جدري القرود يعمق الكراهية ضد المثليين عبر العالم.. فما السر؟
يخشى حقوقيون من أن يؤدي جدري القرود إلى زيادة كراهية المثليين في العالم، بعدما شكل مهرجان لهم في جزر الكناري البؤرة الأولى لتفشي المرض.
وكشفت وسائل إعلام الأسبوع الماضي، أن مهرجانا ضخما للمثليين في جزر الكناري، حضره 80 ألف شخص، يعتقد أنه كان وراء انتشار "جدري القرود" في العالم.
وأوضحت أن الجهات الصحية في جزر الكناري تجري تحقيقات بشأن تورط مهرجان "ماسبالوماس برايد" في نشر "جدري القرود" في العالم، مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص من بريطانيا وجميع أنحاء أوروبا كانوا من بين المشاركين.
وأضافت: "عدد من الحالات التي ثبتت إصابتها بفيروس جدري القرود في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، كانوا ممن حضروا الحفل.
وتقول هيئات صحية أوروبية إن معظم الحالات المرتبطة بفيروس القرود في أوروبا كانت بين رجال مارسوا الجنس مع رجال، بحسب السلطات في بريطانيا وإسبانيا وألمانيا والبرتغال. كما أشار كبير مستشاري منظمة الصحة العالمية إلى أن تفشي المرض كان على الأرجح ناتجًا عن نشاط جنسي في حدثين جماعيين أخيرين في أوروبا.
وبينما تستعد إسبانيا لانطلاق مهرجان ضخم للمثليين مطلع يوليو/ تموز المقبل، فإن البلاد سجلت حتى الآن 84 حالة مؤكدة في البلاد مرتبطة بفيروس "جدري القرود" وهو أعلى رقم في أوروبا.
وتم تأكيد 51 حالة في العاصمة الإسبانية مدريد، وكلها بين الرجال. وزار جميع الرجال إما ساونا في مدريد، أو حدثا احتفاليا للمثليين في جزر الكناري، أو حفلات خاصة في المدينة، وفقا لمتحدث باسم وزارة الصحة في المدينة.
وتعتقد السلطات أن جدري القرود تم إدخاله إلى إسبانيا من شخص سافر من المملكة المتحدة. وقال أنطونيو ثاباتيرو، وهو مسؤول صحي كبير في مدريد، إن تتبع المخالطين يجب أن يمتد إلى ستة أسابيع وهي الفترة التي تسبق أن يشعر الشخص بتوعك وتظهر عليه الأعراض.
وخلال العامين الماضيين، وضعت السلطات الإسبانية قيودا على ذلك المهرجان بسبب إجراءات قيود كورونا. ويقول منظمو المهرجان إن آخر احتفال بمسيرة فخر المثليين قبل تفشي الوباء في مدريد، كان في عام 2019 واجتذب ما يقرب من 1.6 مليون مشارك، على الرغم من أن الشرطة قدرت عدد المشاركين بنحو 400 ألف مشارك.
وبدوره أكد ماريو بلازكيز، منسق البرامج الصحية لجمعية LGBTQ COGAM في مدريد، لوكالة أسوشيتيد برس، أنه قلق من أن مسيرة المثليين القادمة يمكن أن تجابهها مشاكل بسبب مخاوف من فرض الهيئات الحكومية طوارئ صحية، تتضمن قيودا على تنظيمها.
وجدري القرود عدوى فيروسية نادرة مشابهة للجدري البشري، على الرغم من أنها أخف في الأعراض. وسجلت إصابات بالفيروس لأول مرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي. وزاد عدد الحالات في غرب أفريقيا في العقد الماضي.
وتم اكتشاف فيروس جدري القرود، الذي يسبب عادة عدة أعراض تشبه الإنفلونزا يليها طفح جلدي يشبه جدري الماء، في أكثر من 20 دولة خارج أجزاء أفريقيا حيث يتوطن. وأبلغت دول من بينها إسبانيا والمملكة المتحدة عن عشرات الحالات، بينما لم يبلغ عن وقوع وفيات.
وجدري القرود لديه فترة حضانة تصل إلى 21 يوما، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. ويقول علماء الأوبئة إن عدد الحالات في جميع أنحاء العالم يشير إلى تفشي المرض منذ أسابيع أو حتى أشهر.
ويظهر جدري القرود عادةً بأعراض تشمل الحمى والصداع وآلام العضلات والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية. ثم يتطور المرض إلى طفح جلدي يمكن أن ينتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم مثل الوجه أو العينين أو اليدين أو القدمين أو الفم أو الأعضاء التناسلية.
ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط، وذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.