بأموال العراقيين.. صفقة طائرات مسيرة لتسليح مليشيات إيران
العراق يتعاقد على صفقة طائرات مسيرة مقاتلة بعيدة المدى بشكل صوري بينما تحصل عليها إيران بغرض تسليح المليشيات ونقل جميع معلومات التصنيع.
لم تكن الزيارات المتبادلة بين العراق وإيران، خاصة العسكرية منها، طبيعية، بل كانت تخفي خلفها مخططا للالتفاف على العقوبات الأمريكية على طهران، التي تسعى حاليا وتحت غطاء بغداد إلى تسليح مليشياتها وتطوير صناعاتها العسكرية ودعم مشروعها الإرهابي التوسعي بالشرق الأوسط.
وكشف سياسي عراقي بارز عن شراء إيران طائرات مسيرة مقاتلة بعيدة المدى من الصين بأموال العراقيين وباسم وزارة الدفاع العراقية لغرض تسليح مليشيات الحشد الشعبي ونقل جميع معلومات التصنيع إلى طهران لتعيد إنتاجها بمصانعها.
وقال السياسي العراقي مثال الآلوسي، لـ"العين الإخبارية": "في موازنة العراق للعام الحالي ٢٠١٩ خُصص مبلغ قدره ٦٠٠ مليون دولار أمريكي من قبل بنك الصادرات الدولية لوزارة الدفاع العراقية حسب نظام الدفع الآجل، ويسدد هذا المبلغ للبنك بعد مرور ٤ سنوات وفق فوائد معينة ونصوص وقع عليها العراق".
وأشار الآلوسي إلى أن وزارة الدفاع تستغل هذا المبلغ لشراء الأسلحة والأعتدة والمعدات العسكرية.
وأوضح أن "الوزارة خصصت ٣٠٠ مليون دولار من هذا المبلغ لقيادة طيران الجيش بهدف شراء طائرات مسيرة مقاتلة بدون طيار من طراز CH5 إنتاج شركة بولي الصينية، وتصل مسافة طيرانها إلى ٢٠٠٠ كيلومتر، وتحمل ١٦ صاروخا موجها باليزر".
ومن المقرر أن يجري قائد سلاح طيران الجيش العراقي الفريق الركن الطيار حامد المالكي زيارة إلى الصين على رأس وفد عسكري عراقي خلال الأسبوعين المقبلين لتوقيع عقد شراء هذه الطائرات واستلام 3 طائرات منها عند توقيع الصفقة مع الجانب الصيني، وفق المصدر ذاته.
وأوضح الآلوسي أن "إيران تشتري من الصين السلاح عن طريق عملائها في بغداد، ويكون الاستلام عراقيا، لكن الاستخدام يكون تحت سيطرة طهران ومليشياتها".
وتابع: "تنقل إيران جميع معلومات تصنيع هذه الطائرات لها لتستنسخ صناعتها وهو أمر ليس معقدا، فضلا عن وضعها تحت سلطة المليشيات في العراق لاستخدامها في إصابة أهداف تريدها طهران".
وتساءل الآلوسي: "هل تتضمن الصفقة أدوات احتياطية أو عتادا أو قذائف مثلا؟ ولماذا هذا التوقيت والتسريع؟ في وقت العالم فيه منشغل بالمظاهرات في العراق".
وأكد الآلوسي أن "الصفقة تعطي دورا للمليشيات لمهاجمة أهداف خليجية".
وبحسب مصادر، فقد نقلت إيران خلال الأشهر الماضية الآلاف من صواريخها وطائراتها المسيرة إلى العراق بالتعاون مع مليشيات الحشد الشعبي، خصوصا مع المليشيات الرئيسية المتمثلة بكتائب حزب الله العراق وعصائب أهل الحق وبدر والنجباء وكتائب الإمام علي والخراساني وكتائب سيد الشهداء.
وخزنت إيران هذه الصواريخ بمقار ومواقع خاضعة لسيطرة هذه المليشيات والقوات الأمنية العراقية وفي مباني المصانع المتوقفة عن العمل داخل المدن العراقية.
وافتتحت العديد من المصانع لتجميع الصواريخ وصناعتها في المدن العراقية مع إنشاء مصنعين رئيسيين في العراق لصناعة وتجميع هذه الصواريخ.
ويقع المصنعان الرئيسيان لصناعة وتجميع الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية جنوب بغداد؛ الأول يقع في منطقة جرف الصخر ٦٠ كيلومترا جنوب غرب بغداد، أما الثاني فيقع في مطار النجف في محافظة النجف، الذي يحتضن موقعا لصناعة وتجميع الصواريخ، وتُنقل قطع غيار الصواريخ الإيرانية إلى هذا المطار وتُجمع فيه مباشرة.
وتعمل إيران من خلال تجميع وصناعة الصواريخ في العراق على إيهام العالم وكي لا تتحمل مسؤولية الهجمات التي تنفذ بها.
وبحسب الآلوسي، تعتمد مليشيات الحشد الشعبي على مهندسي التصنيع العسكري العراقيين القدامى الذين اغتالت إيران ومليشياتها عددا كبيرا منهم لإخافتهم وإجبار الباقين على العمل معها لتستفيد من خبراتهم.
ولفت إلى أن "مليشيا الحرس الثوري أخذت من هؤلاء أسرار الصواريخ العراقية وطورتها بالتعاون مع الآخرين".
وتعتمد مليشيا الحرس الثوري على ما يستحوذ عليه الحشد الشعبي من أموال داخل العراق، تحصل عليها من ميزانية الدولة، وصفقات الفساد الكبيرة وتزييف العملات والتهريب وتجارة المخدرات والبشر وتهريب النفط والسيطرة على المنافذ الحدودية والأرصفة البحرية وعمليات غسل الأموال.
وتلعب الطائرات المسيرة دورا بارزا ضمن تهديدات إيران سواء لحركة الملاحة الدولية أو شن ضربات ضد منشآت مدنية أو نفطية على غرار مضختي نفط في السعودية 14 سبتمبر/أيلول الماضي.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز