محمد بن زايد وآبي أحمد.. 8 قمم تتوج علاقات الإمارات وإثيوبيا المتنامية
قمة إماراتية إثيوبية، الجمعة، تعد الثانية التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا خلال 7 أشهر.
كما تعد قمة اليوم هي الثامنة بين الزعيمين منذ تولي آبي أحمد مهام منصبه في أبريل/نيسان 2018، بحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية".
- الإمارات وإثيوبيا.. توقيع اتفاقية للطاقة ومباحثات لتعزيز العلاقات
- الإمارات وإثيوبيا.. تاريخ من التعاون تتوجه زيارة محمد بن زايد
وخلال تلك الفترة، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارتين لإثيوبيا، أحدثهما اليوم الجمعة، والأولى في يونيو/حزيران 2018.
فيما أجرى آبي أحمد 6 زيارات رسمية لدولة الإمارات في مايو/أيار، ويوليو/تموز 2018، ومارس/آذار 2019، وفبراير/شباط 2020، ويناير/كانون الثاني 2022 ويناير/كانون الثاني 2023.
كما أجرى رئيس وزراء إثيوبيا زيارة سابعة لدولة الإمارات في 29 يوليو/تموز الماضي لتقديم التعازي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان.
زيارة تبرز خصوصية العلاقات التي تربط البلدين والزعيمين، والحرص على تعزيزها.
وأرست تلك القمم واللقاءات ركائز صلبة لمسار العلاقات بين البلدين، وسط تأكيد متبادل في كل قمة ولقاء على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة إلى آفاق أرحب، بما يسهم في دعم استقرار ورخاء وازدهار البلدين.
وتخلل تلك القمم زيارات متبادلة لمسؤولين من البلدين، تم خلالها توقيع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات عدة.
القمة الثامنة.. أهمية خاصة
وتتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا، اليوم الجمعة، الشراكة الاستراتيجية والعلاقات المتنامية بين البلدين.
وتحمل تلك الزيارة أهمية خاصة، كونها الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا بعد توليه مقاليد الحكم مايو/أيار 2022.
كما يعد اللقاء الذي يجمع الزعيمين هو الثاني خلال نحو أسبوعين، بعد اللقاء الذي جمعهما خلال تقديم رئيس وزراء إثيوبيا العزاء للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان.
وتعد المباحثات المرتقبة بينهما خلال تلك الزيارة هي الثانية خلال 7 أشهر، بعد القمة التي جمعت الزعيمين في أبوظبي 17 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويرتقب أن تسهم زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإثيوبيا والمباحثات المرتقبة خلالها في رسم خارطة طريق لتعزيز الشراكة بين البلدين، وتحقيق نقلة نوعية في علاقات البلدين.
أيضا تحمل الزيارة أهمية خاصة لحجم وثقة ومكانة البلدين، فيوما تلو يوم تتعاظم مكانة دولة الإمارات وتتزايد إنجازاتها على مختلف الأصعدة، وتتوالى الشهادات والإشادات الدولية بسياستها وجهودها الإنسانية والدبلوماسية الساعية لنشر السلام ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
أيضا، تعد إثيوبيا دولة مهمة في منطقة القرن الأفريقي وتتمتع بموقع جغرافي مميز، ولها أهمية جيوسياسية واضحة ودور سياسي بارز على مستوى القارة وتحتضن مقر الاتحاد الأفريقي.
وتولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الثنائية مع الدول الأفريقية بشكل عام وإثيوبيا التي تعد بلدا واعدا اقتصاديا بشكل خاص.
وتنظر دولة الإمارات بعين الاهتمام إلى تفعيل علاقاتها الاستثمارية والاقتصادية مع مختلف دول القارة الأفريقية؛ وتتجه نحو بناء علاقات تجارية مستدامة معها، والاستثمار في تأسيس مشاريع مختلفة.
زيارات متبادلة
وتعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا هي الثانية منذ تولي آبي أحمد مهام منصبه.
وسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول زيارة لإثيوبيا 15 يونيو/حزيران 2018، أجرى خلالها مباحثات مع آبي أحمد، وضعت أسسا لعلاقات متنامية ومستدامة بين البلدين.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء، سعي البلدين إلى تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.
وخلال تلك الزيارة وقعت دولة الإمارات وإثيوبيا 7 مذكرات تفاهم في مجالات عدة تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
كما أعلن خلال الزيارة تقديم دعم إمارتي لإثيوبيا بقيمة 3 مليارات دولار، منها 2 مليار كاستثمارات مباشرة، ومليار دولار كوديعة في البنك الوطني الإثيوبي.
وشكلت تلك الزيارة نقلة نوعية كبيرة في العلاقة القائمة بين البلدين.
أول قمة
وكانت قمة أديس أبابا هي القمة الثانية التي تجمع الزعيمين بعد أول قمة جمعتهما خلال زيارة آبي أحمد لدولة الإمارات، في أول جولة خليجية له، وذلك بعد شهر واحد على توليه منصبه، وتحديدا في 18 مايو/أيار من نفس العام.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك القمة سياسة دولة الإمارات الثابتة تجاه توسيع علاقاتها مع الدول الصديقة وفق مبادئ الثقة والاحترام المتبادل والتفاهم وخدمة المصالح المشتركة.
وأشار إلى أن "دولة الإمارات ترتبط بعلاقات طيبة ومتطورة مع إثيوبيا في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيزها وتنمية أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي "متانة وتميز علاقات بلاده مع دولة الإمارات، معربا عن ثقته بأن هذه العلاقات ستشهد مزيدا من النمو والتطور في مختلف المجالات".
قمة السلام
القمة الثالثة التي جمعت الزعيمين كانت قمة ثلاثية في أبوظبي في 24 يوليو/تموز من العام نفسه، وشارك فيها رئيس إريتريا أسياس أفورقي، وجاءت تتويجا لجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا بمصالحة تاريخية بين إثيوبيا وإريتريا.
وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفق خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية ومساندة سعودية لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لتشكل هذه الجهود، التي أسهم فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، انتصارا لدبلوماسية السلام.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال القمة الثلاثية، في أبوظبي، بالخطوة الشجاعة والتاريخية التي اتخذها قائدا البلدين الصديقين لإنهاء الصراع وحل النزاع وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الجارين.
وقال إن "الدور التوفيقي الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة -بدعم من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمساندة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي- في تسهيل التوصل إلى هذا التوافق التاريخي بين البلدين الصديقين نابع من إيماننا العميق بأهمية تغليب نهج التعاون والسلام والتسامح بين الأمم والشعوب باعتباره الطريق الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز مسيرة التنمية والرخاء للبشر جميعاً".
من جانبهما، أشاد أسياس أفورقي وآبي أحمد بدور دولة الإمارات الرائد في تعزيز الأمن ودعائم الاستقرار وخدمة القضايا التي من شأنها نشر السلام وترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش بين شعوب ودول العالم، مثمنين جهودها الكبيرة للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي الحيوية.
وقلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك القمة أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا "وسام زايد" الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول.
جاء ذلك تكريما لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما وتقديرا وتثمينا لدورهما في حل النزاع الثنائي وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بينهما والمساهمة في إحلال السلام وإرساء الاستقرار في المنطقة.
قمم أبوظبي.. تعزيز التعاون
وخلال القمة الرابعة التي جمعت الزعيمين في أبوظبي 20 مارس/آذار 2019، بحث الجانبان سبل الارتقاء بمستوى التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات وإثيوبيا إلى مسارات جديدة متنوعة تعزز مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين وتلبي تطلعاتهما إلى التنمية والازدهار.
وعلى هامش قمة مارس/آذار 2019، شهد الزعيمان جانبا من فعاليات الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية "أبوظبي 2019".
وفي القمة الخامسة، التي جمعت الزعيمين بأبوظبي 16 فبراير/شباط 2020، تم بحث مجالات التعاون المتعددة وفرص تعزيزها بين دولة الإمارات وإثيوبيا في مختلف القطاعات خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما إلى ما وصلت إليه العلاقات الثنائية من تقدم وتطور، مؤكدين حرصهما المشترك على تدعيمها وتوسيعها.
وخلال القمة السادسة التي جمعت الزعيمين بأبوظبي في 29 يناير/كانون الثاني 2022، استعرض الجانبان ما وصلت إليه علاقات التعاون المشترك من تقدم نوعي وفرص تنميته في مختلف القطاعات خاصة التنموية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها من الجوانب الحيوية.
وأشارا في هذا السياق إلى أن علاقات البلدين شهدت تطوراً كبيراً ونوعياً خلال السنوات الماضية خاصة في مجالات الاستثمار والزراعة والتجارة وغيرها.
من جانبه، أعرب آبي أحمد عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات ومبادراتها التاريخية الداعمة للسلام والاستقرار في بلاده متمنيا للدولة دوام التقدم والتطور والنماء.
وأشاد بنهج دولة الإمارات في علاقاتها مع الدول والتي تقوم على دبلوماسية حكيمة ومتوازنة تسعى من خلالها إلى تأصيل الاستقرار والسلام في شتى دول العالم.
إضافة إلى تعاونها وتضامنها مع الدول لمواجهة التحديات المشتركة خاصة أوقات الأزمات، بجانب شراكتها ودعمها المبادرات الهادفة إلى تحقيق الازدهار والتنمية للمجتمعات.
أما القمة السابعة فقد جمعت الزعيمين في أبوظبي أيضا في 17 يناير/كانون الثاني 2023، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -في قصر الشاطئ- آبي أحمد الذي كان يقوم بزيارة إلى الدولة لحضور فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة".
وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تنميتها والنهوض بها لمصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين.
كما شهد الزعيمان تبادل اتفاقية بين "مصدر" والحكومة الإثيوبية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميغاواط مرحلة أولى، وبهدف تطوير ما يصل إلى 2000 ميغاواط من المشاريع المماثلة داخل إثيوبيا.
ويرتقب أن تسهم القمة الثامنة التي يعقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإثيوبي اليوم الجمعة في دفع العلاقات بين البلدين إلى مستقبل واعد يدعم ازدهار ورخاء واستقرار البلدين والمنطقة.