إن المكانة الكبيرة التي يحظى بها سموه لدى قادة وزعماء ورؤساء دول المنطقة والعالم، إنما هي نتاج مواقف سموه الهادئة والمتزنة.
الزيارة التاريخية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جمهورية الصين الشعبية هذه الأيام تجسد المكانة الاستثنائية التي يحظى به سموه، بالنظر لدوره الفاعل والمؤثر في الارتقاء بمسار العلاقات الإماراتية- الصينية، وترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين على الصعد كافة، وهذه المكانة تُرجمت في أمرين مهمين؛
إن المكانة الكبيرة التي يحظى بها سموه لدى قادة وزعماء ورؤساء دول المنطقة والعالم، إنما هي نتاج مواقف سموه الهادئة والمتزنة تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية، ونظرته الثاقبة في التعامل مع الأزمات المختلفة، واحتواء تداعياتها الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
الأول على المستوى الرسمي وهو طبيعة الزيارة، التي صنفت "زيارة دولة"، وهي مخصصة للرؤساء فقط، وتعد أعلى أشكال الاتصال الدبلوماسي بين الدول، وتتميز بمجموعة من المراسم والپروتوكولات الدبلوماسية، ولهذا فحينما توجه هذه الزيارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من جانب الصين الآن، ومن قبل من جانب جمهورية الهند عام 2017 للمشاركة في "يوم الجمهورية" الذي يخصص للرؤساء والزعماء حول العالم، فإن هذا يعكس المكانة الدولية الكبيرة التي يحظى بها سموه، باعتباره واحداً من أهم القيادات المؤثرة في المنطقة والعالم، ويحرص زعماء وقادة القوى الإقليمية والدولية على إقامة روابط وثيقة معه.
أما الأمر الثاني فيتمثل في الحفاوة والترحيب الكبير من جانب أبناء الشعب الصيني، الذين أطلقوا على سموه لقب "سور العرب"؛ اعترافاً بمكانته ودوره الكبير ليس فقط في تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين، وتعظيم مصالح الشعبين الصديقين، وإنما لجهوده المقدرة في الحفاظ على الأمن القومي العربي في مواجهة مختلف التحديات والمخاطر.
حينما يطلق أبناء الشعب الصيني وسم (#سور_العرب) تقديراً لمكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحينما يحظى هذا الوسم بمتابعة واهتمام وتفاعل غير مسبوق من جانب المسؤولين والناشطين والسياسيين والإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي داخل الإمارات وخارجها، فإن هذا يعد بمنزلة استفتاء شعبي على عبقرية سموه، كنموذج ملهم لرجل الدولة، الذي يمثل صمام الأمن والأمان، ليس فقط لأبناء الشعب الإماراتي؛ بل للشعوب الخليجية والعربية بوجه عام، فقد استطاع أن يتصدى للمؤامرات التي تستهدف المصالح العربية، وأن يوقف التدخلات الخارجية التي تهدد الأمن والاستقرار في الدول العربية بعد موجة الاضطرابات وعدم الاستقرار التي ضربتها منذ مطلع العام 2011 في إطار ما سُمي بأحداث "الربيع العربي"، التي شكلت تهديداً حقيقياً ووجودياً للدولة الوطنية في عالمنا العربي.
وإذا كان معنى السور لغة هو "ما يحيط بمكان ويحول دون وصول الآخرين إليه"، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو "سور العرب العظيم"، و"الحصن المنيع" الذي سيسجل التاريخ بأحرف من نور جهوده الجبارة في الدفاع عن الأمن القومي العربي، والتصدي لكل من يستهدفه.
لقد سعت هذه المخططات إلى نشر الفوضى والتطرف والإرهاب، لكن سموه تصدى بحسم لها، فكان لجهوده في تعزيز التضامن وتوحيد المواقف العربية أثرها الإيجابي والفاعل في إجهاض المؤامرات المختلفة التي واجهت الأمة العربية في مرحلة دقيقة من تاريخها، وفي استعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة العربية، ووقف النزيف المستمر لقدراتها، والحفاظ على الدولة الوطنية في عالمنا العربي من خطر الانهيار.
ولعلي هنا أتذكر بكل فخر واعتزاز بعض عبارات سموه المأثورة خلال هذه الفترة الزمنية الدقيقة من تاريخ المنطقة، والتي ستظل خالدة في ذاكرة الوطن والأمتين العربية والإسلامية، ومن بينها: "إننا لا نساوم على أمننا واستقرارنا وسلامة شعوبنا وسنواجه بتعاون الأشقاء بكل حزم المخططات والأطماع والتحديات المحيطة كافة"، و "دولة الإمارات تضع قضايا أمن المنطقة العربية واستقرارها في صلب اهتماماتها وستقف إلى جانب الأشقاء لدفع المخاطر والتصدي لمختلف التهديدات".. إنها بالفعل كلمات خالدة ستظل تتذكرها الأجيال العربية في الحاضر والمستقبل، لأنها تؤكد كيف عمل سموه على حماية الأمن القومي العربي، وكيف انحاز لمصالح الشعوب العربية، واستجاب لتطلعاتها في الأمن والاستقرار والرخاء، ليرسخ بذلك ثوابت دولة الإمارات التي تعمل من أجلها منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو بالفعل "سور العرب" يسير على نهج والده الشيخ زايد طيب الله ثراه "حكيم العرب"، في تعزيز التضامن العربي، والتضامن مع الأشقاء في مواجهة مختلف التحديات والمخاطر، وتوظيف علاقات الإمارات الخارجية مع القوى الكبرى في الدفاع عن القضايا والمصالح العربية العليا. في الوقت ذاته، فإن المكانة الكبيرة التي يحظى بها سموه لدى قادة وزعماء ورؤساء دول المنطقة والعالم، إنما هي نتاج مواقف سموه الهادئة والمتزنة تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية، ونظرته الثاقبة في التعامل مع الأزمات المختلفة، واحتواء تداعياتها الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة