حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، تقف الدوحة وراء جملة تفجيرات إرهابية بهدف إبعاد شركة إماراتية تدير ميناء بوصاصو في الصومال.
لم يشكك «خليفة كايد المهنّدي» المقرب من أمير قطر، الشيخ تميم، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في صحة التسجيل الذي نشرته الصحيفة عن مكالمة له مع السفير القطري (حسن هاشم) بالصومال، خلاصتها التشجيع على التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تقوم بها حركة الشباب، المبايعة لتنظيم القاعدة.
الظريف في تعليق المهنّدي لـ«نيويورك تايمز» هو قوله إنه «كان يتحدث بوصفه مواطناً خاصاً وليس بصفته مسؤولاً حكومياً».
هذه جريمة مكتملة الأركان، تم ضبط الفاعل بالجرم المشهود، ودليل الجريمة، والاعتراف الذي هو سيد الأدلة، وهذا ما يعلمه الكثير عن ضلوع حكام قطر في دعم جماعات الإرهاب المتأسلم، السني والشيعي، لخدمة المصالح القطرية -الوهمية بالمناسبة!- وخدمة الشبكة الإخوانية العالمية.. والأخير هو الأخطر.
هذا عذر أفدح من ذنب، هل كون الإنسان خارج المناصب الرسمية يبيح له استباحة العمل الإرهابي؟! في التفاصيل، الإثنين الماضي وقعت عمليات إرهابية بالعاصمة الصومالية مقديشو، تفجيرات شيطانية، وإطلاق نار كثيف خلّف 17 قتيلاً و15 جريحاً، تبنّى ذلك كله «حركة الشباب المجاهدين» وهي فرع «القاعدة» بالصومال والقرن الأفريقي.
حتى الحجاج من الصومال ما سلموا من مخالب الشيطان، المدعوم من قطر، حسب تسجيلات الـ«نيويورك تايمز»، إذ وقعت التفجيرات قرب المطار الذي كان فيه فريق من الحجاج يتجهزون للسفر من أجل الحج ووقع منهم من وقع. ليس هذا فقط، فقبل أسبوع من هجوم الإثنين، وقع هجوم آخر خلّف 26 شخصاً في فندق جنوب الصومال.
حسب صحيفة «نيويورك تايمز» تقف الدوحة وراء جملة تفجيرات إرهابية بهدف إبعاد شركة إماراتية تدير ميناء بوصاصو في الصومال. والحقيقة الأشمل أنه بهدف إرهاب الإمارات والتفرد بالصومال المنهك.
الصحيفة واصلت فقالت: إن رجل الأعمال خليفة كايد المهندي، الذي يسافر كثيراً رفقة الأمير تميم، قال للسفير القطري لدى الصومال حسن بن حمزة هاشم، في اتصال هاتفي بعد نحو أسبوع من انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى محكمة في بوصاصو في مايو (أيار) الماضي: إن منفذي التفجير قاموا به «لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها».
حسناً... هذه جريمة مكتملة الأركان، تم ضبط الفاعل بالجرم المشهود، ودليل الجريمة، والاعتراف الذي هو سيد الأدلة، وهذا ما يعلمه الكثير عن ضلوع حكام قطر في دعم جماعات الإرهاب المتأسلم، السني والشيعي، لخدمة المصالح القطرية -الوهمية بالمناسبة!- وخدمة الشبكة الإخوانية العالمية.. والأخير هو الأخطر.
هل سيلح الإعلام الأمريكي على هذا الخط، ويقتله بحثاً كما يقال، ويلاحق الأدلة عبر العالم التي تدين حكام قطر وتكشف تحالفهم الشرير مع الجماعات الإرهابية من النصرة بسوريا، إلى الحشد بالعراق، إلى الحوثي باليمن، إلى الجماعة المقاتلة بليبيا مروراً، بـ«دواعش» سيناء المصرية؟ أم هي «بيضة ديك» كما يقال، أو لمحات عابرات، ليس نهجاً مصمماً عازماً على وضع الحيل القطرية على طاولة الجهر والتجلّي؟
أخشى أن كشف الـ«نيويورك تايمز»، ذات الهوى اليساري، يسري عليه ما قاله أبوبكر الخوارزمي بحق ابن عبّاد:
لا تحمدنَّ ابن عبّاد وإن هطلت يداه بالجود حتى أخجل الديما
فإنها خطرات من وساوسه يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرما!
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة