خبراء: زيارة محمد بن زايد للصين تعمق التعاون الاستراتيجي
خبراء عرب وصينيون أكدوا أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين تعمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات
أكد عدد من الخبراء الصينيين والعرب في بكين أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى الصين تأتي في إطار الصداقة التي تجمع البلدين، ومن أجل تعميق العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين في جميع المجالات.
- زيارة محمد بن زايد للصين.. برنامج يعكس الثقة الكبيرة بين البلدين
- حفاوة وترحيب رسمي وشعبي بزيارة محمد بن زايد للصين
وأشاروا في لقاءات مع وكالة أنباء الإمارات "وام" إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت شريكا مهما لجمهورية الصين الشعبية في المجالات كافة، لا سيما قطاع الاقتصاد، حيث تعتبر الإمارات من أهم شركاء الصين في هذا المجال.
من جانبه، قال تشو شياو لونغ، خبير من القسم العربي في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات في يوليو/تموز عام 2018، أسست لشراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، تلاها زيارة نائبه وانغ تشي شان في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.
وأشار إلى أنه خلال 3 أشهر فقط قامت القيادة الصينية بزيارتين إلى الإمارات، الأمر الذي تجاوز توقعات الكثير.
ولفت إلى أن الزيارتين تتفقان مع مستوى العلاقات الثنائية، بما يجسد تصميم الدولتين على ترجمة التوافق الثنائي إلى أرض الواقع.
وأضاف أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين تكتسب أهمية كبيرة، حيث ستضفي حيوية على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد أن الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين سينتج عنها المزيد من النتائج العملية للتعاون الصيني العربي عموما والتعاون الصيني الإماراتي تحديدا.
ونوه بأن هذه الزيارة ستعمل على تنشيط التعاون الصيني الإماراتي في مختلف المجالات، خاصة المجال الاقتصادي والتجاري، حيث ستقام العديد من الفعاليات المصاحبة اقتصادية وثقافية سيكون لها دور كبير أيضا في توطيد التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
بدوره، أوضح ما شياولين، خبير الشؤون الخارجية والأستاذ في جامعة جيتسنغ للدراسات الدولية، أهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح أن دولة الإمارات كانت وستكون شريكة متميزة للصين، حيث يلعب الطرفان أدواراً رائدة في ترسيخ وتوسيع العلاقات المتميزة بينهما.
من ناحيتها، أوضحت الدكتورة يو ماي، الأستاذة بكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، أن هناك روابط تجارية واقتصادية وثقافية تربط الإمارات والصين، عبر طريق الحرير القديم الذي يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
وأشارت إلى أنه مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 ارتبط البلدان بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية، ترتكز إلى التعاون والتنمية والمصلحة المشتركة.
وقالت إن الإمارات تعتبر مرتكزا أساسيا للصين من خلال موقعها الاقتصادي والجغرافي في طريق الحرير، حيث تعد الإمارات بوابة الصين للدول العربية والشرق الأوسط عامة.
وتابعت: "إنه بعد مرور 35 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فإن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين تكتسب أهمية خاصة، كونها ستعمل على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين وستساعد على تطورها في جميع المجالات".
من جانبه، أكد حسام المغربي، خبير القسم العربي بمؤسسة شبكة الصين الإخبارية، أنه يمكن للمتابع لتاريخ العلاقات الإماراتية الصينية الوقوف على دلالات زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والمغزى الحكيم من اختيار توقيتها.
وقال إنه في ظل 35 عاما من العـلاقات التاريخـية بين البلدين قوامها الاحترام والثقة المتبادلة وتطوير الشراكة، يتّجه الطرفان لاستكشاف فرص جديدة للتعاون المثمر والبنّاء وخلق مبادرات خاصة تستهدف جيل المستقبل، في مسعى للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة إلى مستوى جديد.
وأضاف أن توقيت الزيارة جاء ليؤكد هذا التوجّه، ففي نفس هذا الشهر من العام الماضي يوليو/تموز 2018 ارتقى البلدان بعلاقتهما من مستوى الشراكة عام 2012 إلى الشراكة الاستراتيجية، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أبوظبي.
وأشار إلى أن الهدف المشترك الذي يجمع البلدين هو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والاستقرار محليا وإقليميا وعالميا.
وأكد أن الزيارة تأتي في ظل استعدادات الصين للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس الجمهورية الشعبية، حيث تعتبر فرصة للوقوف على الإنجازات التي تحققت في التعاون الثنائي، والإضافة إليها بما يتماشى مع المرحلة الحالية، خصوصا في مجالات الخدمات المالية والتكنولوجيا والثقافة، والنهوض بالتعاون الاستثماري والصناعي.
وقال لي يوان تشينغ، الخبير في الشؤون الدولية والملحق التجاري السابق لوزارة الخارجية الصينية في عدد من الدول العربية، "إن الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تتركز إلى نقاط عدة، أهمها أنها تأتي في إطار تعميق علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين".
وأضاف أن الزيارة أيضا تعمل على توسيع علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين، إلى جانب تحسين القدرة الإنتاجية، الزراعة، والشؤون المالية، والجمارك، والبحث العلمي إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة.
ولفت إلى أن الزيارة تعتبر تطبيقا واقعيا للمشاريع التي تم الاتفاق عليها أثناء زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للإمارات في العام الماضي، مثل الاستثمارات الثنائية في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن الزيارة ستساعد على تحسين الإمكانيات السياحية لكلا الطرفين لجذب أكبر عدد مكن من السياح من الجانبين، كما أنها تأتي توثيقا للتعاون وزيادة التفاهم لمواجهة المشاكل الإقليمية والدولية سعيا إلى حلها.
وذكر أن تزايد الزيارات بين مسؤولي الدولتين يرجع بالأساس إلى السعي نحو التنمية المشتركة اقتصاديا وتجاريا لكلا الطرفين، ومواجهة الشؤون الإقليمية والدولية، إذ يجب أن يكون هناك تفاهم ومساندة لمواجهة التحديات على أرض الواقع.