محمد بن راشد يدشن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم
بمساحة 43 كيلومترا مربعا واستثمارات 14.2 مليار درهم
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، يضع حجر الأساس للمرحلة الرابعة من أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم.
قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الإثنين، بوضع حجر الأساس للمرحلة الرابعة من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 700 ميجاوات"، والتي تعد أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركزة في العالم، بما يعزز ريادة دولة الإمارات في مجال استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة على خارطة العالم.
وقد أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذه المناسبة، أن عملية ترسيخ أسس البنى التحتية المتطورة اللازمة لدعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات تأتي في مقدمة الخطوات التي يتم اتخاذها من أجل ضمان موقع متقدم بين الأمم صانعة المستقبل، وتقديم القدوة في مجال الاستدامة والاعتماد على الحلول التي تكفل استمرار جهود التطوير وفق أرقى المعايير العالمية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تقدم اليوم نموذجاً رائداً في التحول إلى الطاقة النظيفة، بما يضمن أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية مع الحفاظ على البيئة التي تمثل في واقع الأمر أمانة نسعى للحفاظ عليها وتنميتها للأجيال القادمة.
وقال: "مستمرون في استثماراتنا الطموحة نحو تحقيق الريادة العالمية في مختلف المجالات.. خاصة الأكثر تأثيراً منها في حياة الناس.. الطاقة النظيفة والمتجددة من القطاعات الأساسية التي تشكل محور التنمية ومفتاح النجاح فيها.. والإمارات تقدم للعالم اليوم نموذجاً متطوراً في التحوّل السريع لتبني الحلول المستدامة الأكثر فاعلية لتحقيق أفضل نوعيات الحياة، لتبقى دولتنا دائماً نموذجاً يحتذى في التطوير القائم على سعادة الإنسان وضمان سلامة بيئته".
وأضاف: "لدينا اليوم صروح مستدامة تخدم الأجيال القادمة.. نفذتها عقول وسواعد إماراتية شابة نعوِّل عليها في النهوض بدولتنا إلى أعلى مستويات التميز.. ونفخر بعطاءاتهم وبما يقدموه لوطنهم من فكر متطور وإنجازات مؤثرة.. اليوم نواصل تعزيز مكانتنا في صدارة الدول المتقدمة كنموذج عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.. لنجني ثمار التخطيط الناجح لريادة المستقبل والذي بدأناه من سنوات ليكون الغد دائماً مشرقاً وواعداً يضمن للوطن رفعته وللمواطن سعادته".
حضر حفل وضع حجر الأساس للمرحلة الرابعة من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولفيف من الوزراء وكبار الشخصيات ومديري عموم الدوائر الحكومية والخبراء والمختصين المعنيين بقطاع الطاقة في دبي.
وتعد هذه المرحلة أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركزة في العالم، في موقع واحد، وفق نظام المنتج المستقل بطاقة إنتاجية تبلغ 700 ميجاوات من الكهرباء النظيفة، متميزاً بأعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً، وبأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية على مستوى العالم، حيث سيوفر الطاقة النظيفة لأكثر من 270 ألف مسكن في دبي، ويسهم في تخفيض أكثر من 1.4 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً. وسيستخدم المشروع تقنيتين لإنتاج الطاقة النظيفة، الأولى هي منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميجاوات، فيما ستصل المساحة الإجمالية إلى 43 كيلومتراً مربعاً. ووصلت الاستثمارات الإجمالية لهذا المشروع الطموح إلى 14.2 مليار درهم، وبسعر تكلفة للطاقة بلغ 7.3 سنت أمريكي للكيلووات ساعة، وهو الأقل عالمياً.
صرح جديد ومحطة تاريخية
وفي كلمته خلال حفل وضع حجر أساس المرحلة الرابعة من المجمع، وصف سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، المشروع بأنه صرح جديد يشكل محطة تاريخية مهمة في مسيرة دولة الإمارات نحو الاستدامة، وقال: "أصبح مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية مرجعاً عالمياً في مجاله انطلاقاً من رؤية ثاقبة تستشرف المستقبل لدولة تتخذ من الاستدامة نهج حياة وأساساً لصنع التقدم والريادة لأجيالها القادمة".
وتطرق إلى تأكيد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على أهمية بذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية امتداداً لإرث الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث قال رحِمه الله: "إن بيئتنا ومواردنا ليست ملكنا، بل هي أمانة عُهد بها إلينا وعلينا جميعاً مسؤولية تأمين الرعاية لها، والعناية بها وتسليمها سالمة من الأضرار للأجيال القادمة".
وأوضح العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الإنجاز الجديد يأتي في إطار توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتسريع وتيرة العمل على مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، لتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل في اقتصاد لا يعتمد على النفط، تحقيقاً لحلم أصبح حقيقة ارتآه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الهادفة لتوفير 75% من طاقة دبي من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، والوصول لأهداف مئوية الإمارات 2071 برفع مكانة الدولة لتكون الأفضل في العالم.
وأضاف الطاير: "وفقاً لهذا النهج اتخذت دولة الإمارات قرارات حاسمة وفعالة لمواجهة تحديات البيئة والتغير المناخي، حيث توالت إنجازاتنا ومبادراتنا الطموحة ومشاريعنا التطويرية لتعزز ريادة دولتنا في مجال استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى العالم، بما يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية".
وأشار إلى مواصلة العمل في ضوء رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، والوصول بها إلى المرتبة الأولى عالمياً بين المدن الأقل في البصمة الكربونية، لافتاً إلى أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية الطموحة يتطلب قدرة إنتاجية تزيد على 42 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050.
وأكد أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية يعد أهم المشاريع الداعمة لاستراتيجية الطاقة النظيفة في دبي بقدرة إنتاجية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، وباستثمارات تبلغ 50 مليار درهم، حيث سيسهم من خلال مشاريعه في تسريع التحول نحو تبني واستخدام الطاقة الشمسية.
وتوجه العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي بالشكر إلى شركاء الهيئة في التحالف الذي يضم كلاً من "أكوا باور" السعودية و"صندوق طريق الحرير" بالتعاون مع"شنغهاي الكتريك" الصينية؛ المقاول الرئيسي للمشروع، معرباً عن تقديره لكل ما قدموه من جهود وإسهامات مهمة.
واختتم كلمته قائلاً: "سيمد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية مرافق معرض إكسبو 2020 دبي بكامل احتياجاته البالغة نحو 464 ميجاوات من الطاقة النظيفة، ليكون النسخة العالمية الأولى من أكسبو التي تزود بشكل كامل بالطاقة النظيفة. فالعالم اليوم في بحث مستمر عن مصادر الطاقة والمياه والمواد الأولية، ومن هنا كانت دولتنا سبّاقة في المحافظة على بيئتها ومواردها وتعزيز سعادة مواطنيها ومقيميها وزائريها من خلال مشاريع الطاقة الشمسية، التي تسهم في تنويع مصادر الطاقة عن طريق زيادة حصة الطاقة المتجددة، وحماية البيئة من خلال تقليص آثار الانبعاثات الكربونية."
من جهته، قال محمد بن عبدالله أبونيان، رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور: "نعتز في شركة "أكوا باور" أن نكون جزءاً من تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 من خلال هذا المشروع المهم، والذي يأتي امتداداً لسجل مشاريعنا في قطاع الطاقة في دبي، واستناداً إلى نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي أثبت بكل جدارة نجاحه وفعاليته في تنفيذ مشاريع متميزة لـ"هيئة كهرباء ومياه دبي"، حيث أثبتنا نجاح مسيرة قيادة خفض أسعار الطاقة الشمسية بتقنية الطاقة الشمسية المركزة CSP على المستوى العالمي، وتسجيل أقل سعر تَعرِفة في القطاع، ما يسهم بفعالية في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية من النفط والغاز، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وقد تميز هذا المشروع بتحقيق عدة أرقام قياسية عالمية، حيث سيتم بناء أطول برج لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بارتفاع 260 متراً، وأعلى قدرة تخزينية للطاقة الشمسية لمدة 15 ساعة، ما سيسمح بإنتاج الطاقة على مدار 24 ساعة".
وقال تساو مين، رئيس شركة شنغهاي إلكتريك: "دبي تتمتع بشهرة عالمية كمدينة حيوية وذات جاذبية خاصة، ونحن يسعدنا أن نكون من بين من يشهدون ازدهارها وتطورها. لقد لمسنا ثقة عملائنا ونعمل على تحويل هذه الثقة إلى قوة دفع تسهم في تلبية احتياجاتهم في ضوء شعور قوي بالمسؤولية".
وتشير الدراسات إلى التوسّع العالمي في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، حيث أظهرت أن نسبة مشاريع الطاقة المتجددة في العام 2016 وصلت إلى أكثر من 62% من مشاريع الطاقة في العالم، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل 10 سنوات، في الوقت الذي تمثل فيه الأجواء المناخية الصحوة، التي تتمتع بها دولة الإمارات على مدار العام، ميزة مهمة ترجح كفتها في مضمار استقطاب الاستثمارات العالمية في مجال مشاريع الطاقة الشمسية، مع ترسيخ مكانة الإمارات كمصدر مميز وموثوق لإنتاج الطاقة المستدامة.
ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل(IPP)، حيث سيتم توليد 1000 ميجاوات بحلول عام 2020، و5000 ميجاوات بحلول عام 2030.
وبدأت المرحلة الأولى من المشروع بقدرة 13 ميجاوات في 2013 باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية (PV)، وتم افتتاح المرحلة الثانية لإنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء بتقنية الألواح الكهروضوئية في مارس 2017 ، على أن يتم تشغيل المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات وبتقنية الألواح الكهروضوئية في عام 2020. وسيتم تشغيل المرحلة الرابعة من المشروع بتقنية الطاقة الشمسية المركّزة (CSP) وبقدرة 700 ميجاوات بدءاً من الربع الأخير من عام 2020.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA=
جزيرة ام اند امز