مصر تسابق الزمن لقمة المناخ COP27.. ما علاقة الدول المصدرة للغاز؟
استعرض المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري الانتقال الطاقي لبلاده والذي يعتمد على الغاز الطبيعي كمصدر حيوي للطاقة.
وأشار -خلال مشاركته عبر تقنية الفيديوكونفرانس في الاجتماع التنسيقي الأول لمنتدى الدول المصدرة للغاز للتحضير لقمة المناخ العالمية COP27 التي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- إلى أنه في ضوء التحديات الحالية في أمن الطاقة خاصة الاستدامة وتوفيرها بأسعار مناسبة، يظل دور الغاز الطبيعي مهما وحيويا في الانتقال الطاقي باعتباره أنظف وقود أحفوري ومصدرا أساسيا لطاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار مناسبة للعالم.
وفي هذا الإطار أكد الملا خلال كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع أن مصر تنفذ في هذا الصدد استراتيجية يتم الاعتماد على الغاز فيها كمصدر رئيسي، وبالفعل أصبح الغاز الطبيعي الوقود السائد في العديد من الصناعات والقطاعات في مصر.
وأضاف أن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في عام 2018 والعودة لتصدير الغاز المسال، ما نتج عنه اتخاذ خطوات كبيرة في التوسع في استخدامات الغاز بالسوق المحلي حيث وصل عدد المنازل التي تم توصيل الغاز إليها إلى أكثر من 13 مليون وحدة سكنية، ووصل عدد السيارات التي تم تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط إلى 500 ألف سيارة.
تحديات قطاع الطاقة
أكد الوزير على أن قطاعات الطاقة حول العالم واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة مع تسبب جائحة كورونا في تذبذبات كبيرة في أسواق الطاقة، مشيراً إلى أن التحديات الجيوسياسية غير المسبوقة في أمن الطاقة تتسبب في اضطرابات كبيرة في إمدادات الطاقة العالمية.
وأضاف الملا أن هذه الأحداث العالمية عززت أهمية ودور الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي على المدى المتوسط والطويل، وأصبح تأمين إمدادات الغاز مصدر قلق للعديد من الدول خاصة أن العالم سيستمر في استهلاك الطاقة لتدعيم جهود التنمية والاستدامة، مؤكداً على الهدف المشترك للدول المصدرة للغاز المتمثل في تأمين مصادر الغاز بطرق آمنة وبوسائل تحافظ على البيئة وبأقل تأثير ممكن على المناخ من خلال تكنولوجيات التقاط وتخزين الكربون والاستفادة منه وتقليل انبعاثات الميثان.
وأضاف الملا أن هذه التحديات أكدت على أهمية التعاون الإقليمي لتكوين توافقات جديدة وتطوير حلول وشراكات جديدة والتي أصبحت مهمة جداً للتغلب على هذه التحديات، مشيداً بجهود منتدى الدول المصدرة للغاز المستمرة للترويج لتبادل الخبرات والرؤى والمعلومات والتنسيق بين الدول الأعضاء، وسلط الضوء على نجاح مصر من خلال التكامل مع الدول المجاورة في تعزيز دورها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول واستمرارها في لعب دور مهم كشريك تجاري كبير لتوريد الغاز للأسواق الأوروبية.
قمة المناخ كوب 27
ولفت الوزير إلى أن مصر خلال أقل من شهرين ستستضيف القمة العالمية للمناخ COP27 بالنيابة عن القارة الأفريقية وستعبر عن أصوات الدول الأفريقية بالإضافة إلى تسليط الضوء على حقوقها وطموحاتها لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة وشاملة ورخاء للجميع.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الدول الأفريقية غير مسؤولة عن أزمة التغيرات المناخية، إلا أنها تواجه أكثر تأثيراتها السلبية، ولكنه أكد أن القارة السمراء تعد نموذجاً للخطوات الجادة في قضية المناخ في حدود إمكاناتها والدعم التي تتلقاه.
كما أكد أن الدول الأفريقية تتمتع بثروات طبيعية كبيرة وإمكانات هائلة في مجال الطاقة المتجددة إلا أنها متأخرة في التنمية الاقتصادية، وأن دور الغاز والبترول يظل حيويا في أفريقيا خاصة أن الطاقة المتجددة وحدها لن تكون كافية لتلبية احتياجات القارة المتزايدة على الطاقة، مشيراً إلى أن أهم التحديات التي تواجه الدول الأفريقية هي عدم توفر التمويل والتكنولوجيات الحديثة الصديقة للبيئة في طريقها لتلبية طموحات التنمية والدعم في التحول الطاقي نحو خفض الكربون.
خفض الانبعاثات
وأوضح الملا أن قمة المناخ تأتي في توقيت هام لمنتدى الدول المصدرة للغاز باعتباره تحالفا دوليا رائدا لـ19 دولة منتجة يمثل نسبة 70% من احتياطات الغاز المثبتة ولصناعة الغاز بشكل عام لتأكيد الالتزام بخفض الانبعاثات ودعم الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية حيث يمكن أن يتواكب أمن الطاقة مع الاستدامة.
وأفاد بأن رؤية مصر باعتبارها رئيسة القمة القادمة للمناخ تتمثل في الدعوة للتحرك من مرحلة المفاوضات والتخطيط إلى التوجه بسرعة نحو التنفيذ المتكامل والوقتي والفعلي على أرض الواقع، وأنه كجزء من هذه الرؤية بالتركيز على التكامل والتنفيذ، ستخصص القمة العالمية للمناخ لأول مرة يوماً لخفض الانبعاثات الكربونية لاستعراض الجهود والنجاحات المحلية والإقليمية والدولية في مجال خفض الانبعاثات في قطاع البترول والغاز والقطاعات الأخرى.
كما أكد الوزير أن مصر تقود الجهود للإعداد لمبادرة في الطاقة تركز على انتقال طاقي وعادل في أفريقيا.
وشدد الملا على أهمية التعاون بين كافة الأطراف المعنية التي تتضمن الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية كونه عاملاً أساسياً في تقدم الجهود المشتركة نحو خفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز، مؤكداً دعمه المستمر للحوار المثمر والتنسيق الدولي لتوفير التكنولوجيات والتمويل وبرامج التدريب من أجل انتقال طاقي متوازن وعادل ومتوفر خاصة في أفريقيا.
توقيت هام
ومن جانبه أكد المهندس محمد هامل، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، في كلمته أن قمة المناخ COP27 ستعقد في توقيت هام يعاني فيه العالم من العديد من التحديات، وتعد فرصة لقارة أفريقيا لتحقيق التنمية ومواكبة التحول الطاقي، مشيراً إلى أنها ستشهد تأكيد دور الغاز الطبيعي الحيوي كوقود المرحلة الانتقالية وأهميته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز