لوموند: طرابلس انتحرت دبلوماسيا بالتحالف مع تركيا
الصحيفة الفرنسية رأت أنه مثلما حدث في شمال سوريا، فإن أوروبا ستدفع ثمن فشلها بإطلاق يد تركيا في الأزمة الليبية التي تسعى لتفاقمها.
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الإثنين، أن حكومة طرابلس غرب ليبيا، انتحرت دبلوماسياً عندما قررت التحالف مع تركيا لتنقذ نفسها عسكرياً.
ورأت الصحيفة الفرنسية أنه وسط الفشل الأوروبي وعجز المجتمع الدولي أمام الأزمة الليبية، فإن حكومة فايز السراج انتحرت دبلوماسياً بالسماح بالتدخل العسكري في ليبيا.
وقالت إن "هذا التدخل التركي المعلن في ليبيا، يعتبر مصدر إزعاج وانقسام بين أنقرة وبقية دول حلف شمال الأطلسي بعد أسابيع فقط من بدء تركيا عمليتها العسكرية في شمال سوريا، وتوقيع الاتفاقية البحرية بين طرابلس وأنقرة، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي أثارت قلق الاتحاد الأوروبي".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "مثلما حدث في شمال سوريا، فإن أوروبا ستدفع ثمن فشلها بإطلاق يد تركيا في الأزمة الليبية التي تؤدي إلى تفاقمها".
وأوضحت أن "تهديد التدخلات الأجنبية في النزاع الليبي يهدد التوازن البحري في شرق البحر المتوسط، واستقرار منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي، كما أن انقسام أوروبا يحرمها من لعب دور محوري في المنطقة".
ورأت "لوموند" أن هناك كارثة جيوسياسية تلوح في الأفق في أوروبا الجنوبية في ظل النظرة العاجزة للمجتمع الدولي، لا سيما الأوروبي الذي فشل بشدة في إدارة الملف الليبي الغارق في الفوضى منذ عام 2011، مشيرة إلى أن "تلك الأزمة تهدد بانفجار إقليمي له عواقب وخيمة غير متوقعة في منطقة البحر المتوسط".
وأضافت الصحيفة: "كما هو الحال مع الأزمة السورية، فإن الانشقاقات الداخلية لعملاق شمال أفريقيا (ليبيا)، المنقسمة يتم استغلالها وتعميقها من خلال التدخل الأجنبي الذي يتصاعد، لا سيما التركي".
ولفتت إلى أن إحدى الدول التي تؤجج هذا الصراع وتسعى لتدويل الأزمة الليبية هي تركيا، في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يجمع بين الانجراف السلطوي مع إغراء الأطماع التوسعية بشكل متزايد في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت "لوموند" أن أردوغان أطلق عدة تصريحات عسكرية بشأن ليبيا خلال الأيام الأخيرة، ملوحاً بإرسال قوات لمساعدة حكومة السراج، فيما تشير عدة تقارير إلى تحرك مليشيات سورية موالية لتركيا إلى طرابلس، لتمهيد الوضع للقوات التركية التي ستغزو طرابلس يناير/كانون الثاني المقبل.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه فيما تزعم تركيا أنها تريد مساعدة حكومة السراج، استجابة لطلبه، فإن الهدف الحقيقي لأردوغان هو أطماعه التوسعية في المنطقة.
وشددت على ضرورة دق ناقوس الخطر في مواجهة التوغل التركي الذي يهدد بإغراق ليبيا في دوامة التدخل الأجنبي، الذي يهدد التوازن الدولي وأمن شرق البحر المتوسط، بل يهدد أيضاً استقرار منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي بأكملها.
كما دعت الصحيفة الفرنسية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الوحدة، لاعتماد قرار واحد يدعو إلى إنهاء المعركة في طرابلس، والالتزام بفرض تطبيق قرار حظر الأسلحة الذي اتخذته عام 2011.
ورأت أن الانشقاقات بين فرنسا وإيطاليا في الملف الليبي حرمت أوروبا من أن يكون لها دور فعال في حل الأزمة، وذلك رغم الدور التطوعي الذي يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.