إنقاذ الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها هو عمل إنساني عظيم.
بمواقف إنسانية نبيلة يتبنّاها ويبادر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعلى قاعدة صلبة متينة؛ متأصلةٍ في جذورها وعراقتها، تمتد أيادي الخير من دولة الإمارات العربية المتحدة متبعة للنهج الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتفيض على العالم أجمع بفكر رشيد ينظر إلى المستقبل من أوسع أبوابه، ويحرص على سلامة البشرية جمعاء، ويرسم خطوات الأمل من أوسع أبواب الحياة، وبالتركيز على استمرار مسيرة الحرص على صحة الإنسان أولا، واستمرارية للعطاء الذي قدمته الدولة باستراتيجية دامت ثلاثين سنة، لدعم الجهات المختصة للقضاء على الأمراض الفتاكة التي تصيب البشرية؛ فكانت يد الخير ممتدة بدعم مستمر لمركز كارتر الأمريكي منذ سنة 1990، والتي ما زالت تثمر عطاءات من خلال المبادرات الحكيمة التي تتجسد بالمساعي الكريمة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تـنظيم "المنتدى العالمي للصحة"، الذي حمل عــنوان: (بلوغ آخر ميل)، "العمل معا من أجل القضاء على الأمراض المعدية"، ولأول مرة في المنطقة بالتعاون مع مركز كارتر الأمريكي لدعم البرامج الصحية كمبادرة إنسانية مجتمعية تعكس رؤية سموه ونظرته المستقبلية وحرصه على صحة المجتمعات وخلوها من الأوبئة والأمراض المعدية والقاتلة، وأهمية التركيز على هذا الموضوع الإنساني المجتمعي لمساعدة الدول لبناء الإنسان فيها، وذلك لحثها على النهوض بمستقبلها واقتصادها وبنيانها من النواحي الإنسانية والاقتصادية.
وعلى ذلك تم إطلاق المنتدى الذي تمحورت نقاط البحث فيه حول الخطط المثلى التي يجب تبنّيها ودعمها للحد والوقاية والقضاء على الأمراض المعدية والقاتلة التي تعاني منها البشرية في شتى دول العالم، بحيث إنها تشكل عائقا كبيرا يحول بين التطور والتنمية في الكثير من الدول الفقيرة.
كحرص منه على تساوي الفرص لجميع الناس بالحصول على الرعاية الطبية التي يجب أن يحصل عليها كل شخص كحق إنساني أساسي، أصبحت الإمارات في طليعة دول العالم التي تبادر بنجدة ومساعدة المحتاجين صحيا وتعليميا ومعيشيا، نتيجة نهجها الثابت والممتد.
وعلى قاعدة لتلك المساعي والمبادرات التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما كانت هذه الخطوة إلا درجة أعلى من درجات المسؤولية المجتمعية والإنسانية واستشراف المستقبل، في حين بدأت المسيرة منذ سنوات عديدة ومن خلال مبادرات كثيرة، فكانت يد الخير في سنة 2011 سباقة بتقديم دعم يقدر بـ235 مليون دولار أمريكي للجهود الرامية لمكافحة الأمراض الفتاكة والقضاء عليها، كالملاريا ودودة غينيا وشلل الأطفال وغير ذلك من الأمراض الأخرى.
كما قام سموه بمبادرة فريدة من نوعها في 53 منطقة في باكستان سنة 2014، تقدر بقيمة 86.6 مليون، حيث أطلق حملة لاستئصال شلل الأطفال في العالم، فكانت ترجمة ميدانية واقعية لتوجيهات القيادة الحكيمة.
في حين أطلق سموه جوائز "أبطال استئصال شلل الأطفال" بالشراكة مع مؤسسة "بيل ومليندا جيتس" في عام 2015 لتكريم الأفراد الشجعان الذين يسعون إلى خلق عالم خالٍ من شلل الأطفال، بحيث يتم تكريم خمسة أبطال في عدة مجالات تشمل الصحة والتعليم والأبحاث والدعم.
وعلى ضوء ذلك قام بتقديم مبلغ 205 ملايين دولار أمريكي لدعم حملة استئصال شلل الأطفال في العالم، وعدة إسهامات لصالح التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) خلال خمس سنوات، كما قدم أيضا مبلغا بقيمة 30 مليون دولار أمريكي لدعم الجهود القائمة للقضاء على مرض الملاريا، في الوقت الذي أطلق سموه صندوق "بلوغ آخر ميل" لجمع 100 مليون دولار أمريكي بهدف القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، كخطوة إنسانية سباقة للتأثير في العالم بشكل إيجابي متجسدا على أرض الواقع بغرض التحسين من المستوى المعيشي للكثير من الأفراد في الدول النامية والحرص على القضاء على الأمراض التي عانى منها البشر فترة زمنية طويلة مثل الملاريا والعمى النهري، حيث قدم مبلغ 20 مليون دولار دعما للقضاء والسيطرة على الأمراض المدارية المهملة كالمثقبات والديدان الطفيلية والجراثيم والأخماج الفيروسية، التي كان العالم منشغلا عنها بالأمراض الفتاكة الأخرى التي تشغل المنطقة كالإيدز والسل، بينما كانت هذه الأمراض تفتك بالشعوب في تلك المنطقة دون أن تلقى الاهتمام الكافي للقضاء عليها.
وتحت إشراف سموه وقيادته الحكيمة، تم إطلاق العديد من المبادرات التي تسعى للحد من انتشار الأوبئة والوقاية من الأمراض، ومنها مبادرة (الابتكار في التناول وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات)، وذلك لتشجيع الابتكار عند تنفيذ حملات التحصين وتعزيز الأنظمة الصحية محليا ودوليا، وكحرص منه على تساوي الفرص لجميع الناس بالحصول على الرعاية الطبية التي يجب أن يحصل عليها كل شخص كحق إنساني أساسي، فأصبحت الإمارات العربية المتحدة بذلك في طليعة دول العالم التي تبادر بنجدة ومساعدة المحتاجين صحيا وتعليميا ومعيشيا، نتيجة نهجها الثابت والممتد، وتجسدت هذه الحقائق بعدة مبادرات تنموية ناقشها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لرفع المحن ومؤازرة الشعب والحكومة في الصومال وعدة دول عربية وأجنبية أخرى.
أما من جهة أخرى، وإعرابا عن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشأن الصحي والإنساني، كرم الفائزين بـ"جائزة محمد بن زايد للصحة العالمية لتكريم أبطال الصحة المتميزين" جائزة "ريتش" في دورتها الأولى في 15 نوفمبر 2017، والتي تُمنح للأشخاص الذين قدموا إسهامات مميزة وجهودا استثنائية للحد والقضاء على الأمراض المعدية.
وعلى ضوء منتدى الصحة العالمي، منح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسام الاتحاد لـ"بيل جيتس" كعربون تقدير لجهوده المبذولة في العمل الخيري ومبادراته الإنسانية، والذي قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتسليمه له خلال فعاليات المنتدى، وأثنى على جهوده المستمرة في العمل الخيري ودعم الأعمال الإنسانية والتنموية، وعلى استعداده الدائم للمشاركة بأي عمل إنساني يفيد المجتمع وخاصة تلك المبادرات التي تطلقها دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة المجتمعات ومحاربة الفقر والمرض، وذلك لثقته بأن المبادرات التي تطلقها قيادتنا الحكيمة على الدرب الأمثل لتحقيق الاستدامة لتنمية المجتمعات والارتقاء بها، واتباع أفضل الوسائل والممارسات لتحسين ما يجب اتباعه للنهوض بالمجتمعات التي ترغب بالسير على الخطى الرشيدة للتحسين من وضعها الصحي والمعيشي والاقتصادي والتنموي.
وكما قال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن "إنقاذ الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها هو عمل إنساني عظيم، لا يتحقق إلا بتكاتف وتعاون الجميع".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة