جدري القردة.. لماذا يخشى العالم من تفشي المرض هذه المرة؟ (خاص)
للمره الثانية، تضطر منظمة الصحة العالمية إلى إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية، وسط مخاوف من أن الوضع هذه المره قد يكون أكثر سوءا.
وتوجد سلالتان رئيسيتان من الفيروس، تسبب النوع الأخف في تفشي المرض عالميا في عام 2022، وأثر على أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، وانتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال الجنسي.
ولكن المخاوف هذه المره سببها ظهور فرع جديد من السلالة الثانية الأكثر فتكا، المتوطنة في وسط أفريقيا، والتي تم اكتشافها مؤخرا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتسببت منذ بداية العام في تسجيل أكثر من 13700 إصابة و450 حالة وفاة بالكونغو، وانتقلت إلى دول أفريقية أخرى، بما في ذلك بوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى وكينيا ورواندا.
وفي الماضي، كانت السلالة الأولى تنتشر عادة عن طريق الأشخاص الذين يتناولون لحوم الطرائد المصابة، بينما خطورة الفرع الجديد منها (clade 1b)، أنها تنتشر من شخص لآخر، غالبا عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن أيضا من خلال الاتصال الجسدي وجها لوجه، أو عن طريق الفراش أو المناشف الملوثة.
وتقول الدكتورة روزاموند لويس، المسؤولة عن تحرك الصحة العالمية بشأن جدري القردة: "يبدو أنه ينتقل بطريقة فعالة، مقارنة بالسلالة الأصلية الثانية والسلالة الأولى".
استجابة دولية منسقة
وقال المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "ظهور فرع جديد من الجدري، وانتشاره السريع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والإبلاغ عن الحالات في العديد من البلدان المجاورة أمر مقلق للغاية، علاوة على تفشي أنواع أخرى من الجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفي بلدان أخرى في أفريقيا، وبالتالي هناك حاجة إلى استجابة دولية منسقة لوقف تفشي هذه الأمراض وإنقاذ الأرواح".
ومن جانبه، يوضح أحمد سالمان، أستاذ علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "اعلان المنظمة لحالة الطوارئ، ليست له علاقة بدرجة خطورة الفيروس، لكنه يهدف إلى حث الوكالات المانحة والدول على العمل، وحث الخبراء على تسريع الوصول إلى الاختبارات واللقاحات والأدوية العلاجية في المناطق المتضررة، وبدء حملات للحد من الوصمة المحيطة بالفيروس".
وتشعر أفريقيا بتجاهل العالم لأزماتها الصحية، حيث إن تصاعد عدد الحالات في أفريقيا تم تجاهله إلى حد كبير، حتى وصل إلى حد لم يعد مقبولا السكوت عنه، وهو ما دفع المنظمة لإعلان حالة الطوارئ عالميا.
ويقول سالمان: "من الواضح أن هناك حاجة واضحة لمزيد من الموارد، وإعلان الطوارئ العالمي، هو الآلية لجمع هذه الموارد".
وهناك لقاحين متاحين للمرض، لكن توجد مشاكل في الوصول إليها، وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا إنها بحاجة إلى 10 ملايين جرعة، ولكن 200 ألف جرعة فقط متاحة.
ولا تزال خطط برامج التطعيم قيد المراجعة ولكن من المرجح أن تتضمن تتبع وتطعيم المخالطين للحالات واستهداف مجموعات مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والذين يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
قرار بالاستخدام الطارئ
وفي الأسبوع الماضي، أطلق المدير العام عملية إدراج استخدامات الطوارئ للقاحات الجدري، مما سيسرع من وصول اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المنخفض التي لم تصدر بعد موافقتها التنظيمية الوطنية.
وتتيح قائمة الاستخدام في حالات الطوارئ أيضًا للشركاء، بما في ذلك (جافي) و"يونيسف"، شراء اللقاحات لتوزيعها.
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع البلدان والجهات المصنعة للقاحات بشأن التبرعات المحتملة باللقاحات، وتنسق مع الشركاء من خلال شبكة التدابير المضادة الطبية المؤقتة لتسهيل الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص وغيرها من الأدوات.
وتتوقع المنظمة أن تكون هناك حاجة إلى تمويل فوري بقيمة 15 مليون دولار أمريكي لدعم أنشطة المراقبة والتأهب والاستجابة، ويتم الآن إجراء تقييم للاحتياجات على المستويات الثلاثة للمنظمة.
وللسماح بتوسيع نطاق الاستجابة على الفور، خصصت المنظمة 1.45 مليون دولار أمريكي من صندوق الطوارئ التابع لها، وقد تحتاج إلى صرف المزيد في الأيام المقبلة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز