رئيس مهرجان مالمو: الأفلام الإماراتية تجذب جمهور السويد
المخرج محمد قبلاوي يؤكد أن مهرجان مالمو يمثل مؤسسة استشارية للفيلم العربي على مستوى المنطقة الإسكندنافية وليس السويد فقط
نجح المخرج محمد قبلاوي، مؤسس ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، أن يكتب تاريخاً جديداً للسينما العربية في منطقة الدول الإسكندنافية، بعد أن فتح أسواقاً لتوزيع الأفلام العربية هناك، فضلاً عن أن مهرجان مالمو نفسه أصبح أهم تظاهرة سينمائية عربية تقام خارج حدود الوطن العربي، حيث يجذب كل عام أهم الأفلام العربية من المحيط إلى الخليج، إضافة لتواجد متنوع لشخصيات سينمائية مؤثرة.
وفي حواره مع "العين الإخبارية" يكشف محمد قبلاوي، المخرج السويدي من أصل فلسطيني، عن رؤيته للدورة المقبلة لمهرجان مالمو للسينما العربية، وطبيعة الجمهور الذي يستهدفه، وكذلك رؤيته لواقع السينما الإماراتية في الوقت الحالي.. وإلى نص الحوار:
ما جديد الدورة المقبلة لمهرجان مالمو للسينما العربية؟
الدورة الـ9 من المهرجان ستكون خلال الفترة من 4 إلى 9 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وكنا اتخذنا قراراً من عام 2017 بأن يكون للمهرجان شكل جديد، واتخذنا قراراً بالإجماع بعدم استحداث أي برامج جديدة من بعد 2017 حتى 2020، حتى يكون لدينا 3 سنوات استقرار، حيث نعمل على البرامج الموجودة ونطورها، ونحن حالياً نسعى لتطوير الجمهور، وشكلنا لجنة تعمل على مدار السنة لكي تعمل على زيادة عدد الجمهور في المهرجان، سواء من خلال عقد دورات في عطلات نهاية الأسبوع للتثقيف عن مهرجان مالمو، أو التواصل مع الجمعيات العربية وغير العربية المتواجدة في مالمو وضواحيها، وحتى مدن مقاطعة سكونة، مع بعض الزيارات للمدارس للتعريف بمهرجان مالمو.
ما طبيعة الجمهور المستهدف الذي تسعى لجذبه، وهل هم عرب أم سويديون؟
منذ بدايات مهرجان مالمو في 2010 ونحن لدينا هدف واضح، وهو الوصول إلى الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين العرب، إضافة لمن يعيشون في مدينة مالمو أو حتى بالسويد، التي يعيش بها نحو 165 جنسية، ومدينة مالمو تتميز بتعدد الثقافات، والهدف من المهرجان نشر السينما العربية وتقديم الثقافة العربية لغير العرب وللمشاهد الذي ينتمي لأصول عربية وصار منفصلاً عن الوطن الأم، فنحن الذين جئنا للسويد في الـ20 سنة الماضية سيكون أولادنا وأولاد أولادنا في شبه انقطاع عن الوطن العربي، وأساس التوجه أن الجنسيات الأخرى تأتي وترى الأفلام وتتعرف على الثقافة العربية.
ما الذي تحقق من الأهداف التي وضعتها للمهرجان قبل 8 سنوات؟
طموحات الإنسان لا تنتهي، ومنذ أسسنا مهرجان مالمو أعتقد أننا وصلنا لما هو أكثر مما كان في طموحنا، فخلال 8 سنوات سابقة حققنا قفزة نوعية في المهرجان، حتى صار منذ عام 2015 أكبر مهرجان للسينما العربية خارج حدود الوطن العربي، وهي قفزة نوعية لأننا لم نحلم بهذا الحلم.
ولفت نظري أحد الصحفيين العرب المقيمين في السويد إلى دراسة يجريها تكشف أن مهرجان مالمو للسينما العربية هو أكثر مهرجان في العالم يعرض أفلاماً عربية خلال السنة، فالمهرجانات العربية الموجودة في الوطن العربي لا تعرض هذا الكم من الأفلام العربية، وأنا لم أكن منتبهاً لهذا الموضوع لكنه أسعدني جداً، وخلال 8 سنوات نجحنا في نشر الأفلام العربية، ومنذ 2014 أسسنا في المهرجان شركة توزيع أفلام عربية في السويد.
هل نجح مهرجان مالمو في خلق سوق جديدة للفيلم العربي بدور العرض السويدية؟
بالتأكيد، مهرجان مالمو حالياً مؤسسة استشارية للفيلم العربي على مستوى المنطقة الإسكندنافية وليس السويد فقط، ونحن يأتينا استفسارات عن السينما العربية من فنلندا والنرويج والدنمارك، والسويد بالطبع، وتقريباً أصبحنا الجهة الوحيدة في المنطقة الإسكندنافية التي يمكن أن يوجه إليها أسئلة عن السينما العربية، كما أسهمنا خلال 8 سنوات في نشر السينما العربية، وفتح سوق للسينما العربية، ونجحنا في تحقيق إيرادات من خلال عروض السينما وقمنا ببيع الفيلم العربي للتلفزيون السويدي وهو ما يحسب لنا، كما أن بعض شركات التوزيع الكبرى التي كانت تهتم بالأفلام الأوروبية وأفلام أمريكا اللاتينية أصبحت تهتم بالأفلام العربية وتأخذ فيلماً أو فيلمين على الأقل كل سنة لتوزيعهما على مستوى السويد أو المنطقة الإسكندنافية.
هل هناك نوعية معينة من الأفلام العربية يفضلها المشاهد السويدي أو العرب المقيمون في السويد؟
السويديون الذين يشاهدون الأفلام العربية أغلبهم محبون للثقافات الأخرى، وهم لا يجذبهم نجوم السينما العربية لأنهم لا يعرفونهم من الأساس، فهم يهتمون أكثر بالموضوع خاصة الموضوعات المتعلقة بالنساء، سواء كان الموضوع يتعلق بالمرأة العربية أو صنع الفيلم من قبل نساء، وهذا ما لاحظته على مدى هذه السنوات، فهناك توجه عام في السويد لدعم سينما المرأة.
أثناء اختيارك لأفلام مهرجان مالمو للسينما العربية، هل تراعي التنوع الجغرافي أم تحكمك فقط جودة الأفلام؟
نحن لدينا مساحة اختيار أكثر من مهرجانات أخرى، حيث نختار من بين إنتاج آخر عامين، ودائماً أقول إن أي فيلم يعرض لأول مرة في السويد هو فيلم جديد بالنسبة لنا، ولو كان الفيلم من إنتاج عامين أو أكثر من الممكن أن يعرض في برامج أخرى موازية، لكن المسابقة تشترط ألا يمر على إنتاجه أكثر من عامين.
كما تشغلنا جودة العمل السينمائي، وننظر بعين الاهتمام للتوازن بين صناع الأفلام من الرجال والنساء، حتى لا يكون هناك سيطرة لطرف على الآخر، وفي بعض الأحيان مسابقات الفيلم الطويل يغلب عليها سيطرة الرجال، ونعوض ذلك في الأفلام القصيرة أو البرامج الأخرى، وموضوع التنوع الجغرافي يهمنا أيضاً لأن لدينا هدفاً أساسياً وهو أن نقدم ثقافة بلدان عربية، ويهمنا وجود أكبر عدد منها، لكن ذلك ليس غاية بالنسبة لنا، فنحن نبحث عن التنوع الجغرافي لكن لو هناك فيلم سيئ لا نعرضه، فعلى الأقل يجب أن يصل إلى درجة 70% من الجودة.
كيف تقيم تجربة اشتراكك في عضوية لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي؟
تشرفت بعضويتي في لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية في الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مسابقة مهمة وفي دورة استثنائية، ولعراقة مهرجان القاهرة فإن عضوية لجنة التحكيم به حلم لأي سينمائي، وقد استفدت من هذه التجربة واستطعت أن أنقل خبرتي لزملائي في اللجنة وهم أعطوني أيضاً من خبراتهم.
والأفلام الـ8 التي عرضت في المسابقة كانت منتقاة بعناية من جانب المشرف على المسابقة الناقد أحمد شوقي، لذلك كانت قرارات اللجنة صعبة بسبب تقارب مستوى الأفلام، ولكن بالتوافق منحنا جائزتين لفيلمين هما "فتوى" من تونس أفضل فيلم، ونال "ورد مسموم" من مصر جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ودائماً أقول إن هناك فائزاً لكن بمسابقات السينما العربية، ولا أتخيل أن هناك خاسراً لأن وجود فيلم بأي مسابقة مع أفلام أخرى يعتبر نجاحاً لصاحب الفيلم، والفائز دائماً هو السينما العربية.
باعتبارك من خبراء السينما العربية المقيمين في أوروبا، كيف ترى واقع السينما الإماراتية في الوقت الحالي؟
السينما الإماراتية بدأت نهاية السبعينيات بمحاولات فردية لبعض المخرجين الذين كانوا يمولون مشروعاتهم، ونتج عنها بعض الأفلام القصيرة والوثائقية وفيلم روائي وحيد، وهي تجارب كانت جيدة في وقتها وأسست لحركة سينمائية في الإمارات.
والفيلم الإماراتي دائماً حاضراً في مهرجان مالمو للسينما العربية، ودائماً لديه جاذبية للجمهور السويدي، وكان هناك إقبال جماهيري جيد عليه، وفي رأيي هناك مخرجون مهمون في الإمارات، وهناك أيضا أفلام مهمة في السنوات الـ10 الأخيرة بعضها وزعتها شركات أوروبية.
كما أن السينما الإماراتية اهتمت بالأطفال، وعرضنا في مالمو أفلاماً إماراتية لأطفال المدارس منها "ساير الجنة" و"عموري"، كما عرضنا "دلافين" في المسابقة الرسمية، وفي الدورة الثانية لمهرجان مالمو سنة 2012 كانت الإمارات ضيف شرف المهرجان، وذلك بالتعاون مع مهرجان دبي، وقبل ذلك في سنة 2011 نظمنا بانوراما لسينما الخليج وعرضنا عدداً كبيراً من الأفلام الإمارتية.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز