مصر تحدد محاور قمة المناخ COP27.. "القارة السمراء أولاً"
كشفت الحكومة المصرية عن محور قمة المناخ كوب27 (COP27) المزمع انعقادها خلال الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ.
وقالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد التي تستضيف بلادها بعد شهرين قمة المناخ كوب27 (COP27) إن القاهرة ستسعى خلال هذه القمة إلى تمثيل أفريقيا التي لا تتحمل مسؤولية التغير المناخي ولكنها الأكثر تضررا منه.
في مقابلة مع وكالة فرانس برس، على هامش مؤتمر في القاهرة حول "احتياجات أفريقيا وطموحاتها إزاء التغيرات المناخية"، أكدت فؤاد أن جزءا من دور مصر في كوب27 هو "تمثيل القارة الأفريقية واحتياجاتها بصورة واضحة وصريحة".
وأضافت "إننا (في أفريقيا) لم نكن السبب في الانبعاثات ولكننا متضررين منها ومواردنا الطبيعية وشعوبنا تتأثر بها".
يشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام ممثل الرئيس الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري ونائبة سكرتير عام الأمم المتحدة أمينة محمد ومسؤولون من قرابة 25 دولة أفريقية ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية وشركات قطاع خاص.
ورغم أن الدول الأفريقية من الأكثر معاناة من آثار التغيرات المناخية، خصوصا تزايد الجفاف في بعض مناطقها والسيول في مناطق أخرى، إلا أنها تساهم بنسبة 3% فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما قال السكرتير العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون هذا الأسبوع في مؤتمر عقد في روتردام.
الوفاء بالالتزامات
وشددت وزيرة البيئة المصرية على أنه بات من الضروري أن "تكون هناك وقفة على مستوى التعاون الدولي لتوضيح أهمية أن يفي الجميع بالتزاماتهم كما جاء في اتفاقية باريس.
واتفق ممثلو 196 دولة أعضاء في الأمم المتحدة خلال مؤتمر في باريس في عام 2015 على العمل على ألا يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين مقارنة بالوضع قبل الثورة الصناعية وفي حدود 1,5 درجة إن أمكن.
ودعا مؤتمر باريس، من أجل تحقيق هذا الهدف، "الدول المتقدمة إلى توفير موارد مالية لمساعدة الدول النامية".
وسبق أن ذهبت مع الريح وعود قطعت في قمة المناخ في كوبنهاغن عام 2009 بأن يتم منح تمويل تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2020 لمساعدة الدول الأكثر هشاشة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وجاء عام 2020 وانقضى من دون أن تتحقق الوعود. وتم التأكيد على أن التمويل سيصبح نقطة محورية خلال قمة المناخ كوب27 (COP27) التي ستعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في شرم الشيخ وذلك خلال المؤتمرات التحضيرية للقمة، سواء المؤتمر الحالي في القاهرة أو الذي عقد في روتردام بهولندا أو في الغابون الأسبوع الماضي.
مياه وغذاء وطاقة
وقالت ياسمين فؤاد "كان يتم النظر إلى القطاع البيئي على أنه معرقل للاستثمار، نوع من الرفاهية". وتابعت أنه اعتبارا من عام 2018 بدأت مصر "في تغيير رؤيتها (لأهمية) تطوير القطاع البيئي".
وأضافت أنه "لم يعد هناك اليوم فصل بين الاحتياجات الأساسية للإنسان وهي الغذاء والمياه والطاقة وبين تغير المناخ".
واعتبرت أن "مصر تقدم نموذجا مختلفا وهو نموذج يمكن أن يتم تنفيذه في أفريقيا أو في أي دولة أخرى وهي ربط مشروعات الطاقة -التي نقول عنها مشروعات ربحية- بعملية الغذاء والمياه، بمعنى استخدام مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في توفير المياه على سبيل المثال من خلال تحلية مياه البحر".
ورأت أن مثل هذه المشروعات "يمكن أن تربط التمويل اللازم للدول النامية ومن أجل الحفاظ على البيئة بالاحتياجات الأساسية للتنمية لأن لا فصل بين الاثنين".