«طفل موندوروكو» يوقف قمة المناخ.. لحظة غيرت مسار COP30
وسط توتر الاحتجاجات أمام مقر COP30، خطف طفل صغير الأضواء حين حمله رئيس القمة، ليصبح رمزا مؤثرا لمعاناة الشعوب الأصلية وصوتا صامتا يطالب بالعدالة والإنصات.
في مشهد غير مسبوق داخل مؤتمر COP30 ببيليم، حاصر أفراد من شعب موندوروكو مدخل القمة مطالبين بإيصال صوت الشعوب الأصلية للرئاسة البرازيلية، ما دفع المسؤولين لاجتماع طارئ وسط توتر متصاعد.
حاصر متظاهرون يطالبون بلقاء رئيس البرازيل لمناقشة محنة الشعوب الأصلية المدخلَ الرئيسي لمكان انعقاد مؤتمر COP30 في بيليم لعدة ساعات، ما أسفر في النهاية عن عقد اجتماع استثنائي مع أندريه كوريا دو لاغو، رئيس القمة.

وشارك في الاحتجاج نحو 50 فردا من شعب موندوروكو، أحد الشعوب الأصلية في حوض الأمازون، حيث أغلقوا المدخل بدعم من منظمات بيئية دولية. واصطفت خلفهم كتيبة كبيرة من شرطة مكافحة الشغب مزودة بالدروع والجنود والمركبات العسكرية.
وتجمع عدد كبير من المندوبين والصحفيين حول المتظاهرين، بينما كان أفراد موندوروكو يهتفون ويغنون ويرفعون لافتات كتب عليها: "أراضي موندوروكو الأصلية مقدسة"، و"كفى غزوا وازدراء"، و"لا للسياحة المفترسة في أراضي موندوروكو". وكان بين الحشود رجال يحملون أطفالا وآخرون يحملون أقواسا وسهاما.

وطالبت المجموعة بالتحدث مباشرة إلى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلا أنها قبلت بدلا من ذلك لقاء دو لاغو، المسؤول الهادئ الذي أمضى أكثر من ساعة يستمع إلى ممثلي المجموعة ويتفاعل معهم. وفي إحدى اللحظات، شوهد يحمل طفلا من أطفالهم تضامنا، وفقا لصحيفة الغارديان.

وقال أحد المتظاهرين: "نطالب بحضور الرئيس لولا، لكننا لا نستطيع ذلك كالعادة. لطالما منعنا، ولم ينصت إلينا أحد. تقام المشاريع التجارية دون استشارتنا، وتستثمر الموارد من دون أن يسمع صوتنا".
وأعرب متظاهرون آخرون عن استيائهم من خصخصة أنهارهم لأغراض تجارية، معتبرين هذا الإجراء تهديدا مباشرا لأسلوب حياتهم، كما تحدثوا عن تعرضهم لإزالة الغابات والتعدين ونفوق الأسماك بسبب التسمم بالزئبق.

وقال أحد المتحدثين للحشد: "هذا ليس اجتماعا للتفاوض. لا نفاوض على حياة أطفالنا. حياتنا هي موندوروكو. نحن هنا للمطالبة والنضال ورفع صوتنا". وأضافت متظاهرة: "الدستور لا يحترم حقوق الشعوب الأصلية. خصخصة الأنهار تنتهك حقنا في الحياة وثقافتنا. النهر بالنسبة لنا مقدس، هو حياتنا".

وبعد الاستماع، أمسك دو لاغو بيدي اثنين من المتظاهرين وقاد المجموعة وسط حشود المتفرجين، فيما اضطر أفراد موندوروكو إلى دفع البعض جانبا لفتح الطريق. بدا رئيس القمة مرهقا، وعندما سئل عما قاله لهم، اكتفى بالرد: "أريد المساعدة، أريد المساعدة".
ثم اصطحب دو لاغو المجموعة إلى مبنى منفصل خلف بوابة محمية، يرجح أنه مكتب رئاسي مؤقت، بانتظار نتائج الاجتماع المغلق.

وأُعيد فتح مقر المؤتمر لاحقا، رغم استمرار الطوابير أمام المداخل. ووصف متحدث باسم الأمم المتحدة الاحتجاج بأنه "مظاهرة سلمية"، مشيرا إلى احتمالية زيادة فترات الانتظار. وتأتي هذه الحادثة بعد أن عبر سيمون ستيل، مسؤول المناخ في الأمم المتحدة، عن مخاوفه إزاء الأوضاع الأمنية وتوفير تكييف الهواء وظروف مكاتب الوفود داخل مؤتمر COP30.


aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTUg جزيرة ام اند امز