أكاديمي مصري: زيارة محمد بن زايد للصين تؤسس لمرحلة جديدة بين البلدين
زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين تحظى بأهمية كبيرة على المستويات كافة لما تتمتع به العلاقات الإماراتية الصينية
السياسة وحدها لا تساعد في بناء الجسور، والرهان على الثقافة دائما يمثل حلا سحريا في تنمية صور التعاون والتبادل، وهذا ما أدركته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والصين، وظهر جليا في زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى الصين.
ويقول الدكتور حسانين فهمي أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس: "إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين حظيت بأهمية كبيرة على المستويات كافة، نظرا لما تتمتع به العلاقات الإماراتية الصينية من أهمية وتقارب بين الجانبين".
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن "الإمارات والصين تمتلكان تجربة رائدة في التنمية الاقتصادية؛ الأمر الذي ساعد في تقارب وجهات النظر الإماراتية الصينية حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية".
وتابع: "التوقيت كان مناسبا للغاية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العلاقات بين البلدين الصديقين، لتأكيد توجه القيادة في دولة الإمارات نحو الشرق، وتعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية ثاني أكبر اقتصاد عالمي".
وتوقع فهمي، الخبير في الثقافة الصينية، بأن تكون لهذه الزيارة التاريخية دورها الكبير في التأسيس لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الإماراتية الصينية على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأوضح فهمي، الحاصل على جائزة تقديرية من الصين، أن الجانب الثقافي حظي باهتمام كبير في ملف الزيارة، لأن هناك دورا كبيرا لدولة الإمارات في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية في الصين عن طريق مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إلى جانب الدعم والتشجيع الذي تقدمه الإمارات للمستعربين الصينيين لتعميق جسور التواصل الثقافي بين البلدين الصديقين.
وأرجع الأستاذ بكلية الألسن الحضور الثقافي القوي لدولة الصين خلال السنوات الأخيرة إلى رغبتها القوية في المزيد من الانفتاح على العالم الخارجي، والعمل على تغيير صورة الصين لدى الكثير من الشعوب التي كانت تراها منغلقة على ذاتها.
وعدَّد فهمي الجهود المبذولة في هذا الصدد منها تأسيس معاهد كونفوشيوس كمنصات مهمة لنشر اللغة والثقافة الصينية منذ عام 2004، وبلغ ما تم تأسيسه حتى الآن أكثر من 1500 معهد وفصل في 135 دولة حول العالم، وبلغ نصيب الدول العربية منها 9 معاهد في مصر والإمارات والبحرين والسودان وتونس والأردن.
وضمن الجهود مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ لتؤكد أهمية التواصل الثقافي فيما بين الصين والدول التي تشملها المبادرة ومن بينها دول عربية وإسلامية، إضافة إلى ترجمة عدد كبير من الكتب الصينية إلى العربية وبالمثل من العربية إلى الصينية، بحسب فهمي.
وأشار أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس إلى كلمة الرئيس الصيني التاريخية بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، في يناير/كانون الثاني 2016، عن دفع حركة الترجمة والتواصل الثقافي بين الجانبين الصيني والعربي، واهتمام الحكومة الصينية بالتنسيق مع الحكومات العربية في تحديد الأعوام الثقافية الصينية العربية مثل العام الثقافي المصري الصيني (2016).
وأوضح فهمي أن نصيب المكتبة العربية من الأعمال الأدبية الصينية حتى مطلع 2016 كان نسبة ضئيلة مقارنة بما يصدر في الصين، وبما يترجم إلى مختلف اللغات الأجنبية، ولكن من خلال المبادرات التي طرحها الجانبان وعلى رأسها مبادرة الحزام والطريق؛ ساعد ذلك كله في تشجيع حركة الترجمة من الصينية إلى العربية والعكس.
وصدرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة ترجمات عربية لعدد من الأعمال الأدبية الصينية التي حققت نجاحا ملحوظا داخل وخارج الصين.
وشهدت حركة ترجمة الأدب الصيني تقدما كبيرا بصدور العديد من الترجمات لكتاب صينيين من مختلف الأجيال، على رأسهم عدد من الكتاب الذين يتصدرون المشهد الأدبي في الصين حاليا مثل: مويان، يوهوا، وليوجين يون، وسو تونغ.
وصدرت هذه الترجمات عن هيئات ودور نشر حكومية وخاصة في أكثر من دولة عربية، أهمها: المركز القومي للترجمة (مصر)، والهيئة المصرية العامة للكتاب (مصر)، والهيئة العامة لقصور الثقافة (مصر)، ودار صفصافة للنشر (مصر)، ودار أطلس للنشر (مصر)، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ومشروع كلمة بالإمارات العربية المتحدة، ومركز الترجمة بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، والدار العربية للعلوم لبنان، وغيرها من دور النشر الحكومية والخاصة.
وأوضح فهمي أن ما يترجم إلى العربية ربما يمثل نسبة محدودة من حجم الإبداع الأدبي الصيني الذي يتجاوز وفق الإحصائيات المعلنة ألف عمل أدبي سنويا.
ويشرف فهمي على سلسلة قراءات صينية، التي دشنت في منتصف عام 2016، بالتعاون مع دار صفصافة للنشر، وصدر عنها حتى الآن أكثر من 30 عنوانا في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة الصينية، من بينها عدد من الأعمال الأدبية لكبار الكتاب الصينيين المعاصرين، مثل المختارات القصصية للكاتب الصيني المعاصر يو هو أحد أبرز الأسماء في الساحة الأدبية الصينية.
وآخر هذه الإصدارات رواية بعنوان الصياد للكاتب الصيني جاو لي هونغ وسلسلة كتب ثقافية في أدب الرحلة عن عدد من المدن والأقاليم الصينية، وكتاب عن تاريخ طريق الحرير، ونظمت السلسلة عددا من اللقاءات وحفلات التوقيع لبعض الكتاب الصينيين في مصر وبمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز