إثيوبيا كدولة أفريقية تمتلك العديد من المقومات السياحية، من أنهار ومنتجعات وبحيرات طبيعية، وغابات تزخر بالعديد من الثروات الحيوانية التي توضح حجم الثروات الطبيعية للبلاد.
بالإضافة لهذا قدمت خلال العقود الثلاثة الماضية العديد من الجهود لتطوير صناعة السياحة في البلاد، التي تعتبر أهم المصادر لتوفير العملات الأجنبية للبلاد.
ومن ناحية أخرى ساعدت السياحة في إثيوبيا على التعريف بالمدلولات الثقافية والتاريخية والحياتية لهذه البلاد، وعكس المورثات الثقافية المتعددة التي تمتلكها الشعوب والقوميات الإثيوبية المتعددة.
وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يتغير الطقس في اليوم الواحد من وقت لآخر ويمكن للشخص أن يعيش في أوضاع مناخية متعددة خلال فترة إقامته التي قد لا تتعدى الـ5 أيام.
لكن الأحداث والصراعات، التي تطورت منذ عام 2018 بصورة متواصلة، شكلت أكبر تهديد لهذا القطاع في البلاد، وأسهم في ذلك انتشار السلاح بصورة كبيرة في ظل تحركات المجموعات المسلحة والمليشيات التي بدأت تحارب الحكومة في مختلف المناطق "غرب وشمال ووسط البلاد" مما أسهم في عرقلة تحركات السياح إلى المناطق والوجهات المختلفة في البلاد، وهي مناطق تعد أهم الوجهات الرئيسية في البلاد بحسب تصنيف وزارة السياحة الإثيوبية.
ففي النصف الأول من العام المالي الإثيوبي الذي كان يصادف عام 2014، وهي حتى نهاية يونيو/حزيران فقط كانت العائدات التي حصلت عليها البلاد من قطاع السياحة بحسب تقرير لوزارة الثقافة والسياحة الإثيوبية آنذاك، قد بلغت 1.38 مليار دولار أمريكي، وإن عدد السياح القادمين لإثيوبيا في تلك الفترة كان 370754 سائحاً.
وخلال السنوات الـ3 الماضية ظهرت العديد من التحذيرات الخاصة بالسفر إلى مناطق عدة في الداخل الإثيوبي من دول عدة لرعاياها، وذلك بسبب الأحداث والصراعات الداخلية التي تشهدها البلاد.
فالأوضاع الأمنية في إثيوبيا مؤخراً باتت تعوق تحركات المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات للمتضررين من الصراعات الداخلية ناهيك أن تكون هناك تحركات لسياح، ولا تتحقق رغباتهم إلا بوضع أمني مستقر يحفظ حياتهم.
وجاءت التحركات الأخيرة للحكومة لوضع حد لبعض التحديات، التي تواجه قطاع السياحة من خلال فرض الأمن والاستقرار في المناطق والمواقع المختلفة، التي تعتبر أهم وجهات السياح الأجانب داخلياً، وحماية الآثار والمناطق الأثرية والمتاحف والمنتجعات التي تعمل على جذب الزوار من وقت لآخر.
وكانت تلك المناطق قد واجهت بعض عمليات التخريب والتدمير خلال حرب الشمال الإثيوبي "حرب تيغراي، وإقليم أمهرا، وعفار"، التي أضرت بعدد من المواقع المعروفة والمسجلة دولياً لدى منظمة اليونيسكو كموقع دولي للتراث.
ومن خلال تحركات الحكومة الإثيوبية المتسارعة لحماية وصيانة وتطوير قطاع السياحة في البلاد، تستطيع أن تعوض سريعاً الخسائر والتراجع الذي شهده قطاع السياحة الإثيوبي الذي كان أكبر المصادر لتوفير العملات الأجنبية لخزينة الدولة، كما كانت إثيوبيا تنافس من خلاله دولاً عدة في المنطقة .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة