توقيع 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم يحمل دلالات راسخة على أن العلاقات الإماراتية - الصينية تدخل منتصف عقدها الثالث بعزم راسخ على التطور
في الصين حكمة تقول «إذا أردت عاما من الرخاء ازرع حبوبا. وإذا أردت 10 سنوات رخاء ازرع أشجارا. وإن أردت مئات السنوات من الرخاء ازرع بشرا». وأمس كانت الحكمة إماراتية، حيث زرعت مع الصين الحبوب والأشجار والبشر في سبيل الرخاء والتنمية للبلدين ودول المنطقة والعالم.
لقد شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومضيفه الرئيس الصيني الصديق شي جين بينغ مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين وصل عددها إلى 16 مذكرة شملت مجالات الدفاع والاقتصاد والبيئة والتعليم والطاقة، والهدف طبعا تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الثنائي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
إن توقيع 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم إنما يحمل دلالات راسخة على أن العلاقات الإماراتية - الصينية تدخل منتصف عقدها الثالث بعزم راسخ على التطور والشراكة، ويظهر ذلك جليا من خلال الاتفاقيات ذات الطابع الأوسع من حدود البلدين
هذه الاتفاقيات التي تتخذ الطابع الحكومي، قابلها توقيع 16 مذكرة تفاهم واتفاقية خلال المنتدى الاقتصادي الإماراتي - الصيني الذي انطلق أمس أيضا في بكين كجزء رئيسي من برنامج زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو ولي عهد أبوظبي.
إن توقيع 32 اتفاقية ومذكرة تفاهم إنما يحمل دلالات راسخة على أن العلاقات الإماراتية - الصينية تدخل منتصف عقدها الثالث بعزم راسخ على التطور والشراكة، ويظهر ذلك جليا من خلال الاتفاقيات ذات الطابع الأوسع من حدود البلدين، كمذكرة التفاهم لتشجيع مؤسسات البلدين على التعاون التجاري والاقتصادي مع أفريقيا، وفي ذلك تأكيد لدور الإمارات الإقليمي بل الدولي خاصة القارة الأفريقية.
منتدى «الشراكة المستدامة.. الاستثمار المستدام» الذي شهده 240 رجل أعمال إماراتيا يعمل على توسيع جسور التعاون في 13 مجالا، ضمن مرحلة جديدة من العلاقات تفتح أبواب الفرص على مصراعيها وسط رؤى خلاقة والحجم القياسي، فالمشروعات هنا مع ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والدلالة في اتفاقية «إعمار العقارية» مع مطار بكين الجديد بـ40.5 مليار درهم، وفي شراكة «أدنوك» مع «سينوك» في الغاز عالي الحموضة والتكرير والبتروكيماويات، وفي اتفاقيات ومذكرات سوق أبوظبي العالمي لتأسيس وإنشاء مراكز مالية في أبوظبي.
طوال 35 عاما هي عمر العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين قويت خلالها الروابط لتصبح نموذجا عالميا، واليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الإمارات عازمة على بذل الجهود للارتقاء المستمر بعلاقات البلدين، مدفوعة بالرغبة المشتركة والزيارات رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، ومن محطاتها المضيئة كانت حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين أبريل الماضي، في رسالة إماراتية عن ثقة دولتنا بالمبادرة وإيمانها بقدرتها على دفع الاقتصاد العالمي قدما، واليوم تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين استمرارا وتمكينا لهذه الشراكة.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة