كيف تسيطر على الكرة الأوروبية؟.. الأموال ليست كل شيء
تعتمد فلسفة الأندية الكبرى في أوروبا على أكثر من عنصر، فمنها من يعتمد على الأموال، وأخرى تعتمد بشكل أكبر على أكاديمياتها.
في أغلب الأحيان يكون هناك مزج بين هذا الثلاثي، الأموال والأكاديميات والفكر، والاستهانة بأي عنصر من تلك العناصر يؤدي في نهاية المطاف إلى الفشل في تحقيق الأهداف المرجوة.
بين قواعد بايرن وإنفاق باريس
على سبيل المثال، تعتبر الأموال عنصرا رئيسيا لأي ناد، فبعيداً عن فكرة الإنفاق الهائل على الصفقات والذي يميز ناد عن آخر، فإن هناك نظام الرواتب.
في بايرن ميونخ الألماني هناك ضوابط معينة تخص نظام الرواتب لا مجال للمساس بها، وهي تلك الضوابط التي تسببت في خسارة النادي لنجوم من أمثال توني كروس وديفيد ألابا الذين رفضوا الوقوف عند سقف رواتب النادي.
روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن الحالي، ارتبط اسمه هو الآخر بالرحيل عن ملعب أليانز أرينا، بحثاً عن راتب أعلى، في ظل ارتباطه بريال مدريد الإسباني وبعض أندية الدوري الإنجليزي.
نظام الصفقات الباهظة يميز ناد عن آخر، وهو ما دفع باريس سان جيرمان الفرنسي لإنفاق 400 مليون أو أكثر في صفقتي نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي في صيف 2017.
وعلى الرغم من ذلك فشل باريس في الهيمنة على أوروبا، وكان إنجازه الأكبر هو السقوط في نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 بالخسارة 0-1 أمام بايرن ميونخ.
باريس يعاني من قلة الفكر، فلا توجد فلسفة فنية واضحة تضعها إدارة النادي، والتي واجهت تهمة التدخل في عمل المدربين الناجحين الذين سبق لهم قيادة الفريق، مثل كارلو أنشيلوتي ولوران بلان وأوناي إيمري وتوماس توخيل.
بين الأكاديميات والفكر
بالنسبة للأكاديميات، هناك العديد من الأندية التي تعتمد عليها بشكل أساسي، مثل برشلونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد وروما وريال سوسيداد وأرسنال وموناكو.
تلك الأكاديميات تزيل حملاً ثقيلاً من على الإدارة كلما كانت قادرة على إخراج نجوم كبار، فهذا يجعل لدى النادي مخزونا ذاتيا من المواهب من جانب، وأصول للاستثمار فيها من جانب آخر مستقبلاً.
في بايرن ميونخ على سبيل المثال، هناك أولوية للمدرب صاحب الفكر، حيث تعوض إدارة العملاق البافاري عدم الإنفاق الباهظ على الصفقات بأفكار المدربين، والاستعانة أحياناً بنجوم الأكاديمية الواعدين، وآخرهم جمال موسيالا.
في فرق مثل برشلونة وريال مدريد، الأولوية لفكر المدرب، ثم للصفقات، رغم حقيقة أن العملاقين تأثرا جداً في آخر عامين بسبب الأزمات الاقتصادية متعددة الأسباب، ولكنهما يحاولان الاستعانة بأبناء الأكاديميات، وهو أمر نجحا فيه بالفعل عبر لاعبين من أمثال أنسو فاتي وناتشو.
في النهاية أثبتت السنوات الأخيرة أنه لا يمكن لنادٍ أوروبي كبير يريد أن يصعد لمنصة التتويج بالكأس ذات الأذنين أن يتجاهل أي عنصر من العناصر الـ3، فلاعب مثل كينجسلي كومان صاحب هدف فوز بايرن بدوري أبطال أوروبا 2020، كان أحد أبناء أكاديمية باريس، لكنه لم يجد فرصة فبحث عنها في يوفنتوس ثم وجدها في بايرن فكان صاحب أهم أهداف العالم في 2020.
الأندية صاحبة أهم النجاحات في أوروبا في آخر 20 عاماً، مثل برشلونة وبايرن وريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر سيتي وتشيلسي، كلها اتجهت للإنفاق الباهظ، ولكنها أيضاً اعتمدت على الأكاديميات وقبل ذلك الفكر، المتمثل في عقول مدربين عظماء من أمثال بيب جوارديولا ويوب هاينكس وهانز فليك وزين الدين زيدان ويورجن كلوب وماسيمليانو أليجري وأنطونيو كونتي وتوماس توخيل ومانويل بيلجريني.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز