أخبار ثلاثة في أسبوعٍ واحدٍ فقط، تحتها العديد من التفاصيل المهمة وتستحق القراءة المتمعنة والنظر لآثارها المستقبلية المؤثرة،
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الأسبوع الماضي، عن عدة أوامر ملكية مهمة تصب في تعزيز وحدة واستقرار وتطوير الدولة السعودية لنفسها، ومواكبة العصر والذهاب بعيداً في المستقبل، وكان من أهم ما اشتملت عليه هذه الأوامر المهمة: تطوير وزارة الدفاع السعودية ورفع كفاءة الإدارة المحلية على مستوى المحافظات، وتطوير المناصب الوسيطة في الهيكل الحكومي.
كما تمّ نشر لقاءٍ لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في صحيفة "الواشنطن بوست" شرح فيه بعض رؤاه وتطلعاته وتفسيراته للعديد من الأحداث الداخلية والإقليمية والدولية، وتم تسليط الضوء على كافة مفردات الحوار من قبل الصحافة المحلية والخليجية والغربية.
أصبح اسم ولي العهد السعودي وصوره تتداول على نطاقٍ واسعٍ في دول الخليج العربي والدول العربية؛ بوصفه ممثلاً لجيل الشباب وطموحاتهم وأولوياتهم والمستقبل الذي ينشدون، وهذا بحد ذاته خبر مهم خليجياً وعربياً ودولياً.
وقد بدأ ولي العهد زيارته الخارجية الأولى بعد تسلمه منصب ولاية العهد وستكون ذات محطات ثلاث، تبتدئ بالقاهرة وتعزيز التحالف مع جمهورية مصر العربية، ومن ثم إلى لندن حيث استبق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الزيارة بمقالةٍ يستذكر فيها عمق العلاقات بين البلدين منذ الملك عبد العزيز، ويؤكد "أن مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي يعتمد على نجاح الأمير محمد بن سلمان"، وتُختتَم الزيارة بزيارة واشنطن، والولايات المتحدة الأميركية هي الحليف الأكبر للسعودية ودول الخليج في العالم.
أخبار ثلاثة في أسبوعٍ واحدٍ فقط، تحتها العديد من التفاصيل المهمة وتستحق القراءة المتمعنة والنظر لآثارها المستقبلية المؤثرة، ويبقى السؤال المهم هنا هو لماذا أصبح ما يجري في السعودية خبراً عالمياً تتناقله وكالات الأنباء وتتداوله صحافة العالم؟ وكيف أصبحت الصحافة التي أدمنت عبر عقود تناول الأخبار المتعلقة بالسعودية بشكلٍ سلبي تتناولها اليوم بشكلٍ إيجابي؟ مع بعض الاستثناءات بالطبع، وكيف حدث هذا التحول الكبير؟
لقد أصبحت السعودية الجديدة محط أنظار العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فسياسياً أصبحت تتخذ مواقف وسياسات علنيةٍ وقويةٍ تجاه حماية مصالحها، والدفاع عن مكانتها، ونصرة حلفائها، واقتصادياً، باتت محط أنظار المستثمرين بالفرص التي تعرضها للعالم، من أرامكو إلى نيوم، ومن القدية إلى العلا، وعسكرياً، فهي تخوض حرباً ضروساً ضد مليشيا "الحوثي" في اليمن، ومع كل الاهتزازات التي أحدثتها عودة السعودية للمشهد الإقليمي والدولي، فلم يعد بإمكان أحدٍ أن ينكر كل هذه التطورات أو يتغاضى عنها.
وزارة الدفاع السعودية كان لها نصيب كبير من القرارات الملكية، وهي الوزارة التي يقودها ولي العهد، وقد شهدت تغييرات كبيرةٍ في القيادات المدنية والعسكرية، وهي تشهد إعادة هيكلة وتطوير، وقد بدأت تظهر من قبل النجاحات الكبرى في إدارة حرب اليمن التي تتجه نحو النصر، وكذلك في "التصنيع العسكري" الذي شهد خطواتٍ مهمةٍ لم تزل تظهر تباعاً.
أما في الإدارة المحلية، فثمة حرص متواصل على رفع الكفاءة وتجديد الدماء، وتمكين الشباب، وهو ما جاء واضحاً في هذه القرارات، وأما في التغييرات التي تمت في المناصب الوسيطة في الوزارات، فقد كان لذلك أسباب من أهمها القضاء على البيروقراطية المعيقة للتقدم الطموح الذي تمثل في رؤية السعودية 2030 فأي جهةٍ حكوميةٍ تعجز عن مواكبة الرؤية، فإنها بحاجة لإعادة الغربلة والتجديد لا في منصب الوزير فحسب؛ بل في المناصب التنفيذية تحته، وكذلك لإعادة غربلة تغلغل بعض المنتسبين لجماعات الإسلام السياسي في العمل الحكومي، وقدرتهم على إعاقة وتأخير المشاريع الطموحة لوطنٍ جديدٍ لا سقف لطموحه إلا السماء، أخيراً، فقد أصبح اسم ولي العهد السعودي وصوره تتداول على نطاقٍ واسعٍ في دول الخليج العربي والدول العربية بوصفه ممثلاً لجيل الشباب وطموحاتهم وأولوياتهم والمستقبل الذي ينشدون، وهذا بحد ذاته خبر مهم خليجياً وعربياً ودولياً.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة