"الحوثي" يحرم اليمنيين من أكلات تهامة الشهية بـ"قطع الأوصال"
تعد "الأكلات التهامية" من ألذ أطعمة اليمنيين خاصة المُعدَّة في أسواق الحديدة، لكنها باتت بعيدة عن متناول الكثيرين إثر عزل الحوثي للمحافظة.
وتمنع عسكرة مليشيات الحوثي لمدينة الحديدة (غرب)، التي تعرف بعروس البحر الأحمر، قدرة اليمنيين على الوصول إلى مطاعمها الشعبية، لا سيما غلق الطرقات وتفخيخها، وملاحقة المدنيين بتهم كاذبة.
وتعد سوق الصبالية في مدينة الحديدة، غربي اليمن- قبل الحرب الحوثية- من الأماكن التي يتم فيها إعداد أشهى الأكلات التهامية وأطيبها مذاقاً.
وما يميّز هذه السوق، هو إعداد وجبة "السمك المقلي"، أو ما يتم تسميتها اختصاراً بـ"المقلي"، وهي وجبة شعبية عبارة عن طهي قطع الأسماك على الجمر والفحم، داخل صحون فخارية، مع إضافة أنواع معينة من التوابل والبهارات، ما يجعلها ذات مذاق طيب.
وتعد الفتّة التهامية، إحدى الوجبات التي يتم تقديمها، في المطاعم الشعبية في السوق الشهيرة، بطريقة فريدة، تجعل مَن يتذوقّها يحرص على التردد على المكان متى حانت له فرصة زيارة المحافظة.
وبجانب "الفتّة التهامية والمقلي"، هناك أكلات تهامية يومية ذات رواج وشهرة واسعة يمنياً تسلط "العين الإخبارية" الضوء عليها في هذا التقرير.
الفتة التهامية واللحم المزموم
تتصدر الفتّة التهامية الأكلات الشعبية في عموم المدن اليمنية.
وهناك طريقتان لإعداد الفتّة التهامية، الأولى من الخبز المعد من حبوب الدخن، مضافاً إليه العسل والقشطة، والثانية الفتّة المكوّنة من الخبز المعد من حبوب الدخن أيضاً مع اللحم بقطع صغيرة، مضافاً إليها المرق، وتسمى "حارق".
ويتم تناولها إلى جانب "اللحم المزموم" وهو وجبه تهامية أخرى يتم من خلالها إنضاج اللحم داخل لفائف من الورق المقوى، في أفران تقليدية، مصنوعة من الطين.
وقال المواطن اليمني عبدالرحمن فتيني لـ"العين الإخبارية" إن وجبتي اللحم المزموم والفتّة التهامية، من الأكلات الشعبية المشبعة والمشهورة في تهامة وتعد جزءا من الوجبات اليومية.
السمك المدخن
خلافاً عن "المقلي"، تعد الأسماك المدخنة من الوجبات الشعبية في تهامة، ويتم إعدادها من أسماك الباغة الصغيرة، داخل أفران تقليدية، وتقدّم في وجبتي الإفطار والعشاء إلى جانب الجبن البلدي الممزوج بالفلفل الحار.
ورغم أن الأسماك المعدة بهذه الطريقة منتشرة في أغلب المدن اليمنية، إلا أن الأسماك المدخنة تقتصر على نوع معين وهي ما تسمى "الباغة"، و يضاف إلى أحشائها الملح فقط.
وجبة "الكبان"
داخل زقاق ضيق بالحي القديم في مدينة الخوخة اليمنية، يجلس مجموعة من الصبية لبيع أطعمة يمنية تقليدية، في مسيرة كفاح، يتوارثونها جيلا بعد آخر.
ومن تلك الوجبات التي يتم بيعها ضمن وجبات الإفطار والعشاء "الكبان" وهي وجبة تهامية تتكون في الأساس، من حبوب "الدجر" المطحون، مضافا إليها الزبادي والدقيق من أصناف أخرى من الحبوب، فضلا عن قليلا من الملح لتعديل مذاقها.
وهذه الوجبة يتم تحضيرها من خلال خلط المكونات، مع المياه، وتوضع على النار، إذ يتم تحريكها حتى تنضج، ويتم تقديمها بإضافة قليل من السمن البلدي، أو زيت السمسم.
المخلوطة
وهناك وجبات تهامية أقل شهرة يمنيا كالمخلوطة التي يتم إعدادها من البطاطا المجشورة والبصل والثوم، أو عجينة الدقيق المضاف إليها مكونات أخرى، ويتم غمرها بالزيت حتى تنضج.
وهذه الوجبة من الأطعمة التي يتم تناولها بكثرة في أوقات الصباح في المدن التهامية على البحر الأحمر، هي ذات رواج شعبي واسع لأنها ألذ الأطعمة والأرخص ثمنا.
الحنيذ
ومن الوجبات المشهورة بتقديمها في المدن الساحلية اليمنية "الحنيذ" وهي عبارة عن لحم يتم تغطيته بصفائح من الألومنيوم الرقيق مع إضافة البهارات التي تمنحها نكهة خاصة.
لكن هذه الوجبة التي تقدم خلال فترة الغداء ليست محصورة على تهامة، وإنما في كل المدن اليمنية.
والحديدة هي كبرى حواضر تهامية على البحر الأحمر وتضم ميناء حيويا يحمل الاسم ذاته ويشكل جوهر تدخل الأمم المتحدة في اليمن، ويتهم الحوثيون بدعم إيراني باستغلال المحافظة وموانئها عسكريا لتحقيق مصالحهم المتنوعة على حساب المدنيين.