الذكرى الثانية لبيعة محمد بن سلمان.. رؤية تصوغ مستقبل السعودية
عامان مرا على بيعة الأمير محمد بن سلمان شهدت فيهما المملكة طفرة تاريخية في كل المجالات وعلى كل الأصعدة.
"إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق؛ لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل".. كلمات قالها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، كشفت رؤيته الواعدة واستشرافه لمستقبل المملكة.
- جولات محمد بن سلمان في 2018.. انتصارات سعودية وهزائم قطرية
- السعودية 2019.. جهود متواصلة لمكافحة الإرهاب عبر استراتيجية شاملة
عامان مرا على بيعة الأمير محمد بن سلمان شهدت فيهما البلاد طفرة تاريخية في كل المجالات وعلى كل الأصعدة، ما يعكس إصرار الأمير الشاب على تحقيق رؤية المملكة 2030، التي يقود تنفيذها، في ظل القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتزامنت ذكرى البيعة هذا العام مع انعقاد القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) في مكة المكرمة لتؤكد أن المملكة كما هي ماضية في إصلاحاتها وإنجازاتها الداخلية، فإنها تواصل ريادتها وقيادتها للعالمين العربي والإسلامي لتصبح في قلب السياسة الدولية والتأثير العالمي.
خطى ثابتة نحو الازدهار
لم تكن مقولة ولي العهد السعودي "طموحنا أن نبني وطنا أكثر ازدهارا، يجد فيه كل سعودي ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم"، مجرد أحاديث حالمة، فمنذ اليوم الأول لتوليه مهمته بدأ بالتخطيط والتنفيذ لمستقبل المملكة بشفافية وجدية سرعت عجلة التنمية المستدامة التي تمس كل السعوديين.
التنمية شملت قطاعات الشؤون الاجتماعية والصحية والتعليم والإسكان والكهرباء والمياه والمشاريع العامة التي تهم السعوديين من خلال برنامج التحول الوطني ورؤية السعودية 2030.
كما سعى إلى تطوير صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى كثير من القرارات التي تخص الصناعات العسكرية لتستمر عجلة التنمية الاقتصادية.
كما أعلنت المملكة زيادة الإنفاق الموجه لبرامج ومشروعات تحقيق "رؤية المملكة 2030" وبرامج تنمية القطاع الخاص، مع استمرار زيادة الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية، وفي مقدمتها قطاعات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية وحساب المواطن والضمان الاجتماعي وبدل غلاء المعيشة ومكافآت الطلاب.
كما أسهمت رؤية ولي العهد في خفض عجز الميزانية وتنويع الإيرادات، وفي الوقت ذاته طبقت المملكة جملة من التدابير التحفيزية المساندة للاقتصاد، ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، ما أدى إلى انخفاض عجز الميزانية إلى نحو 5.9% من إجمالي الناتج المحلي خلال عام 2018 مقابل 9.3% خلال عام 2017.
وفي إطار تطوير استراتيجية تقليل الاعتماد على النفط كدخل رئيس وتنويع مصادر الدخل التي يتباها ولي العهد السعودي، ارتفع نمو الناتج المحلي الحقيقي بمعدل 2.2%؛ وبلغت مساهمة القطاع غير النفطي في نمو الناتج المحلي الإجمالي 2.1%، وسط توقعات بأن يستمر هذا الارتفاع بشكل تصاعدي.
وتستهدف "رؤية السعودية" رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وتقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة 49 إلى 25 عالمياً، ورقم 1 إقليمياً.
ويسير الأمير محمد بن سلمان بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية السعودية التي تستهدف أيضا رفع نسبة تملك السعوديين للمنازل من 47% إلى نحو 52% بحلول عام 2020.
كما تضمنت الرؤية المستقبلية رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%.
وفيما يتعلق بالمجتمع، تستهدف "رؤية السعودية" مجتمعا حيويا بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي.
ومن المستهدف أيضا ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40%، وزيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل.
وفيما يتعلق بالاستثمار، فإن المستهدف هو رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال سعودي، كما تضمنت الرؤية رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%. ومن المستهدف زيادة حجم الاقتصاد السعودي وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب الـ15 الأولى على مستوى العالم.
نجاحات السياسة الخارجية
شهدت السعودية عقب بيعة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بولاية العهد في يونيو/حزيران من عام 2017، طفرة في سياستها الخارجية بتبنيه رؤية أكثر انفتاحا قائمة على التعاون المشترك مع كل دول العالم.
وأسهمت الجولات الخارجية الناجحة التي أجراها ولي العهد السعودي في ترسيخ مفهوم التعاون البناء والشراكة الاستراتيجية كأسس لتوطيد العلاقات، ما جعل المملكة تحتل القيادة في العديد من القضايا والمبادرات في المنطقة والعالم.
وحرص ولي العهد السعودي على أن تكون السياسة الخارجية للمملكة قائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وكانت الزيارة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية فى أبريل/نيسان 2018 من أهم الزيارات الخارجية الناجحة، حيث شهدت اتفاقيات، ومذكرات تفاهم، وشراكات اقتصادية وتجارية، عززت الاستثمار بين البلدين، وعمقت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ومن الولايات المتحدة إلى بوينس أيريس، شكلت مشاركة ولي العهد السعودي في اجتماعات قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حضور طاغيا للمملكة، وجاءت بمثابة صفعة لقطر وأذرعها الإعلامية.
فالنتائج التي تحققت من تلك الزيارات والاحتفاء الرسمي والشعبي الذي قوبل به ولي العهد السعودي أينما حل، ثم اهتمام وكالات الأنباء العالمية بتلك الجولات كان الرد الأمثل على حملة الافتراءات وأكاذيب والتحريض ضد الأمير محمد بن سلمان.
وعربيا، أجرى ولي العهد السعودي العديد من الجولات، في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك، بدأها في يونيو/حزيران عام 2017 بزيارة مصر، وتبع العديد الدول شملت الإمارات والبحرين وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن.
وتقديرا لجهود ولي العهد السعودي المتميزة في دعم وتعزيز علاقات السعودية بكل البلدان الشقيقة، منح عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الأمير محمد بن سلمان، وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة؛ كما منحه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وسام الجمهورية.
وآسيويا، أجرى ولي العهد السعودي جولة ناجحة بدأها بزيارة باكستان، ثم تلاها بزيارة الهند، واختتمها بزيارة الصين حيث ترأس مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، أعمال الدورة الثالثة للجنة السعودية الصينية المشتركة التي تناولت التعاون المشترك بين البلدين ومجالات التنسيق سياسياً وأمنياً.
وتمّ خلالها بحث تعزيز أوجه التعاون التجاري والاستثماري في قطاعات مختلفة، منها الطاقة والثقافة والتقنية، واستُعرضت آفاق الشراكة الثنائية بين الجانبين في نطاق رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق.
وشهدت الزيارات توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بمئات المليارات، في كل المجالات وعلى رأسها المجالات الاقتصادية.
محاربة الإرهاب
مع تولي الأمير محمد بن سلمان المسؤولية أطلق عاصفة الحزم في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة العربية، أظهر حنكة عسكرية، وأصاب النفوذ الإيراني بتراجع كبير منذ توليه منصبه.
وتخوض المملكة حرباً على الإرهاب هي "الأطول والأعنف منذ تأسيس الدولة السعودية"، كما وصفها الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وتواجه السعودية هذه الحرب في اتجاهين، أحدهما مع الحوثيين على حدودها مع اليمن، والأخرى عبارة عن محاولات يبذلها تنظيم داعش الإرهابي للولوج إلى داخل المجتمع السعودي.
وأكد ولي العهد أن الحرب على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله لا بد أن تستمر وبكل حزم.
المرأة السعودية إلى الواجهة
لم يدخر الأمير محمد بن سلمان جهدا في جعل المرأة السعودية في المقدمة كونها ركنا أساسيا من اهتمامات رؤية 2030، من خلال مشاركتها في سوق العمل، وتمكينها.
وفي إطار حزمة الإصلاحات الاجتماعية التي يتبناها ولي العهد السعودي حققت المرأة السعودية مكاسب غير مسبوقة فأصبح لها الحق الآن في قيادة السيارة لأول مرة في تاريخ البلاد في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران عام 2018، بعد اتخاذ قرار برفع الحظر عن قيادتهن للسيارات، وذلك.
وفي 23 فبراير/شباط الماضي، عين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة العربية السعودية في واشنطن، لتصبح أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب، خلفاً للأمير خالد بن سلمان، الذي عُيّن نائباً لوزير الدفاع.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، عُيّنت وئام الدخيل كأول مذيعة سعودية تقدم الأخبار على القناة الأولى السعودية.
وفي بداية شهر فبراير، أصبحت هيلة الفراج أول معلقة رياضية في تاريخ المملكة العربية السعودية.
من هو الأمير محمد بن سلمان؟
ولي العهد السعودي ولد 31 أغسطس/آب 1985، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية في الثانوية العامة.
وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود وحصل على الترتيب الثاني على دفعته، وحصل على شهادة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون الأمريكية.
وقدم الأمير الشاب خلال رحلة صعوده سلم المسؤوليات انطباعًا قويًا عن كفاءته وبروزه منذ دخوله الحقل العام، وتقلد خلال مشواره المهني الذي امتد إلى نحو 10 سنوات كثيرا من المناصب.
من بين هذه المناصب تعيينه وزيرا للدولة وعضوا بمجلس الوزراء في عام 1435 هـ/2014 م، وفي عام 2013 تم تعيينه رئيسا لديوان ولي العهد ومستشارا خاصا له برتبة وزير.
كما تم تعيينه مستشارا خاصا ومشرفا على المكتب والشؤون الخاصة بولي العهد، كما عين مستشارا خاصا للملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء توليه ولاية العهد.
وكان مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض في 2009، وعمل مستشارا غير متفرغ بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، وكان رئيسا للجنة التنفيذية في جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.
وترأس لجنة تنمية الموارد المالية في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، وكان عضوا في المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية في الرياض.