لا شك أن كل عربي حزن بشدة على فقدان العراق، بلاد الحضارة، بوصلته وتوازنه بعد الغزو الأمريكي له منذ 20 عاما،
وكنا نمنِّي أنفسنا بأن تعود بلاد الرافدين لنفسها أولا، ثم إلى حاضنتها العربية ثانيا.
حلمنا أن نرى البسمة والفرحة على وجوه أبناء شعب العراق العروبي الأصيل بعد ما ذاق من ويلات الحروب والطائفية والتدخلات الخارجية في شؤونه على مدار سنوات ما بعد الغزو الأمريكي، كما كنا نمنّي أنفسنا بأن تعود الزيارات لمدن العراق، ولقاء شعبها الأبيّ، خاصة من شعوب دول الخليج العربي.. وجاءت بطولة "خليجي" في نسختها الخامسة والعشرين، والمقامة في مدينة البصرة العراقية، لتحقق جزءا كبيرا من أمنيّاتنا للعراق، الذي فتح فيها أذرعه للعرب جميعا، كما فتح العرب دوما أذرعهم وقلوبهم لاحتضان العراق وأهله، لتعود بلاد الرافدين للحاضنة العربية، على المستوى الشعبي قبل القيادي.
كان واضحا للجميع حجم الترحاب من جموع العراقيين لكل مواطن عربي حضر إلى البصرة من أجل تشجيع المنتخبات العربية في البطولة، وحسن الاستقبال وكرم الضيافة من الشعب العراقي الطيّب بمختلف مكوناته التي أكدت للجميع جيناته العروبية الأصيلة.
ولا يفوت أحد الحضور الجماهيري غير المسبوق لهذه النسخة المقامة بمدينة البصرة العراقية، فجميع مباريات البطولة شهدت حضورًا هو الأعلى بين النسخ السابقة من بطولات "خليجي"، كذلك شغف جمهور العراق الحبيب بلقاء أشقائه والترحيب بهم أولا، وبكرة القدم وسحرها ثانيا.
أخيرًا، يقول الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي:
إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ.. فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُـدَّ للَّـيْـلِ أنْ ينجـلي.. ولا بُـدَّ للقـيـدِ أن يَنْكَسِـر
وها هو شعب العراق اليوم يقولها، إنه شعب يستحق الحياة، وإنه جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، والمنظومة العربية عامة، والخليجية خاصة، فهنيئا لكم أشقاءنا في العراق على تنظيم هذه البطولة الناجحة، التي نأمل أن تفتح للعراق بابًا واسعا لتنظيم العديد من الفعاليات واستضافة كثير من المحافل الرياضية والثقافية والسياسية العالمية، كي يعود العراق عملاقا من جديد كما عهدناه دوما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة