العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وإثيوبيا.. فرص واعدة

تشهد العلاقات الإماراتية الإثيوبية تطورا في مختلف المجالات، خاصة على صعيد الاقتصاد وتدفق الاستثمارات الإماراتية.

وتأتي العلاقات الإماراتية الإثيوبية المتنامية، في إطار حرص دولة الإمارات على توطيد علاقات التعاون مع أفريقيا، ولا سيما الاستثمارية والاقتصادية والتنموية، حيث تقدم دولة الإمارات المساعدات الإنسانية والتنموية في العديد من المناطق بأفريقيا، التزاما بمسؤوليتها تجاه دعم الأجندة الدولية للتنمية المستدامة 2030، في أفريقيا وبناء شراكات جديدة، هدفها إثراء وتعزيز جودة حياة الشعوب هناك.

وتعد إثيوبيا ذات معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، وفيها فرص استثمارية كبيرة، وهي بسبب ذلك من أبرز الدول الأفريقية التي تتمتع معها دولة الإمارات بعلاقات طيبة وتعمل على تعزيزها والارتقاء بها إلى مستويات عالية في مختلف المجالات.

• رئيس وزراء إثيوبيا يدعو العالم للاتحاد لمواجهة تغير المناخ
• اقتصاد إثيوبيا وتحدي الدولار

وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً كبيراً ونوعياً خلال السنوات الماضية، خاصة في مجالات الاستثمار والزراعة والتجارة وغيرها.

ومطلع العام الجاري، وعلى هامش فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة" بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، العلاقات الثنائية وسبل تنميتها والنهوض بها لمصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين.

وخلال الزيارة وقعت دولة الإمارات وإثيوبيا اتفاقية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بين شركة "مصدر" الإماراتية والحكومة الإثيوبية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميغاواط كمرحلة أولى، وبهدف تطوير ما يصل إلى 2000 ميغاواط من المشاريع المماثلة داخل إثيوبيا.

خطوات دبلوماسية مهدت طريق العلاقات الثنائية

بدأت العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، وافتتحت إثيوبيا أول قنصلية تابعة لها في دولة الإمارات عام 2004، ثم افتتحت دولة الإمارات في 2010 سفارة لها في أديس أبابا، تبعتها إثيوبيا بفتح سفارة في أبوظبي عام 2014.

ومنذ مارس/آذار 2004 انطلقت العلاقات الإماراتية الاثيوبية بزيارة وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أولى محطات هذه العلاقة، التي أقرت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء وفتح قنصلية إثيوبية في دبي.  

وفي عام 2019، تلاها زيارة تاريخية لمهندس العلاقات الإماراتية الإثيوبية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا، والتي ساهمت في تطوير العلاقات والدفع بها إلى آفاق استراتيجية غير مسبوقة.

حيث التقى الشيخ عبدالله بن زايد رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، وكبار المسؤولين، وتم افتتاح سفارة لدولة الإمارات العربية المتحدة في أديس أبابا عام 2010

مكتب تمثيلي لغرفة دبي

خلال عام 2013 ترأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وفدا رفيع المستوى ضم كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وممثلين عن غرفة تجارة وصناعة دبي وشركة الاتحاد للطيران وموانئ دبي العالمية، حيث تم إنشاء "لجنة وزارية مشتركة للتعاون" في مختلف المجالات.

والتوقيع على مذكرة تفاهم لفتح "مكتب تمثيلي لغرفة تجارة وصناعة دبي" في العاصمة الإثيوبية، لتكون نافذة للغرفة على القارة الأفريقية. 

ثم جاءت زيارة هيلي ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في يناير/كانون الثاني 2014 على رأس وفد رفيع المستوى لعقد مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بغية دعم وتطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

وكان للقاء مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال تلك الزيارة، أبلغ الأثر في توسيع آفاق التعاون في مجالات الاستثمار بين البلدين. 

نقلة نوعية في العلاقات والاتفاقيات

شهد عام 2018 تطورا مهما بوتيرة التعاون والتنسيق، فبعد شهر واحد من تولي آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا قام بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 2018، على رأس وفد رفيع المستوى ضم كبار المسؤولين في الحكومة الإثيوبية.

وفي يونيو/حزيران من نفس العام قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارته التاريخية الأولى إلى إثيوبيا، والتي أدت إلى نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين الصديقين، بعد استجابة رئيس وزراء إثيوبيا لمساعي السلام التي قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإنهاء الحرب بين إثيوبيا وإرتيريا. 

وتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في عدة قطاعات وتقديم دعم إماراتي لإثيوبيا بقيمة 3 مليارات دولار، منها ملياري دولار كاستثمارات مباشرة، ومليار دولار كوديعة في البنك الوطني الإثيوبي لمعالجة العجز في العملة الأجنبية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية العمالة وتبادل القوى العاملة بين البلدين. 

وفي مارس/آذار من عام 209، قام آبي أحمد بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لمتابعة تطور العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

ويناير/كانون الثاني 2023، شارك رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، ووقع خلالها على عدد من الاتفاقيات النوعية خاصة في مجال الطاقة المتجددة.