جدري القرود والحزام الناري.. علماء يفندون مزاعم الأصل الواحد
نفى خبراء صحيون تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي تزعم أن جدري القرود هو نفسه مرض "الهربس النطاقي" المعروف باسم "الحزام الناري".
وأكد الخبراء أن "الحزام الناري"، يختلف عن جدري القردة في جوانب كثيرة، بما في ذلك عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بهما، وكيفية ظهور الطفح الجلدي المصاحب لهما.
وقال الأستاذ المساعد في قسم الطب التجريبي في جامعة مكجيل، في كندا، دون فينه، إن "هناك اختلافات كبيرة بين جدري القردة والهربس النطاقي". وأضاف لوكالة رويترز أنه "على الرغم من أن كلاهما فيروسات، إلا أنهما ينتميان لعائلات فيروسية مختلفة".
من جانبه، قال بوغوما كابيسن تيتانجي، زميل الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة إيموري، في ولاية جورجيا الأمريكية، إن "الحزام الناري يسببه نفس الفيروس الذي يسبب الجدري المائي، وهو ليس من نفس عائلة الفيروس الذي يسبب جدري القردة".
أما سيث بلومبرج، أستاذ الطب المساعد في جامعة كاليفورنيا، فقال إن جدري القردة هو عدوى تنتج عن ملامسة شخص أو حيوان مصاب، بينما الحزام الناري هو إعادة تنشيط للفيروس الذي يسبب جدري الماء".
وأضاف "ترتبط عوامل الخطر المعروفة لجدري القردة في الغالب بالتعرض للأشخاص أو الحيوانات المصابة، في حين أن عوامل الخطر للهربس النطاقي هي الشيخوخة، والتثبيط المناعي".
وعلى الرغم من أن كلا المرضين يسببان طفحًا جلديًا مصحوبًا ببثور صغيرة، إلا أن هناك اختلافات في نوع الطفح الجلدي وتوزيع البثور على الجلد.
وقال بلومبرج: "يميل الحزام الناري إلى التأثير على شريط واحد ضيق من الجلد على جانب واحد فقط من الجسم، في حين أن جدري القردة يمكن أن يؤثر على الجسم بأكمله".
وعادة ما يسبب الحزام الناري الألم أو الوخز أو الانزعاج قبل ظهور البقع الجلدية التي تسمى "الحويصلات"، وهي عبارة عن بثور صغيرة من السوائل.
وتكون البقع التي يخلفها الحزام الناري عادة موضعية، رغم أنها في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تشمل أكثر من مكان واحد على الجلد "بل يمكنها حتى أن تشمل الجسم بأكمله في حالات نادرة" على حد تعبيره. ويمكن أن تميز الاختبارات بين المرضين، حيث يمكن استخدام تقنيات تضخيم الحمض النووي مثل اختبار PCR للتمييز بين الفيروسين.
وأثار تفشي مرض جدري القردة مؤخرا في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا والشرق الأوسط حيرة خبراء الصحة وعزز المخاوف من احتمال انتشار المرض على نطاق أوسع. وجدري القردة الذي كان في السابق مقصوراً على غرب ووسط أفريقيا، مرض ينتقل بشكل أساسي إلى الإنسان من الحيوانات.
وتزايدت الإصابات بجدري القردة خارج أفريقيا منذ أن أعلنت بريطانيا اكتشاف أول إصابة في الثامن من مايو/ أيار الجاري. وكشفت منظمة الصحة العالمية، أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 200 حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 20 دولة لا يُعرف عنها عادةً تفشي المرض غير المعتاد.
ويظهر جدري القرود عادةً بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا بما في ذلك الحمى والصداع وآلام العضلات والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية. ثم يتطور المرض إلى طفح جلدي يمكن أن ينتشر إلى أجزاء مختلفة من الجسم مثل الوجه أو العينين أو اليدين أو القدمين أو الفم أو الأعضاء التناسلية.
ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط، وذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.
وجدري القرود لديه فترة حضانة تصل إلى 21 يوما، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. ويقول علماء الأوبئة إن عدد الحالات في جميع أنحاء العالم يشير إلى تفشي المرض منذ أسابيع أو حتى أشهر.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز