في المنطقة لاستشراف المستقبل وتصميمه والمساهمة في رصد الاتجاهات المستقبلة وتصميم حلول مبتكرة بأدوات جديدة للتحديات الراهنة والمستقبلية.
أيضا تحل الذكرى وإمارة دبي على موعد مع تحقيق إنجاز تاريخي جديد في مدينة "إكسبو دبي"، فبعد أن استضافت على مدى 6 شهور "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، والذي اختتم نهاية مارس/أذار الماضي ، محققا نجاحا باهرا بعد أن سجل 24 مليونا و102 ألف و967 زيارة، واستقبل الزوار من 192 دولة، لتفي بذلك الإمارات بوعدها في تقديم نسخة استثنائية من الحدث الدولي.
يرتقب أن تستضيف "إكسبو دبي" أيضا خلال العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
أيضا على صعيد الريادة، ينتظر وصول المستكشف راشد إلى سطح القمر أبريل/نيسان المقبل، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على متابعة إطلاق المستكشف راشد من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي يوم 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، منطلقا في رحلة تستغرق 140 يوما.
وأضاف في تصريح ملهم لحظة الإطلاق: "الوصول للقمر هو وصول لمحطة في مسيرة تنموية طموحة لدولة وشعب لا يضعون سقفاً لهم.. ولا يعرفون مستحيلاً أمامهم.. والقادم أعلى وأكبر بإذن الله".
هذا الطموح تمت صياغة بعض ملامحه خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عقدت يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحضور قيادات الدولة وأكثر من 500 شخصية ومسؤول حكومي محلي واتحادي، عبر إطلاق عدد من المبادرات الوطنية الفارقة مثل رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تضمنت مؤشرات وطنية من أبرزها رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، وزيادة صادرات الدولة غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ورفع قيمة التجارة الخارجية الإماراتية إلى 4 تريليونات درهم، ووضع الإمارات بين أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر التنمية البشرية، ورفع مركز الدولة في مؤشر الأمن الغذائي لتكون ضمن أفضل 10 دول، وتحقيق المركز الأول عالمياً في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة، إضافة إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم.
على صعيد الإنجازات في المجال الإنساني، تحمل ذكرى هذا اليوم هذا العام أهمية خاصة، كونها تأتي فيما تواصل الإمارات عطائها الإنساني اللامحدود، بعد النجاح القياسي التي حققته مبادرة "المليار وجبة" الإماراتية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أبريل/نيسان الماضي.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نجاح المبادرة في جمع 600 مليون وجبة، ومساهمته بـ400 مليون وجبة لاستكمال وجبات المليار، موجهاً الشكر لجميع المساهمين في أكبر مبادرة لتوفير الدعم الغذائي للفقراء والمحتاجين وخاصة الفئات الضعيفة من الأطفال واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات حول العالم.
ذكرى هامة
في مثل هذا اليوم قبل 17 عاما، وتحديدا في الرابع من يناير/كانون الثاني من عام 2006، تولى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.
وفي الخامس من يناير/كانون الثاني 2006، انتخبه أعضاء المجلس الأعلى حكام دولة الإمارات نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات الراحل، بتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة تم الإعلان عن تشكيلها في التاسع من فبراير/شباط 2006.
ومنذ تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهامه نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء وحاكماً لإمارة دبي، أرسى نهجاً متميزاً للعمل الحكومي، وفتح الباب أمام الشباب للمشاركة بفاعلية في بناء نهضة دولتهم، وتم إدخال مفاهيم جديدة في العمل الحكومي أدت إلى قفزات تطويرية، فتسارعت وتيرة الإنجازات.
مبادرات وإنجازات
وشهد عام 2007 إنجازات متفردة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المستويين المحلي والإقليمي، ففي السابع عشر من أبريل/نيسان كشف عن ملامح استراتيجية حكومة دولة الإمارات، التي وضعت ضمن أهدافها تحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق الدولة.وبالفعل، أطلق الدورة الأولى من استراتيجية الحكومة الاتحادية في عام 2008 أتبعها بدورة أخرى في عام 2011 ووضع كل ذلك ضمن رؤية متكاملة لدولة الإمارات حتى عام 2021، وأعطى استقلالية كبيرة للوزارات ووضع أنظمة متطورة لمتابعة أدائها وفقاً لمؤشرات أداء بلغ عددها بالمئات على مستوى الحكومة.
ثقافة التميز
وانتقل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مرحلة أخرى لنشر ثقافة التميز في الحكومة فأطلق في 24 يونيو/حزيران 2009 جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، ضمن برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي.
وفي مارس/آذار 2011، أطلق "برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة" للوصول إلى مستويات جديدة في خدمة المتعاملين وتوفير الخدمات الحكومية الاتحادية في شتى أرجاء الدولة.
وفي سبتمبر/أيلول 2014، افتتح "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي" الذي يوفر خدماته لكل الجهات الاتحادية والمحلية ويعمل على تطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة.
الابتكار الحكومي
ولم يغفل العنصر البشري، خلال ذلك، حيث قام بإطلاق برنامج قيادات حكومة دولة الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية القادرة على متابعة التطوير المستمر في الحكومة، الذي سبقه بإطلاق برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة.
وفي مجال التعليم، أطلق مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي على مستوى جميع المدارس الحكومية، بهدف خلق بيئة تعليمية جديدة تضم صفوفاً ذكية في جميع المدارس.
القائد المبدع
وكونه قائدا ملهما ومبدعا، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العديد من المبادرات الداعمة للتميز، كان من أبرزها "الخلوات الوزارية" التي بدأت في عام 2007 كجلسات استثنائية لمجلس الوزراء، وتعد منصة لاستعراض أهم القضايا الوطنية، وطرح الأفكار ومناقشتها في أجواء أكثر تحرراً من قيود العمل المكتبي والروتين.
أيضا من أبرز المبادرات "مئوية الإمارات 2071"، وهي برنامج عمل حكومي طويل الأمد، لبناء إمارات المستقبل وتجهيز دولة الإمارات للأجيال القادمة، كذلك هناك "أوائل الإمارات" وأعلن عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني عن ترشيح 43 شخصاً متميزاً في مجال عمله، لتكريمهم في اليوم الوطني للدولة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم انطلاق قمة المجالس العالمية في دبي بحضور أكثر من ألف مفكر، وخبير، وصانع قرار من مختلف أنحاء العالم، وذلك لتفعيل الحوار العالمي حول التحديات المشتركة التي يمر بها العالم في مختلف المجالات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، دعا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى إطلاق حملة وطنية وشعبية شاملة ومستمرة احتفالا بــ"يوم العلم" الذي يُصادف الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئاسة الدولة.
وفي الثاني والعشرين من مايو/أيار 2013، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة الحكومة الذكية من أجل توفير الخدمات للجمهور حيثما كانوا وعلى مدار الساعة.
وفي مجال الفضاء، تأسس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015 ليكون جزءاً رئيسياً من المبادرة الاستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكارات العلمية والتقدم التقني ودفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتولى المركز مهمة تنفيذ مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف كوكب المريخ، والذي يواصل مهمته في الفضاء حاليا بنجاح، كما قام المركز بتصميم وبناء وإطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو أول قمر صناعي إماراتي 100%.
وضمن مبادراته التنموية الشاملة، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية التنمية الخضراء، التي تمهد لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، وتهدف من خلالها دولة الإمارات لتكون أحد الرواد العالميين في هذا المجال.
ومع مطلع عام 2020 ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد، التي أثرت على مختلف القطاعات وعمل الحكومات على مستوى العالم، ونتج عنها تداعيات وآثار عديدة شملت إغلاق الحدود، وتفعيل مبادرات العمل عن بعد، والتعليم عن بعد، والحجر المنزلي في عدد من المجتمعات، دعا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكومته إلى عقد سلسلة اجتماعات رقمية بعنوان "الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد – 19" في مايو 2020، لتكون أول حكومة تستجيب للمتغيرات وتستعد للمرحلة التالية من التطوير الحكومي على مستوى العالم.
ونجحت دولة الإمارات بالفعل في تصدر المؤشرات العالمية لمكافحة الجائحة.
وشهد عام 2021 إطلاق مبادئ الخمسين لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهات البلاد للخمسين عاما القادمة، وصولا لتحقيق هدفها بأن تكون الأفضل في العالم في ذكرى مئويتها عام 2071.
إنجازات 2022
وخلال عام 2022، أصدر مجلس الوزراء أكثر من 900 قرار وقام بتطوير وإقرار 22 سياسة حكومية وتحديث وإصدار 68 قانوناً اتحادياً، وتوقيع واعتماد 71 اتفاقية دولية.
مستقبل زاهر
وتبدأ الإمارات عام 2023 وهي تسابق الزمن لتكون الدولة الأول والأفضل، وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال اجتماع مجلس الوزراء قبل يومين: لدينا 5 أولويات حكومية خلال 2023 ، الأولى: الهوية الوطنية وترسيخها، والثانية: البيئة وتعزيز استدامتها، والثالثة: المنظومة التعليمية وتطوير رؤيتها ومؤشراتها ومخرجاتها، والرابعة: عملية التوطين وتسريعها، والخامسة: شراكاتنا الاقتصادية الدولية وتوسيعها.
وتابع : مجلس الوزراء هو المحرك الرئيسي في تنسيق الجهود وتوحيد الطاقات وتطوير السياسات والاستراتيجيات لتحقيق رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وتطلعات شعبنا في بناء أفضل بيئة اقتصادية واجتماعية وتنموية... متفائلون بالعام الجديد، ومتفائلون بفرق عملنا، ومتفائلون بمستقبل أفضل لوطننا بإذن الله.