اليوم نشهد في عام زايد الخير، الجهد الكريم الريادي لرجل من نسل زايد، من رجالات السلام والتسامح والعزم والحزم،
عشرون عاماً من القطيعة بين إثيوبيا وإريتريا منذ ذلك النزاع الدموي الذي وقع بين البلدين عام 1998، مخلفاً ما لا يقل عن 300 ألف قتيل من الطرفين، ناهيك عن عمليات التهجير ومصادرة الأملاك والاعتقالات التي طالت أكثر من نصف مليون ضحية من الشعبين.
إنه إرث الضغينة والكراهية الثقيل الذي يمزّق لُحمة الشعب الواحد في بلدين، الشعب المنتمي للإنسانية الواحدة، المتحد في الجوار والمصير والمسار منذ القديم الممتد لأكثر من أربعة آلاف عام، بل إنه السقوط في لعبة الجغرافيا القاتلة الذي تعاني منه كياناتنا العربية على اختلاف مسمياتها، أكانت الصومال، سوريا، العراق، أو ليبيا وغيرها، هذا السقوط الذي حدث بفعل غياب سياسات مكافحة الفقر والفساد وضعف التنمية البشرية أولاً، ثم ندرة الموارد الطبيعية وقلّتها، أو التوزيع غير العادل للثروات والمنافع والخدمات في المجتمعات نفسها.
نجاح التوافق الإريتريي الإثيوبي دليل على ريادة الإمارات برجالاتها المحبين للسلام، الداعين للوسطية والاعتدال، الذين يقدّمون نموذجاً ناصع البياض لإرادات السلام التي أخلص الشيخ محمد بن زايد في العمل لترسيخها، ركيزةً إنسانيةً في العلاقات الدولية.
هو صراعٌ وجودي وحدودي معاً، يعدُّ الأطول في القرن الأفريقي، إلى جانب الحالة الصومالية المتشابكة مع هذا النزاع والمشابهة في الأسباب والنتائج، ولمثل هذه الصراعات المعقدة الأسباب والكارثية النتائج، كانت حكمة الله سبحانه وتعالى بأن قدّر لهذه الأمة رجالاتها الساعين إلى إرساء ركائز السلام الإقليمي والعالمي، برؤيتهم الحكيمة وبصيرتهم الثاقبة، واستشرافهم المستقبل الأفضل لشعوبهم وشعوب العالم، القائم على التنمية والاستدامة والنهوض الاقتصادي والمعرفي، والوئام الإنساني بالتسامح والتفاهم والحوار.
هذه الرجالات التي كان في مقدّمها الوالد القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عملت بجدٍّ وإخلاص لأجل حل النزاعات والحروب والتوسط بين المتنازعين، وأطلقت مبادرات السلام العربية والعالمية مع التمسك بالحقوق والوقف المبدئي تجاه أصحابها دون مواربة أو تلاعب، بل ورفدت هذه الجهود السياسية بتمتين مصداقيتها إنسانياً وخيرياً وتنميةً، فقدّمت المساعدات للمتضررين منها ومدّت يد العون الإنساني للمحتاجين نتيجتها، وأقامت مراكز الإيواء ومخيمات النزوح وأسهمت في تدعيم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي عبر القروض والمنح والاستثمارات.
واليوم نشهد في عام زايد الخير، الجهد الكريم الريادي لرجل من نسل زايد، من رجالات السلام والتسامح والعزم والحزم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا الرجل القائد الحكيم، الذي استطاع بمحبته وبشاشته وصدق موقفه ونقاء سريرته، أن يجمع بين خصمي الأمس، صديقي اليوم، فخامة أسياس أفورقي، رئيس دولة إريتريا الصديقة، ومعالي الدكتور أبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة، مانحاً إياهما أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول "وسام زايد" تكريما لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما وتقديرا وتثمينا لدورهما في حل النزاع الثنائي، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بينهما والمساهمة في إحلال السلام وارساء الاستقرار في المنطقة.
نجاح التوافق الإريتريي الإثيوبي دليل على ريادة الإمارات برجالاتها المحبين للسلام، الداعين للوسطية والاعتدال، الذين يقدّمون نموذجاً ناصع البياض لإرادات السلام التي أخلص الشيخ محمد بن زايد في العمل لترسيخها، ركيزةً إنسانيةً في العلاقات الدولية، وهو القائل: "الخطوة الشجاعة والتاريخية، التي اتخذها قائدا البلدين الصديقين لإنهاء الصراع وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الجارين تشكل نموذجاً يمكن استلهامه وتطبيقه في تسوية كثير من النزاعات والصراعات حول العالم".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة