خبراء: جولة محمد بن سلمان تظهر صلابة "الرباعي العربي"
هناك تناغم واضح في المواقف السياسية لكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ أن أعلن الرباعي مقاطعة قطر منذ أكثر من عام.
بدأ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الخميس الماضي، جولة خارجية، استهلها بدولة الإمارات، وتشمل دولا عربية أخرى من بينها البحرين ومصر.
وتأتي الجولة في توقيت تتعرض له السعودية والمنطقة بشكل عام لتحديات كبيرة، على رأسها تدخلات خارجية متزايدة ومقلقة لقوى إقليمية، تفرض بلورة موقف جماعي عربي في مواجهتها، كما تظهر صلابة التحالف الرباعي العربي وتماسكه، بحسب دبلوماسيين وخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
وبدا هناك تناغم واضح في المواقف السياسية لكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ أن أعلن الرباعي مقاطعة قطر، قبل أكثر من عام، لدعمها الجماعات الإرهابية في المنطقة.
ويُنظر إلى التحالف الرباعي العربي، بمثابة حائط صد أمام التدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة، حيث أكد في اجتماعات سابقة على مستويات تنظيمية مختلفة، مساعيه نحو ترسيخ الاستقرار في المنطقة، من خلال مكافحة الدولة الداعمة للإرهاب.
السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اعتبر جولة الأمير محمد بن سلمان بمثابة "رسالة تحذيرية"، إلى العابثين بأمن المنطقة، في ظل استمرار تدخلات أطراف إقليمية في الشأن العربي، مؤكدا أن التنسيق العربي المتبادل أمر مهم خاصة في أوقات الأزمات.
وأوضح السفير حربي لـ"العين الإخبارية"، أن المباحثات ستشمل بالتأكيد الأزمة مع قطر ومدى التزامها بشروط الرباعي العربي، وعلى رأسها علاقتها بإيران ودعمها للجماعات الإرهابية ووقف الدور التحريضي لقناة "الجزيرة" القطرية، مشددا على أن الإمارات ومصر والبحرين، تساند وتدعم المملكة العربية السعودية في قراراتها، وهذا ما ظهر جلياً في حادثة الصحفي جمال خاشقجي، حين أصدرت تلك الدول بيانات تؤكد دعمها للتحقيقات السعودية الجارية في الحادث، ورفضها مساعي إقليمية ودولية حثيثة لتسييس القضية.
ونوه الدبلوماسي المصري السابق، إلى عدة قضايا مشتركة بين السعودية وتلك الدول تتطلب أن يكون هناك اتفاق وتنسيق متبادل، منها ما سيتم مناقشته خلال قمة العشرين التي ستعقد في الأرجنتين نهاية الشهر الجاري، ويحضرها الأمير محمد بن سلمان، فضلًا عن تعزيز سبل العلاقات الثنائية.
وتابع: أهمية تلك الاجتماعات ترجع إلى التأكيد على استمرار آلية التشاور العربية، خاصة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
بدورها قالت الدكتورة هدى رؤوف الخبيرة في العلاقات الدولية: إن جولة الأمير محمد بن سلمان الخارجية تكتسب أهمية كبرى من حيث توقيتها، الذي يتزامن مع هجوم تركي غربي على السعودية بسبب قضية خاشقجي، ومن ثم كان لابد من تنسيق عربي لمواجهته، يأتي على رأسه دول التحالف الرباعي.
وأشارت إلى أن مصر من أكثر الدول الداعمة للموقف السعودي، وعدم الإضرار بالمملكة، فهي تعي تماما أهداف تركيا وقطر وكذلك التدخلات من جانب إيران، ومن ثم تؤكد دائما أنها حريصة على دعم السعودية لأهميتها في استقرار المنطقة، باعتبار أن إضعاف دورها سيكون في صالح تزايد النفوذ التركي والإيراني.
وأكدت الخبيرة في العلاقات الدولية، أهمية الدور الذي يلعبه التحالف الرباعي العربي في صد المخطط القطري المتداخل في الدول العربية لصالح حسابات أيدلوجية هدامة، تدعم التنظيمات المسلحة.
الكاتب السعودي، سلمان الدوسري، يرى من جهته، أن "هذه الجولة العربية التي يقوم بها ولي العهد السعودي ينتظر منها أن تسهم في تطوير العلاقات السعودية- العربية باعتبارها أحد المرتكزات التي تقوم عليها الثوابت السعودية، وعدم السماح بمحاولات الاختراق التي تقوم بها دول إقليمية لتمرير أجندتها التي تساهم في خلق الفوضى وإبعاد الاستقرار، وهو آخر ما يمكن أن تريده المنطقة في وقتها الحالي".
وعد الدوسري، في مقال له اليوم بجريدة "الشرق الأوسط"، الجولة بأنها "ضمن دبلوماسية جديدة انتهجتها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم في بلاده أوائل 2015، تقوم في أساسها على الاستفادة القصوى من هذه الزيارات بتعزيز المصالح مع الدول الأخرى وتطوير العلاقات معها، أكثر من كونها زيارات بروتوكولية تنتهي منافعها بنهاية الزيارة نفسها".