جدري القرود.. وباء يُدخل العالم سباق اللقاحات مجددا
دخلت شركة "بافاريان نورديك" –المُصنِّع الوحيد للقاح المعتمد للوقاية من جدري القرود- محادثات لتزويد البلدان المنتشرة بها العدوى.
جدري القرود
وجدري القرود عبارة عن مرض فيروسي تشمل أعراضه الحمى والصداع والطفح الجلدي، وعادة ما تكون خفيفة.
وهناك سلالتان رئيسيتان الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة؛ إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10%. والأخرى هي سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها نحو 1% فقط.
وتم رصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق، وتكثر الإصابات به في غرب ووسط أفريقيا، ونادراً ما انتشر المرض في أماكن أخرى؛ لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق.
وتعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
30 مليون جرعة سنويًا
المدير المالي هنريك جويل قال في مقابلة هاتفية مع بلومبرج، إن إنتاج الشركة الدنماركية يمكن زيادته إلى 30 مليون جرعة سنوياً إذا لزم الأمر.
وأضاف: "من الواضح بالنسبة لنا كيف تعلمت الحكومات دروساً من كوفيد وهي حريصة على أن تكون مستعدة بشكل جيد... نحن على استعداد لتغيير جدول الإنتاج لدينا حتى نتمكن من المساعدة في تقديم الجرعات في مهلة قصير".
وقد تمت الموافقة على استخدام لقاح يُستعمل ضد مرض الجدري تنتجه "بافاريان نورديك" في الولايات المتحدة وكندا ليستخدم ضد جدري القرود، وقد تم استخدامه أيضاً في أوروبا من دون تصريح. ووفقاً لجويل، تعمل الشركة للحصول على الموافقات لاستخدام المنتج ضد جدري القرود في الاتحاد الأوروبي والأسواق الكبيرة الأخرى. يذكر أن الجدري مرتبط بجدري القرود لكنه أقل خطورة.
عادة ما يتوطّن جدري القرود في بعض أجزاء الغابات في وسط وغرب أفريقيا، لكنه انتشر في الأسابيع الأخيرة في العديد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة. إذ نشأت بعض الحالات في أوروبا من انتقال محلي.
أوروبا المشتري الأبرز
من جانبها أشارت شركة "بافاريان نورديك"، إلى أنها وقعت عقد تسليم مع دولة أوروبية لم تكشف عنها. وقال جويل إن المشترين المحتملين هم في المقام الأول في أوروبا، وقد عمل موظفو "بافاريان نورديك" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي لتحديد ما يمكن للشركة أن تقدمه لمختلف الحكومات.
وأضاف المدير المالي أنه من غير المحتمل أن يرتفع الطلب فوق سعة "بافاريان نورديك" البالغة 30 مليون جرعة- التي ستغطي 15 مليون مريض يحصل كل منهم على جرعتين. لكن إذا حدث ذلك، فقد تتعاقد الشركة مع صانعي لقاحات آخرين لتوسيع سعتها الإنتاجية، وهي عملية قد تستغرق من ستة إلى 12 شهراً، على حد قول جويل.
ووفقاً لـ"منظمة الصحة العالمية"، سيكون لدى كبار السن مناعة وقائية ناتجة عن التطعيم السابق ضد الجدري والذين تم تحصينهم ضمن برنامج القضاء على مرض الجدري منذ عقود.
بريطانيا توفر لقاحا مضادا
فيما سجلت بريطانيا 9 حالات من سلالة غرب أفريقيا حتى الآن. وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية: إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.
وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فاعلة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقد تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو/ أيار لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا؛ حيث يتوطن جدري القرود.
ومنذ ذلك الحين، سجلت البرتغال 14 حالة، وأكدت إسبانيا سبع حالات. كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما. وسجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة وتشتبه في حالتين أخريين.