خبير فضائي لـ«العين الإخبارية»: «محمد بن زايد سات» سيغير قواعد رصد الأرض
وصف خبير فضائي إطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" بأنه يمثل خطوة بارزة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق الريادة العالمية في مجال الفضاء.
وقال الدكتور علاء النهري كبير مستشاري المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة لـ"العين الإخبارية": "يعتبر القمر الاصطناعي (محمد بن زايد سات) قفزة نوعية في تكنولوجيا الفضاء، بما سيحدثه من تغيير في قواعد رصد الأرض، وهو ما يضع وكالة الفضاء الإماراتية في مقدمة وكالات الفضاء العربية بفارق كبير".
ويمتاز القمر بقدرات تصوير فائقة ودقة غير مسبوقة، مما يجعله فريدا على مستوى المنطقة والعالم، ويعد بإسهامات كبيرة في تعزيز قدرات الإمارات في رصد الأرض وتحليل البيانات البيئية، وتحقيق إضافة قوية لقدرات الدولة في مجال الفضاء، بحسب النهري.
ومن المقرر إطلاق "محمد بن زايد سات" في تمام الساعة 10:49 مساء اليوم بتوقيت الإمارات، من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، ضمن نافذة زمنية تبلغ 27 دقيقة، ويكون القمر الاصطناعي في مدار الأرض المنخفض بين 500 و550 كم، حيث سيكمل دورة حول الأرض كل 90 دقيقة، وسيسهم في توفير بيانات دقيقة بشكل أسرع من أي وقت مضى.
وأثنى النهري على ما يتمتع به القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" من خصائص تكنولوجية متقدمة تجعله مختلفا عن الأقمار الاصطناعية الأخرى.
وقال إنه "يتميز بقدرة على التقاط صور أكبر بعشرة أضعاف من الأقمار الاصطناعية التقليدية، مع دقة تصل إلى ضعف الدقة التي كانت متوافرة في السابق، وهذا سيمكن الإمارات من الحصول على بيانات عالية الجودة بسرعة غير مسبوقة، حيث يمكن معالجة الصور وتحميلها في أقل من ساعتين فقط".
كما أشار النهري إلى اعتماد القمر الاصطناعي على تقنيات حديثة مثل الدفع الكهربائي الدقيق، الذي يسهم في تحسين دقة التصوير والتحكم في عمليات المدار، بالإضافة إلى الكاميرا عالية الدقة التي تعد من الأكثر تطورا في المنطقة.
وأضاف أن "القدرة على التقاط الصور عبر مجموعة من الأطياف، بما في ذلك الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء، ستوفر للإمارات فرصة لمراقبة البيئة، ورصد التغيرات البيئية، وتحليل البيانات العمرانية والمناخية بشكل دقيق".
وتطرق النهري إلى بناء القدرات المحلية في هذا المشروع، مشيدا بتصنيع نحو 90% من الهيكل الميكانيكي للقمر الاصطناعي وأجهزته الإلكترونية داخل دولة الإمارات.
وقال إن "التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء والشركات الإماراتية المحلية في هذا المشروع يعزز من مكانة الإمارات كمركز إقليمي رائد في تكنولوجيا الفضاء".
واختتم النهري بالإشارة إلى أن "محمد بن زايد سات" ليس مجرد خطوة علمية وتكنولوجية، وإنما هو علامة على الطموحات الكبيرة لدولة الإمارات في تحقيق أهداف "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون الدولة الأفضل والأكثر تقدما في العالم.