"مولنوبيرافير" يحارب كورونا.. أحدث المعلومات عن أول عقار تجريبي
أخيرا، وبعد مرور 20 شهرا على جائحة كورونا، نجح العلماء في إنتاج أول عقار يقاوم الفيروس، ما يبعث الأمل في إمكانية العودة للحياة الطبيعية
العقار التجريبي، الذي يحمل اسم "مولنوبيرافير"، ليس أول محاولة لاستخدام دواء في مكافحة "كوفيد-19"، لكن كل ما سبقه من أدوية لم يفِ بالمطلوب.
أهم ما يميز عقار molnupiravir المضاد للفيروسات أنه خفض خطر دخول المصابين بفيروس كورونا إلى المستشفيات حتى النصف، فضلا عن تقليل عدد الوفيات الناجمة عن الوباء.
"العين الإخبارية" تستعرض أبرز المعلومات المعلنة عن العقار التجريبي المضاد لفيروس كورونا.
ما هو مولنوبيرافير؟
مولنوبيرافير عبارة عن قرص مضاد للفيروسات من إنتاج شركة Merck العملاقة للأدوية، ويهدف إلى منع الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من "كوفيد-19" من أن تصبح خطيرة وتدخل إلى المستشفى أو تصل إلى الوفاة.
ويتناول الأشخاص المصابون بالفيروس التاجي هذا الدواء مرتين يوميًا لمدة 5 أيام، بدءًا من اليوم الخامس لظهور الأعراض، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ينتمي هذا العقار إلى فئة من مضادات الفيروسات تسمى ribonucleosides المطفرة، التي تغير المادة الوراثية الفيروسية وتقدم أخطاء لمنع تكرار ونسخ الجينوم الفيروسي.
داخل الخلية المضيفة، يتم تحويل مولنوبيرافير إلى مولنوبيرافير ثلاثي الفوسفات، وعندما يحاول الفيروس التكاثر يتم دمج مولنوبيرافير ثلاثي الفوسفات في الحمض النووي الريبي الفيروسي بدلاً من نيوكليوزيد سيتيدين، ما يتسبب في حدوث طفرة.
تمنع الطفرة الفيروس من التكاثر، وهذا يحافظ على أعداد الفيروس في الجسم منخفضة ويجب أن يقلل من شدة المرض.
وفقا لموقع nature، بدأ مولنوبيرافير كعلاج محتمل لفيروس التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي في شركة DRIVE التابعة لجامعة Emory (Drug Innovation Ventures at Emory) في أتلانتا.
لكن في عام 2015، عرضه الرئيس التنفيذي للشركة جورج بينتر، على عالم الفيروسات مارك دينيسون من جامعة فاندربيلت في ناشفيل، تينيس لاختباره ضد فيروسات كورونا (سارس).
حاليا وبعد نجاح العقار التجريبي ضد "كوفيد-19"، قدمت شركة Merck بيانات إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA للحصول على ترخيص "الاستخدام الطارئ".
ومن المقرر أن تجتمع لجنة استشارية لإدارة الغذاء والدواء في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني لمناقشة طلب ترخيص الاستخدام الطارئ، وتحديد جدول زمني ليكون الدواء متاحًا بحلول نهاية العام.
إضافة إلى ذلك، تخطط الشركة للتقدم بطلب للاستخدام في حالات الطوارئ أو ترخيص التسويق في بلدان أخرى خلال الأشهر المقبلة.
نتائج مولنوبيرافير ضد كورونا
توصلت شركة الأدوية Merck، عبر تجربة عالمية، إلى أن عقار مولنوبيرافير التجريبي المضاد للفيروسات يقلل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة من COVID-19 بنحو 50%.
وفقا لموقع medicalnewstoday، فإنه خلال المرحلة الثالثة من تجربة الشركة الرائدة أعطى العلماء مولنوبيرافير أو دواء وهمي لـ775 شخصًا.
وكان اختبار جميع المشاركين إيجابيين للإصابة بعدوى SARS-CoV-2 وشهدوا أعراضًا خفيفة إلى معتدلة لكورونا لم تبدأ قبل أكثر من 5 أيام.
كان لدى كل مشارك عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بالفيروس التاجي الشديد ولكن لم يتم إدخاله إلى المستشفى، وتضمنت تلك العوامل السمنة والعمر فوق 60 عامًا والسكري وأمراض القلب.
خصص العلماء 775 مشاركًا بشكل عشوائي لواحدة من مجموعتين، واحدة تلقت مولنوبيرافير والأخرى دواء وهمي، وأخذ المشاركون الكبسولات مرتين في اليوم لمدة 5 أيام.
من بين 385 مريضًا تناولوا مولنوبيرافير، تم إدخال 28 مريضًا إلى المستشفى مقارنة بـ53 مريضًا في مجموعة الدواء الوهمي.
أيضا توفي 8 من المشاركين في مجموعة الدواء الوهمي، بينما كان جميع الذين تلقوا مضادات الفيروسات على قيد الحياة في نهاية فترة الدراسة التي استمرت 29 يومًا.
الآن تم إيقاف التوظيف في الدراسة بسبب هذه النتائج الإيجابية للغاية، حيث قدمت الشركة المصنعة طلبًا إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)؛ للحصول على إذن استخدام في حالات الطوارئ.
صحيح أن تجربة الشركة للعقار كانت صغيرة، لكن هذه النتائج الإيجابية أدت إلى اندفاع البلدان للاشتراك في الحصول على إمدادات الدواء.
وافقت الولايات المتحدة على شراء 1.7 مليون دورة من molnupiravir مقابل 1.2 مليار دولار أمريكي.
كما أبرمت أستراليا وكوريا الجنوبية وسنغافورة اتفاقيات شراء، وتنظر وكالة الأدوية الأوروبية في مراجعة متجددة للعقار.
أيضا أبرمت الشركة اتفاقيات ترخيص مع 5 شركات هندية لتصنيع الأدوية الجنيسة، وتسمح هذه الصفقات للمصنعين بتحديد أسعارهم الخاصة في الهند و100 دولة أخرى ذات دخل متوسط ومنخفض.
مخاوف تتعلق بسلامة مولنوبيرافير
وعلى الرغم من التفاؤل المنتشر بعد نتائج الدراسة، أثار بعض الخبراء مخاوف بشأن سلامة الدواء الذي يعمل عن طريق التسبب في حدوث طفرات.
نظرًا لأن مولنوبيرافير يتسبب في تحور الحمض النووي الريبي الفيروسي، فهناك مخاوف من أنه قد يتسبب في حدوث طفرات في الخلايا المضيفة أيضًا.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على مزارع الخلايا الحيوانية طفرات في الخلايا المعالجة بالمولنوبيرافير.
وأدى ذلك إلى مخاوف من أن الدواء قد يسبب السرطان أو تشوهات الولادة، لذا يوصي مؤلفو دراسة الخلايا الحيوانية بتقييم هذه القدرة المطفرة في الجسم الحي، مع التركيز على الخلايا سريعة الانقسام والمراقبة المستمرة لتقييم الآثار الجانبية المحتملة للسموم الجينية.
وعلق الدكتور سايمون كلارك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة ريدينج: "تم توجيه الأشخاص المشاركين في التجربة إلى الامتناع عن ممارسة الجنس أو استخدام وسائل منع الحمل، ما يعني أن الدواء لديه القدرة على التسبب في تشوهات خلقية في حالة الحمل".
لكن البروفيسور ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت، كان أقل قلقًا بشأن الآثار الجينية المحتملة.
وقال شافنر لـ medicalnewstoday: "من المؤكد أن إدارة الغذاء والدواء لن تسمح بإجراء تجارب إكلينيكية على البشر إذا كانوا يعتقدون أن هناك أي خطر معقول، كما أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات عدم وجود آثار ضارة".
تنطبق هذه النتائج الإيجابية على الأشخاص الذين تلقوا مولنوبيرافير بعد فترة وجيزة من ظهور أعراض خفيفة إلى معتدلة، لكن تجربة سابقة أظهرت عدم وجود فائدة في إعطاء الدواء للمرضى الموجودين بالفعل في المستشفى بسبب كورونا.
وعلق شافنر: "كعلاج مبكر، يمكن أن يوفر مولنوبيرافير فرصة أخرى للوقاية من مرض خطير، إذ يبدو أن منع الفيروس من التكاثر في مرحلة مبكرة مفيد للغاية".
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز