محمد بن زايد في إثيوبيا.. مبادرات الإمارات تنبض بالعطاء
في وقت يحصد فيه الإثيوبيون ثمار مبادرات دولة الإمارات الداعمة، بدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة زيارة إلى أديس أبابا.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي بدأها اليوم الجمعة، بعد يومين من إعلان المبادرة الإنسانية الرائدة "ما بعد 2020"، التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة بالتعاون مع عدد من الشركاء، حول توفير مياه الشرب الآمنة لما يصل إلى 9000 من سكان قرى "واليسا" و"هولت" و"جاتو" في منطقة ديراشي الجنوبية في إثيوبيا.
- الإمارات وإثيوبيا.. تاريخ من التعاون تتوجه زيارة محمد بن زايد
- الإمارات وإثيوبيا.. توقيع اتفاقية للطاقة ومباحثات لتعزيز العلاقات
كما تأتي هذه الزيارة الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أديس أبابا، منذ توليه مقاليد الحكم، بعد 3 أشهر من إعلان دولة الإمارات إطلاق صندوق مخصص لحماية المواقع الأفريقية التراثية في قارة أفريقيا وتسجيلها في قوائم اليونسكو، ستستفيد منه إثيوبيا.
نشر السلام
ومع هذه الزيارة يستذكر الإثيوبيون وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا، في يوليو/تموز 2018، الأمر الذي أسهم في إرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقّع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفق خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية، لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، في خطوة شكّلت انتصارا لدبلوماسية السلام.
مبادرة "ما بعد 2020"
وتأتي الزيارة الحالية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد يومين من إعلان المبادرة الإنسانية الرائدة "ما بعد 2020"، التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة بالتعاون مع عدد من الشركاء، حول توفير مياه الشرب الآمنة لما يصل إلى 9000 من سكان قرى "واليسا" و"هولت" و"جاتو" في منطقة ديراشي الجنوبية في إثيوبيا.
وتم تركيب مضخات تعمل بالطاقة الشمسية على 6 آبار في هذه القرى، ما ساهم في تحسين الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.
وفي هذا الصدد، قال سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (COP28)، مدير عام جائزة زايد للاستدامة: “تماشياً مع رؤية القيادة ومع إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحرص جائزة زايد للاستدامة على تحقيق تأثير إيجابي ملموس وطويل الأمد لمصلحة مختلف المجتمعات حول العالم".
مضيفا "ومع تنفيذ هذا المشروع تكون مبادرة (ما بعد 2020) التي أطلقتها الجائزة قد ساهمت بتحسين سبل العيش لثلاث مناطق في إثيوبيا من خلال تزويدها بإمكانية الوصول إلى المياه".
من جانبه، أعرب هبتامو إيتيفا، وزير المياه والطاقة الإثيوبي، عن شكره لمبادرة الإمارات وشركائها على دعمهم هذا المشروع المهم والرامي لتوفير مصدر موثوق للمياه النظيفة من أجل تحسين حياة الآلاف من الناس في القرى الإثيوبية.
ويعد تزويد المجتمعات بمصادر محلية من المياه النظيفة أمرا بالغ الأهمية لتعزيز صحة ورفاه سكانها، كونه يسهم في الحد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، ويقلل من الوقت والجهد اللازمين لجمع المياه، ويدعم نشر ممارسات النظافة العامة".
وبفضل مبادرة (ما بعد 2020) بات اليوم بإمكان النساء والأطفال تأمين المياه لأسرهم في أقل من 10 دقائق، بعد أن كان الأمر يستغرق عدة ساعات يومياً لقطع مسافة قد تصل إلى 5 كيلومترات لجلب المياه من مصادر مجاورة، مما يتيح لهم فرصة متابعة التعليم وممارسة الأعمال والأنشطة الإنتاجية التي تتيح لهم الحصول على مصدر دخل.
صون التراث
على الصعيد الثقافي، أعلنت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الثقافة والشباب وبالتعاون مع وزارة الخارجية في 25 مايو/أيار الماضي، عن تقديم دعم مادي لمشاريع تستهدف حفظ التراث العالمي والوثائق وتنمية وتأهيل القدرات والكوادر في أفريقيا، بالشراكة مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع "ألف"، والصندوق الأفريقي للتراث العالمي.
ومن أبرز الجهود التي ستقوم بها دولة الإمارات في إثيوبيا ضمن هذا المشروع هو الحفاظ على كنيسة يمرحانا كريستوس، التي تعتبر واحدة من أكثر المواقع رمزية في البلاد وتقع في منطقة أمهرة، وتضمّ قصراً وكنيسة يرجع تاريخهما إلى القرنين الحادي والثاني عشر.
مساعدات إنسانية
على الصعيد الإنساني، تعد دولة الإمارات من أوائل الدول في تقديم الجهود الإغاثية إلى كل الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن العالم يجب أن يتضامن ويقف صفاً واحداً تجاه القضايا الإنسانية الملحة وأن يُسخّر كل الجهود لإغاثة المحتاجين حول العالم.
وفي إطار استجابة دولة الإمارات لدعم الشعب الإثيوبي والمساهمة في تعزيز الجهود المبذولة للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الصعب خاصة لسكان إقليم تيغراي، تم تسيير جسر جوي خلال الفترة من فبراير/شباط وحتى أبريل/نيسان 2022.
واشتمل الجسر على 18 طائرة من الإمدادات الإغاثية، منها 9 طائرات إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحمل 420 طناً من المواد الإغاثية والغذائية، و9 إلى مدينة ميكيلي في إقليم تيغراي تحمل 280 طناً.
وقد استفاد من هذا الدعم ما يقرب من 1.2 مليون شخص من الفئات الأكثر تضرراً، منهم 960 ألفاً من الأطفال والنساء.
كما قدّمت دولة الإمارات 85 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإغاثية في إثيوبيا بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقّع صندوق خليفة لتطوير المشاريع ووزارة المالية الإثيوبية في أديس أبابا، في 16 يوليو/تموز 2019، اتفاقية لدعم وتمويل المشاريع الريادية والابتكار، بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الابتكار ودعم ريادة الأعمال وتمكين سلسلة من المشاريع الريادية للمساهمة في تعزيز الجهود الحكومية الإثيوبية الهادفة إلى إيجاد اقتصاد مستقر ومتوازن يعزز التنمية الاقتصادية لديها، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب وتمكين المرأة وبناء قدرات رواد الأعمال والمؤسسات المحلية.