تشتهر إثيوبيا -كبقية المناطق المرتفعة والهضاب- بإنتاج أجود أنواع الزهور المختلفة.
وقد لا تجد أجود من زهور الهضبة الإثيوبية في منطقة شرق أفريقيا، وبحسب شعوب تلك المناطق التي تشتهر بزراعة الزهور كـ"سوللتا وسبتا" قرب أديس أبابا، و"زواي وأواسا وبيشوفتو" وغيرها من المناطق التي تمتاز بأجواء معتدلة، لم تأخذ الزهور أهميتها الاقتصادية التي تستحق بعد.
لم تكن ثقافة استخدام الزهور في السابق ذات أهمية كبيرة في المجتمع الإثيوبي، فقط كانت تستخدم خلال مراسم دفن الموتى بوضع بعضها على الضريح أو القبر، كما كانت تُزين بها سيارات نقل الموتى.
ومع دخول كبرى الشركات الاستثمارية الأجنبية تطورت زراعة الزهور وازدهرت خلال السنوات العشر الماضية، فراج استخدامها في مناسبات مختلفة كالتخرج في الجامعة أو الزواج أو تكريم المتفوقين، كما في استقبال الضيوف.
وازدادت متاجر بيع الزهور في مختلف الأسواق والفنادق والمحلات التجارية، وبدأ باعة الزهور يتفننون في تزيين أشكال بوكيهات الزهور بتصميمات جذابة.
وأصبحت صورة حامل الزهور مألوفة في الشارع الإثيوبي، حتى صار لا يتم استقبال الضيوف في المطارات والمواني البرية إلا بتقديم "بوكيه ورد" تحية ترحاب به.
وتطورت إنتاجية الزهور الإثيوبية وباتت تُصدَّر لكبرى دول أوروبا وبعض الدول العربية، عبر مختلف رحلات الخطوط الإثيوبية، وأصبحت الزهور تجارة وثقافة، كما صارت ألوان وأشكال الزهور تعكس نوعية وطبيعة المناسبة، التي تُحمل من أجلها الزهور، فيما تنتشر ثقافة الورد في إثيوبيا نظرا لعامل آخر مهم، ألا وهو السعر الذي أصبح في متناول الجميع، فلا يقتصر استخدام الزهور على فئة ثرية مثلا في المجتمع الإثيوبي.
إن الصورة النمطية عن أفريقيا وأزماتها وصحرائها القاحلة الجافة ربما تُطمس في مخيلتك إذا ما اتجهت جنوب العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، التي تعني وحدها "الزهرة الجديدة"، إذ ستلتقيك مروج خضراء تنعم باستزراع أسرع السلع التصديرية، الورد.
وبحسب تقرير لوكالة رويترز، يتجاوز حجم صادرات إثيوبيا من سيقان الزهور شهريا 80 مليون ساق إلى 40 دولة، 70% منها لهولندا، كما تصدّر إثيوبيا الزهور إلى ألمانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، فيما هناك توقعات بأن ترتقي الزهور إلى مستوى صادرات البُن، أشهر منتجات إثيوبيا، في غضون خمس سنوات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة