إثيوبيا تتجه لتصفير أزماتها الداخلية.. أول مفاوضات سلام مع الأورومو منذ عقود
يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد باتت تتجه إلى تصفير كافة النزاعات الداخلية لبلاده.
فبعد الصلح مع جبهة تيغراي، اتجهت الحكومة الإثيوبية إلى جيش تحرير الأورومو، حيث انطلقت محادثات سلام بين الجانبين في تنزانيا، هي الأولى من نوعها بين الجانبين منذ عقود.
وقال متحدث باسم الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد" إن محادثات انطلقت بين الحكومة الإثيوبية ومتمردين من منطقة أوروميا اليوم الثلاثاء في زنجبار، وهي منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي في تنزانيا.
تقاتل جماعات متمردة في أوروميا، وهي الأكبر بين 11 منطقة في إثيوبيا وتضم العاصمة أديس أبابا، الحكومة الاتحادية منذ عقود.
وأودى العنف بحياة المئات في السنوات الأخيرة، كما أسفر عن نزوح عشرات الآلاف، وتتهم تلك الجمعات الحكومة بتهميش وإهمال الأوروم الذين يشكلون أكبر مجموعة عرقية في البلاد.
وقال نور محمود شيخ المتحدث باسم السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية "المحادثات جارية في تنزانيا.. نأمل أن تؤدي إلى اتفاق سياسي".
والاضطرابات في أوروميا واحدة من عدة تحديات أمنية تعمل حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد على مواجهتها بعد توقيع اتفاق سلام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لإنهاء حرب أهلية استمرت عامين في منطقة تيغراي شمال البلاد وأودت بحياة عشرات الآلاف.
وتضم المحادثات ممثلين للحكومة الإثيوبية وجيش تحرير أورومو، وهو من الفصائل المحظورة منشقة عن حزب جبهة تحرير أورومو المعارض الذي كان محظورا في السابق.
وأكد الجانبان المشاركة في المحادثات، لكنهما لم يقدما تفاصيل، مثل المكان الذي سيلتقون فيه بتنزانيا، كما رفض المسؤولون في تنزانيا الإدلاء بتفاصيل.
وراح المئات ضحية تصاعد العنف في أوروميا في السنوات الأخيرة، والذي شمل مواجهات بين الحكومة والمتمردين وعمليات قتل بدوافع عرقية.
متى بدأ الصراع؟
ويعود الصراع بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير أورومو عام 1973، عندما أسس القوميون الأورومو جبهة تحرير أورومو وجناحها المسلح، جيش تحرير أورومو.
والأورومو هي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا ولها أكبر نطاق انتشار في القرن الأفريقي، ووفقا لإحصاء 2007 فإن هذه العرقية تشكل من 34-40 5% من سكان إثيوبيا.
وكانت جماعة جيش تحرير أورومو متحالفة مع قوات جبهة تحرير شعب تيغراي ضد الحكومة الإثيوبية، إلا أنه يبدو أن الصلح الذي توصلت إليه أديس أبابا مع جبهة تحرير تيغراي، قاد إلى المفاوضات مع جيش تحرير أورومو.
وتصنف أديس أبابا جيش تحرير أورومو ضمن الجماعات الإرهابية، بعدما وجهت له اتهامات بارتكاب عميات قتل جماعي ضد بعض الأقليات العرقية في المنطقة، ولا سيما الأمهرة.
ومؤخرا، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن حكومته تولي اهتماماً لتسوية الصراع مع جيش تحرير أورومو سلمياً، لافتاً إلى أن حكومته شكلت لجنة مسؤولة عن قيادة عملية السلام، بقيادة نائب رئيس الحكومة ديميكي ميكونين، وأن هذه اللجنة أجرت نحو 10 محاولات للتواصل مع المتمردين الجيش خلال الشهرين الأخيرين.
ويرى محللون أن تلك المفاوضات قد تفتح الباب أمام إمكانية تكرار عملية السلام التي أجرتها الحكومة الإثيوبية مع جبهة تحرير تيغراي.