لا أزال أتذكر جيداً ذلك اليوم الخاص، يومي الوطني الخاص، يوم الأمان والسلام، حين كنت في لندن مع أمي الشيخة ريسة رحمها الله تعالى، كانت وقتها في رحلة علاج بأحد مستشفيات لندن.
لا أزال أتذكر المشهد وكأنه يحدث الآن، كنت أنظر من نافذة الغرفة وبيدي كوب قهوة وأنا شاردة في المشهد المحيط وإذ بي أراه! إنه هو! لا ليس هو، بل هو حتماً!!
أجل هو! بلباس بسيط وحركة هادئة وهالة سلام وأمان تحيطه.
إنه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بشخصه الوطني النبيل، البسيط والعميق معاً.
ناديته وأنا أتتبعه بعينيّ: يا شيخ محمد، قهوة أم شاي؟! وهرعت مسرعة بخطواتي نحوه عليّ أدركه فأقدِّم له كوب القهوة. التفت إليّ مبتسماً ابتسامته الهادئة التي يعرفها كل مواطن في بلادي وهو يلوح بيده مودِّعاً حيث كان على وشك دخول سيارة تاكسي من سيارات الأجرة ليمضي فيها وحده.
قلتها يومئذٍ في نفسي، وأقولها يوماً على صدر يوم: هذا هو قائدنا، هذا هو ابن القائد المؤسس والأب الكبير حكيم العرب "زايد" طيب الله ثراه.
هذا هو قائدنا الفذ "محمد بن زايد" الذي يشعُّ سلاماً وأماناً.
نعم، نحن في أمان حتى ونحن خارج وطننا.
هو يمشي وحده في لندن، ويستقل سيارة أجرة وحده، فأنا في أمان حتى وأنا خارج بلادي.
إنَّ من يعرف الشيخ محمد بن زايد.. ويعرف مسار حياته كله منذ نعومة أظفاره يدرك كم هذه الشخصية عظيمة ومؤثرة، فهو ليس شخصاً قيادياً عادياً بل هو شخصية استثنائية تكتنز في أعماقها حباً بلا حدود للوطن وأبنائه وكأنه ينظر لوطنه على أنه بيته ولكل مواطن فيه على أنه فردٌ من أسرته يعنيه أمره ونجاحه وسعادته.
هو صاحب عقل استراتيجي سياسي ابتكاري وخارج الصندوق، وصاحب قلبٍ شجاع، مشبع بالسلام والمحبة، يسعى للخير والسلام والنماء.
شخصية تتسم بالهدوء، والمراقبة، والصبر، والوثبة في اللحظة الحاسمة.. شخص النقلات الاستراتيجية بكل هدوء وصمت وسلام، شخص المواجهة بقبضة حديدية في قفاز حريري، رجل التحديات والمتغيرات.
يقود وطننا نحو المستقبل في بحر متلاطم الأمواج عالمياً بمتغيرات وتحولات وتموجات ولكنه راسخ الجذور والحضور، يرى أهدافه الوطنية البعيدة وكأنها أمامه تحدث اليوم وليس في الغد، يعيش الغد من اليوم، يتناول العمق ببساطة، ويبذل طاقة عائلة بصمت، محب لأبناء وطنه، وكأنهم كلهم أبناؤه وعيال زايد، وريث روح زايد.. روح المحبة والعطاء والخير.. وحريصٌ على الحفاظ على أثر غرس زايد في كل أنحاء العالم. رجلٌ يريد من حوله رجالاً، وقائدٌ يريد معه قادة، وطيِّب لا يخالط إلا طيبين، وفارسٌ لا يقفز واثباً إلا مع الفرسان، يتمسك تمسك البقاء والنقاء بلا حدود بالهوية الوطنية، ويصغي بعمق لمن يتحدث معه على الرغم من كل مسؤولياته الثقيلة وكأنه متفرغ من مشاغله ولا شغل له إلا الاهتمام بحديث جليسه. يحترم المرأة أمّاً وزوجة وأختاً وابنة وبانية للوطن، احترام ثقة ومحبة وإيمان بها وبقدراتها الفائقة مع الرجل جنباً إلى جنب.
ما قلته ليس مديحاً بقصد الرياء ولا كلاماً من هواء.. بل هو قول حقٍ لرجل حينما أراه أشعر بالأمان.. وحينما يسير بنا أغمض عينيّ وأنساق وراءه بأمان بعينين مغمضتين وقلب مفتوح على الثقة والحماس بمستقبل باهر.
ما أودُّ قوله من كل هذا، أننا نعيش في نعمة كبرى بفضل الله، فما أعظم أن يكون قائدنا رجلاً نبيلاً ومحباً ومن أهل الخير والسلام. فارس قوي الإرادة، بعيد النظر حتى بات واحداً من القادة الدوليين المؤثرين في تشكيل مستقبل العالم.
رجل قائد يأخذ بنا وبوطننا الغالي الإمارات لتكون في مصاف الدول المتقدمة والريادية على مستوى العالم ويتابع خطوات من سبقه بانتماء وإيمان عميق وحلمه الأكبر أن يرى الإمارات وكل مواطن إماراتي نجماً يشع في سماء الإنسانية ..
هي فرصتنا الوطنية الرائعة أن نكون معه يداً بيد وقلباً بقلب وعقلاً بعقل، لنبني ونبتكر ونتميز ونتعاهد على حفظ اتحادنا وهويتنا وآمالنا.
كيف لا نفعلها.. وبيننا وطن شامخ قد تمثل على هيئة بشر يسير على قدمين
تحية إجلال وحب لأيقونة الوطن "محمد بن زايد".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة