جولات محمد بن سلمان في 2018.. انتصارات سعودية وهزائم قطرية
جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن قطر، حيث النتائج المثمرة التي تحققت من تلك الجولات والاحتفاء الذي قوبل به ولي العهد السعودي أينما حل
13 دولة زارها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على مدار عام 2018 بحسب رصد أجرته "العين الإخبارية".
استبقت وتخللت كل زيارة حملة افتراءات وأكاذيب وتحريض مكثفة، من قطر ضد السعودية وقيادتها، لم تترك فيها قناة "الجزيرة" وإعلام الدوحة جريمة مهنية وأخلاقية وإعلامية إلا وارتكبوها في حربهم ضد المملكة.
لكن، جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن قطر، حيث النتائج التي تحققت من تلك الزيارات والاحتفاء الرسمي والشعبي الذي قوبل به ولي العهد السعودي أينما حل، ثم اهتمام وكالات الأنباء العالمية بتلك الجولات، الأمر الذي شكل صفعة للدوحة وأذرعها الإعلامية.
- جولة محمد بن سلمان.. وسامان ومباحثات هامة وصفعة لقطر والإرهاب
- خبراء: جولة محمد بن سلمان تظهر صلابة "الرباعي العربي"
وقام ولي العهد السعودي خلال الفترة من 4 مارس/آذار إلى 12 أبريل/نيسان بأول جولاته الخارجية منذ توليه منصبه في منتصف العام الماضي، زار خلالها على التوالي كلا من مصر وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
وقام بجولة ثانية خلال الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 3 ديسمبر/ كانون الأول، زار خلالها على التوالي الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وتونس والأرجنتين (حيث شارك في قمة العشرين) وموريتانيا والجزائر.
وما بين الجولتين أجرى زيارة لروسيا في يونيو/حزيران، والكويت في سبتمبر/أيلول.
** الجولة الأولى.. (5 دول)
الجولة الأولى لولي العهد السعودي، استهلها بزيارة مصر (4 مارس) ثم المملكة المتحدة (6 مارس) والولايات المتحدة (20 مارس) وفرنسا (8 أبريل) واختتمها بزيارة إسبانيا (11 أبريل).
والتقى خلال تلك الجولة قادة وأبرز المسؤولين في تلك الدول؛ على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وفيليبي السادس ملك إسبانيا.
كما تم توقيع عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين السعودية وتلك الدول في عدد من المجالات.
** شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني
ومن الملامح البارزة خلال تلك الجولة، لقاء الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته لمصر كلا من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بالمقر البابوي في القاهرة في أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى الكنيسة المصرية.
وعبّر البابا تواضروس عن سعادته بزيارة ولي العهد السعودي للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مؤكدا أنها تعزز التسامح والاحترام بين الأديان المختلفة.
وأشاد بالنهضة التي تشهدها السعودية، لافتاً إلى أن ذلك يسهم في جهود دحر الإرهاب.
وجاءت زيارة ولي العهد للبابا تواضروس الثاني في ضوء الخطوات الانفتاحية التي تتخذها السعودية بناء على "رؤية السعودية 2030" التي دشنها ولي العهد.
كما اتفق الدكتور الطيب والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال جلسة مباحثات عقدت بمقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة، على تعزيز التعاون بين الأزهر والمملكة في مجال مكافحة الإرهاب ونشر الوسطية والسلام.
** زيارة لأمريكا.. 19 يوما
الملامح البارزة لجولة ولي العهد السعودي الأولى، ظهرت أيضا خلال زيارته الولايات المتحدة الأمريكية التي استمرت 19 يوما، انتقل خلالها من البيت الأبيض في واشنطن إلى هيوستن مروراً ببوسطن ونيويورك وسياتل ولوس أنجلوس وسيليكون فالي.
وحظيت الزيارة باهتمام كبير من الإعلام الأمريكي والعالمي، كما نجحت في الترويج لرؤية 2030.
واستهل تلك الجولة بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 مارس/آذار، الذي شكر ولي العهد السعودي على جهود المملكة لإحلال السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وجدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة الراسخ والتاريخي تجاه أمن واستقرار المملكة.
وجدد الجانبان التأكيد على الشراكة الأمريكية-السعودية في مواجهة التطرف والإرهاب.
وإضافة إلى المسؤولين الأمريكيين، التقى محمد بن سلمان قادة جوجل وفيسبوك ومؤسس مجموعة "مايكروسوفت" بيل جيتس إضافة إلى مسؤولي صناديق استثمارية في سان فرانسيسكو وسيليكون فالي.
* الجولة الثانية (7 دول)
الجولة الثانية لولي العهد السعودي استهلها بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة (22 نوفمبر) ثم البحرين (25 نوفمبر) ومصر (26 نوفمبر) وتونس (27 نوفمبر) ثم الأرجنتين (28 نوفمبر)، حيث شارك خلال الزيارة في قمة العشرين، ثم موريتانيا (2 ديسمبر) واختتمها بزيارة الجزائر (3 ديسمبر).
رسائل مهمة وقوية تم توجيهها خلال تلك الجولة، تؤكد المكانة التي يحظى بها الأمير محمد بن سلمان والعلاقة القوية التي تربط بلاده بتلك الدول، ووجود رفض رسمي وشعبي للحملات الممنهجة التي تستهدف النيل من دور المملكة الإقليمي والدولي.
وتنوعت مظاهر الاحتفاء والتقدير بولي العهد السعودي خلال جولته، فيما كانت هناك مشاهد لافتة، كان أبرزها في المحطة الأولى، حيث نشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قصيدة على حسابه بـ"أنستقرام" رحب خلالها بزيارة الأمير محمد بن سلمان.
وعبّر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال القصيدة، عن وقوف بلاده حكومة وشعبا إلى جانب المملكة العربية السعودية وقيادتها في مواجهة أبواق الفتن.
وعلى صعيد الحفاوة والتكريم أيضا، منح عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الأمير محمد بن سلمان، وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة؛ تقديرا لجهوده المتميزة في دعم وتعزيز علاقات البلدين الشقيقين وتطوير التعاون الثنائي.
كما منحه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي وسام الجمهورية؛ تقديرا لجهوده في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين.
ومن أبرز مظاهر الترحيب الشعبي، اصطفاف المواطنين المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة وعدد من شوارعها وهم يرفعون أعلام المملكة في مظاهرة حب للسعودية بمناسبة زيارة ولي العهد.
وشهدت الجولة أيضا، إجراء مباحثات مهمة مع قادة الدول التي زارها، تخللتها رسائل قوية داعمة للمملكة.
ففي المحطة الأولى (الإمارات)، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان، العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل مواصلة تنميتها ودعمها في مختلف المجالات؛ بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان، خلال لقائهما، حرصهما على تعزيز الشراكة الإماراتية-السعودية الاستراتيجية التي تتميز بالشمولية تنمويا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، إلى جانب موروثها التاريخي والروابط المتجذرة بين شعبي البلدين، ما يدفعها إلى المضي قدما نحو آفاق أوسع ويمنحها بُعدا استراتيجيا في معالجة التحديات.
وخلال جلسة المباحثات التي عقدها مع عاهل البحرين، جدد الملك حمد بن عيسى آل خليفة رفض بلاده التام لجميع محاولات استهداف المملكة العربية السعودية.
وشهدت الزيارة نفسها، تدشين خط أنابيب النفط الجديد بتعاون ثنائي بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية، بمعدل ضخ يبلغ حاليا 220 ألف برميل يوميا، وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميا، وبطول يبلغ 110 كم يربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية.
وفي مصر، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله الأمير محمد بن سلمان، على عمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين البلدين.
وقال السيسي إن أمن واستقرار المملكة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، كما شدد على التزام بلاده بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أي ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
وفي تونس، بحث الأمير محمد بن سلمان والرئيس السبسي، سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات ذات الأولوية على غرار الاقتصاد والمالية، وتشجيع الاستثمار والتعاون الأمني والعسكري لمجابهة مخاطر التطرف والإرهاب وتبادل التجارب والخبرات في المجالات العلميّة والثقافيّة.
وفي نواكشوط، شهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات عدة.
وفي الجزائر، عقد ولي العهد السعودي جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء أحمد أويحيى، تم خلالها الاتفاق على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين؛ وذلك لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.
** قمة العشرين.. حضور طاغٍ ولقاءات مع 10 زعماء
وخلال الجولة الثانية، شارك ولي العهد السعودي يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر في قمة العشرين بالأرجنتين، والتي صدر عنها بيان ختامي أُعلِن فيه أن أعمال القمة ستُعقَد في اليابان العام المقبل، والسعودية في 2020.
كما انضمت السعودية للجنة الثلاثية (الترويكا) في مجموعة العشرين، التي ترأسها اليابان بصفتها رئيس المجموعة لعام 2019، والأرجنتين بصفتها الرئيس السابق، والمملكة بصفتها الرئيس اللاحق للمجموعة في عام 2020.
واتسمت مشاركة ولي العهد السعودي في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، بحضور طاغٍ كان محط أنظار وسائل الإعلام العالمية.
كما التقى مجموعة من زعماء دول مجموعة العشرين على هامش القمة، رغم الحملات التحريضية الي شنتها قطر ضد الأمير محمد بن سلمان واستغلت خلالها قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاجقشي.
وأجرى ولي العهد السعودي مباحثات مع كلٍّ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وماوريسيو ماكري رئيس الأرجنتين، وشي جين بينغ رئيس الصين، وسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الإيطالي جيسيبي كونتي، ونائب الرئيس الإندونيسي محمد يوسف كالا، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
كما جمعته أحاديث ودية قبيل القمة مع كلٍّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن ورئيس المكسيك إنريكي بينيا نييتو، كل على حدة.
* زيارة روسيا
وفي 14 يونيو/حزيران، أجرى ولي العهد السعودي زيارة إلى روسيا شهد خلالها مع الرئيس فلاديمير بوتين، حفل افتتاح كأس العالم.
كما بحث الجانبان التعاون السعودي الروسي في المجال النفطي، وجددا تأكيدهما ضرورة استمرار التعاون الثنائي للمحافظة على استقرار أسواق النفط ونمو الاقتصاد العالمي.
* زيارة الكويت
وخلال زيارته للكويت التي جرت يوم 30 سبتمبر/أيلول، أجرى الأمير محمد بن سلمان، مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، تناولت تعزيز العلاقات والسعي نحو تضافر الجهود لدعم العمل الخليجي المشترك، وبحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
** 13 صفعة لقطر
تلك الجولات والزيارات التي شملت 13 دولة، وما أسفر عنها من نتائج ناجحة وتصريحات قوية كانت صفعات متتالية لقطر، بنجاحها من جانب وبتمسك الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بشروطها لإنهاء مقاطعة الدوحة من جانب آخر.
وحاولت قناة "الجزيرة" التشويش على تلك الزيارات والجولات، وصلت إلى حد تظاهر مراسلها في لندن وحيدا، دفاعا عن الحوثيين، إلا أن ولي العهد السعودي تجاهله.
وخلال زيارة محمد بن سلمان للكويت، استهدفتها الجزيرة وإعلام قطر وذبابها الإلكتروني في محاولة لإحداث وقيعة وفتنة بين الدولتين.
إلا أن الصفعة جاءتهم من الخارجية الكويتية التي أصدرت بيانا عبرت عن أسفها لما تم تداوله من أخبار مغلوطة حول نتائج زيارة ولي العهد السعودي، مؤكدة أن تداول مثل هذه المعلومات يعد نهجاً يهدف إلى الإساءة للعلاقات الأخوية بين البلدين، وأعربت عن ارتياح دولة الكويت للزيارة والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها.
أيضا صاحبت مشاركة ولي العهد السعودي في قمة العشرين حملة افتراءات وأكاذيب مكثفة، لم تترك فيها "الجزيرة" وإعلام قطر شائعة إلا وروجوها.
غير أن الصفعة هذه المرة جاءت لقطر عبر أكثر من 10 رؤساء وقادة في العالم التقوا الأمير محمد بن سلمان، ثم من وكالات الأنباء العالمية التي أبرزت تلك اللقاءات، الأمر الذي عكس المكانة الكبيرة للمملكة، والدور المؤثر لولي العهد في جعلها دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي.
ثم جاءت الصفعة الأكبر بالاتفاق على استضافة المملكة قمة مجموعة العشرين عام 2020.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز