ما زلنا نعيش حالة «الفلاش باك» السياسي الذي يتم معه استرجاع الماضي، ومحاولة تصفية الثأرات القديمة بدماء جديدة وتكاليف أكبر.
ما زلنا نعيش في العالم العربي والمنطقة حالة سداد الفواتير التاريخية القديمة.
ما زلنا نعيش حالة «الفلاش باك» السياسي الذي يتم معه استرجاع الماضي ومحاولة تصفية الثأرات القديمة بدماء جديدة وتكاليف أكبر.
الحضارات التي سادت والتجارب التاريخية التي نجحت، تلك التي دفنت صراعات الماضي العقيمة، وقررت التخطيط والعمل على بناء حاضر ومستقبل قائم على لغة المصالح المشتركة.
العثمانيون الجدد يسعون لتجديد الخلافة على يد «أردوغان»، والتنظيم الدولي للإخوان في لندن يسعى لنشر «أستاذية حسن البنا»، وإيران تسعى إلى الثأر لمظلومية سيدنا الحسين، وما زالت إسرائيل تتألم لطرد الفرعون لليهود في زمن سيدنا موسى عليه السلام.
أوروبا وصلت إلى بدايات فكرة الاتحاد في أوائل الخمسينيات بعدما دفنت صراعاتها الحدودية، وتناست فتوحات نابليون، وحرب «الفايكنج» في الشمال، ومغامرات الإمبراطورية البريطانية، واستطاعت أن توقف التوسع العثماني، وفاشية موسوليني، ونازية هتلر، وجموح الإقطاع الصناعي في اليابان.
طوت أوروبا هذه الصفحات وبحثت عن صيغ للتعاون، وأصبحت فرنسا وألمانيا أكثر الدول الأوروبية تقارباً وتعاوناً، وتبلور التعاون البريطاني-الأمريكي لخدمة مصالح استراتيجية على جانبَي الأطلنطي.
وحدنا في العالم العربي ما زلنا أسرى الماضي السحيق.
ما زلنا نعيش حالة ثأر «الحسين»، رضى الله عنه، منذ 1400 سنة، وما زلنا نعيش حالة مخاوف «آل ثاني» من «آل سعود» رغم مرور أكثر من 250 عاماً، وما زلنا نعيش الخلافات القبلية والحدودية بين المغرب والجزائر، وما زالت قبائل الشمال والجنوب الليبي تتذكر دماءها وثأراتها القديمة، وما زال البعض يعيش في زمن الشريف حسين بن علي، وما زال «المهدية» في السودان لا ينسون الدور العسكري المصري، وما زال «الدروز» في لبنان لديهم ثأر مع حزب البعث السوري، و«الموارنة» لا يغفرون «حرب الجبل»، وما زالت دماء رفيق الحريري ومَن تلاه من شهداء لم تهدأ بعد بالقصاص العادل.
فواتير قديمة تاريخياً لم تُسدد بعد، وفواتير جديدة تُفتح كل يوم، وما زلنا نعيش حالة الثأر والثأر المضاد.
العثمانيون الجدد يسعون لتجديد الخلافة على يد «أردوغان»، والتنظيم الدولي للإخوان في لندن يسعى لنشر «أستاذية حسن البنا»، وإيران تسعى إلى الثأر لمظلومية سيدنا الحسين، وما زالت إسرائيل تتألم لطرد الفرعون لليهود في زمن سيدنا موسى عليه السلام.
أديان، مذاهب، طوائف، قبائل، مناطق، طبقات تعيش حالة سداد فواتير قديمة بينما يضيع منا الحاضر، ولا مكان عندنا للمستقبل.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة