استكشاف القمر.. الإمارات تستعد لكتابة تاريخ فضائي جديد
لا تتوقف إنجازات قطاع الفضاء الإماراتي لترسخ مكانة دولة الإمارات، كواحدة من أسرع دول العالم نموا في مجال استكشاف الفضاء.
وبعد أن كتبت مهمة "مسبار الأمل" تاريخا فضائيا لدولة الإمارات، لتصبح أول دولة عربية تنفذ مهمة فضائية بكوكب المريخ، أصبحت أيضا على بعد أيام من إنجاز آخر، سيكتب تاريخا جديدا، تصبح معه الإمارات أول دولة ترسل مركبة فضائية لاستكشاف القمر.
وقال حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، الإثنين، إن دولة الإمارات ستطلق أول مركبة قمرية لها في نوفمبر المقبل، مشيرا في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، إلى أن المركبة الجوالة "راشد"، ستنطلق من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا بين 9 و15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ويعني نجاح هذه المهمة ووصول المركبة إلى القمر، أن الامارات تصبح رابع دولة في العالم تنجح في مهمة إرسال مركبة فضائية إلى القمر.
ويسود الأوساط العلمية تفاؤلا بنجاح هذه المهمة، مستلهمين الثقة من نجاح مهمة "مسبار الأمل"، وهي من الناحية النظرية أصعب بكثير.
ويقول أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، إن بعد مسافة المريخ مقارنة بالقمر، تجعل المهام المتجهة إلى المريخ أصعب بكثير.
ويضيف في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "الخبرة التي اكتسبت من مهمة مسبار الأمل، ستجعل مهمة إطلاق المركبة الفضائية إلى القمر أسهل".
ولكن هذا لا يعني أن النجاح مضمون بنسبة مائة في المائة، ويؤكد شاكر أن احتمالات الإخفاق تظل قائمة، حال حدث عطل ولو بسيط، ولكنه من ناحية أخرى يعول على الخبرة التي تم اكتسابها من إطلاق مسبار الأمل.
ويحقق مسبار الأمل منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ في 9 فبراير/شباط 2021 العديد من الإنجازات، التي تثري المعرفة البشرية حول الكوكب الأحمر.
ونجح المسبار في أبريل/نيسان الماضي في رصد ظاهرة فريدة لم يسبق رؤيتها أطلق عليها فريق العمل اسم "الشفق المنفصل المتعرج"، والتي تفتح آفاقا جديدة للتعمق بدراسة بيئة البلازما ذات الديناميكية العالية في المريخ.
كما قدم مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة.
ويأمل القائمون على مهمة استكشاف القمر، أن تكتب المركبة الفضائية "راشد" قصة نجاح أخرى من خلال دراستها سطح القمر.
وتشمل المهمة التقاط مجموعة كبيرة من الصور والبيانات التي ستكون هي الأولى من نوعها في مناطق تستكشف لأول مرة، وتشمل منطقة "ماري فريجوريس"، وتحديداً منطقة "فوهة أطلس".
وسيتم خلال المهمة استخدام مجموعة من أحدث التقنيات والأجهزة المبتكرة، إضافة إلى أنظمة الاستشعار والاتصال، ويتميز المستكشف بقدرته على مقاومة الانخفاض في درجات الحرارة على سطح القمر، والتي تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، وسيوفر حوالي 10 جيجا بايت من المواد المسجلة والبيانات العلمية والصور الحديثة والجديدة، ذات القيمة العالية والتي ستقدم للمجتمع العلمي العالمي.
وكان مشروع استكشاف القمر أنهى اختبارات العربة الجوالة بنجاح، ونقلت صحيفة "ذا ناشونال" عن قائد المهمة حمد المرزوقي قوله: "انتهينا من اختبار العربة الجوالة ونحن سعداء بالنتائج، وتم دمج العربة الجوالة مع المسبار، وهي جاهزة للإطلاق".
وسيتم إطلاق العربة الجوالة على متن صاروخ فالكون 9 سبيس إكس، وتهبط على القمر بواسطة مركبة هبوط يابانية في شهر مارس/ آذار.
وستحمل العربة الجوالة التي يبلغ وزنها 10 كيلوجرامات (22 رطلاً) كاميرتين عاليتي الدقة وكاميرا مجهرية وكاميرا تصوير حراري ومسبار وأجهزة أخرى.
وتعد مهمة القمر جزءا من استراتيجية دولة الإمارات الأوسع نطاقا لتصبح لاعبا رئيسيا في مجال استكشاف الفضاء، وتشمل تلك الاستراتيجية أيضا، إرسال مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028، كما تسعى الإمارات لبناء مستعمرة بشرية على سطح المريخ بحلول عام 2117.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز