الجزائرية موني بوعلام: استعرضت إمكانياتي بـ3 مسلسلات في رمضان
الفنانة الجزائرية موني بوعلام في حوار خاص لـ"العين الإخبارية" عن موسمها الرمضاني المزدحم هذا العام بالأعمال الفنية.
تراهن الفنانة الجزائرية موني بوعلام على الموسم الرمضاني هذا العام ليكون بمثابة ميلاد جديد لها على المستوى العربي، فبعد أن شاركت في 3 مسلسلات جزائرية عادت للتألق في مسلسل سوري يضم عددا من الفنانين العرب، حيث تحلم النجمة الجزائرية الشابة بمزيد من الانتشار عربيا، خاصة في مصر والإمارات العربية المتحدة .
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تكشف موني بوعلام عن تفاصيل تجاربها التلفزيونية الأخيرة، ورؤيتها لأسباب عدم انتشار المسلسلات الجزائرية على المستوى العربي، وكذلك رؤيتها لتجربتها المقبلة كعضو لجنة تحكيم بمهرجان مكناس للفيلم العربي.
هل كان وجودكِ الرمضاني هذا العام مرضيا لك؟
بالتأكيد كان مرضيا جدا، حيث شاركت في بطولة 3 أعمال؛ هي "الرايس قورصو" إخراج عادل أديب، حيث قدمت شخصية جديدة بالنسبة لي كممثلة وهي "القرصانة ميسو" الثائرة والمتمردة والتي اعتمدت فيها على الأكشن، ومن أجل هذه الشخصية خضعت لعدة تدريبات لتعلم المبارزة بالسيف وركوب الخيل، وتعتبر "القرصانة ميسو" من الشخصيات المحورية في المسلسل فهي مساعدة الريس قورصو والوحيدة المؤهلة لكي يعتمد عليها في مهماته.
والمسلسل الثاني بعنوان "أولاد الحلال" إخراج نصر الدين سهيلي، وجسّدت من خلاله شخصية الحلاقة في الحي الشعبي، وهذه الشخصية أحبها الجمهور الجزائري كثيرا وأحب تصرفاتها وطريقة مشيها وكلامها، فكانت ناريمان الحلاقة بتصرفاتها الساذجة الجانب المنعش للمسلسل الذي يعتبر أول عمل جزائري يتعرض للواقع المرير لبعض الجزائريين الدين يعيشون في الظل، ويسلط الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية مثل اغتصاب الأطفال، والشعوذة، وانتشار المخدرات.
وفي المسلسل الثالث "بيبيش وبيبيشة" كنت ضيفة شرف في 3 حلقات من هذه السلسلة الكوميدية للمخرج سامي فعور.
هل كنتِ تخططين لهذا الوجود الكبير في رمضان أم هي الصدفة؟
لا أسعى للوجود من أجل الوجود، فالمعيار بالنسبة لي أن أجد ما يغريني في النصوص والشخصيات، فأنا أسعى لتقديم شخصيات متنوعة تكشف عن إمكانياتي سواء في الأعمال الدرامية العادية أو الكوميدية، وربما لهذا السبب أصبح المخرجون وشركات الإنتاج يطلبونني في أعمال عديدة، فأنا أحاول أن يكون هناك توازن بين أعمالي في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية.
وكيف ترين اختلاف التجربة في المسلسلات الثلاثة؟
بالتأكيد استفدت من هذا الاختلاف، فمثلا "الرايس قورصو" مسلسل يعتمد على الفانتازيا، ويجمع بين الأكشن والكوميديا، ومسلسل "أولاد الحلال" دراما اجتماعية، ومسلسل "بيبيبش وبيبيشة" كوميدي، وكل تجربة بمثابة خبرة جديدة وإضافة لي كممثلة من خلال التعامل مع 3 من أهم المخرجين في الساحة العربية من مصر وتونس والجزائر، كما أن لكل عمل طبيعته وظروفه لذلك لا بد أن يبذل الممثل مجهودا كبيرا لكي يتقمص شخصيات مختلفة تماما في الفترة نفسها، وهذا كان تحديا بالنسبة لي.
وكيف ترين تجربة العمل في مسلسل جزائري مثل "الرايس قورصو" يحمل بصمة مصرية للمؤلف وائل عبدالحميد والمخرج عادل أديب؟
مسلسل "الرايس قورصو" كان من المزمع عرضه العام الماضي، لكن تعطل نتيجة بعض الظروف، وأنا سعدت بالعمل مع المؤلف وائل عبدالحميد، وكذلك المخرج عادل أديب الذي استفدت منه كثيرا فهو مخرج كبير وإنسان متواضع ومحترف لأقصى درجة، حيث أحببت طريقة توجيهه للممثلين إذ يشرح الشخصية والحالة والمشهد بطريقة سهلة تجعل الممثل يؤدي مباشرة ما يريده، لذلك أتمنى أن تجمعني به أعمال أخرى في المستقبل، كما أن مسلسل "الرايس قورصو" ينتمي لنوعية الإنتاج الضخم وتم تصويره في أضخم استوديوهات تركيا بمشاركة نخبة من أهم ممثلي الجزائر لذلك أعتبره من أهم التجارب في حياتي.
لماذا لا تحظى المسلسلات الجزائرية بالانتشار على المستوى العربي؟
أعتقد أن هذا يرجع لعدة عوامل تاريخية وسياسية وليس لعامل اللغة أو اللهجة فقط، فالعمل التلفزيوني أو السينمائي لا بد أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط أو المكونات، من سيناريو إلى إخراج وممثلين وديكور وملابس، وصورة ومونتاج، وإذا كان هناك أي خلل في جهة ما فإنه يؤثر على العمل، وبالطبع لا نستطيع مقارنة الدراما الجزائرية بالدراما المصرية لأن مصر كان لها السبق، فهي مهد الفنون لدرجة أن الجمهور الجزائري تربى على الأفلام المصرية أو الفيلم العربي كما كان يسمى بالتلفزيون الجزائري، لذلك أصبح الجزائريون يفهمون اللهجة المصرية وتعرفوا على الأحياء والتقاليد المصرية دون زيارة مصر، فالدراما تُعرف ببيئتها.
هل اللهجة هي العائق الوحيد؟
لا شك أن عدم انتشار الدراما الجزائرية يرجع إلى عدة أسباب، فالجزائر بلد حديث النشأة وفي البدايات لم يتم التركيز على قطاع الثقافة، كما أن التبعية الدائمة للقطاعات الحكومية والتمويل الحكومي تؤدي لقلة الإنتاج، وأحيانا بعض الأعمال تكون متواضعة، فأنا لا أعتبر اللهجة عائقا في انتشار المسلسلات الجزائرية، لأنه بكثرة الإنتاج وارتفاع المستوى نستطيع المنافسة في السوق العربية، والعمل الجيد هو الذي يفرض نفسه ويجعل الناس تتابعه وبالتالي مع الوقت تصبح اللهجة مفهومة، كما أنه من ضمن الأسباب أن العشرية السوداء أدت إلى نوع من القطيعة في كل المجالات، حيث عادت الدراما الجزائرية للانتعاش التدريجي وتعيش حاليا مرحلة مهمة مع ظهور منتجين من القطاع الخاص، ما أدى لرفع سقف الإنتاج وظهور المنافسة المحلية وطرح موضوعات جديدة وكسر التابوهات والاعتماد على تقنيات حديثة، وهو ما أعاد ثقة المشاهد الجزائري بالدراما الجزائرية، لذلك أتوقع أنه خلال الأعوام القادمة سنستطيع تصدير أعمال تلفزيونية للسوق العربية مثلما سوّقنا أعمالا سينمائية رائعة وخالدة رغم قلتها.
كيف ترين تجربتك في المسلسل السوري "نبض"،؟
مسلسل "نبض" سيناريو فهد مرعي وإخراج عمار سهيل تميم، ويعتبر ثاني عمل سوري لي بعد "ذاكرة الجسد" الذي قدمته سنة 2010 مع المخرج الكبير نجدت أنزور، وجسّدت فيه دورا صغيرا، حيث كنت في بداياتي آنذاك، ويعتبر مسلسل "نبض" من أهم المحطات في حياتي الفنية، فشخصية "منار" التي أقدمها من الشخصيات المحورية في العمل، فهي فتاة جزائرية تدرس في سوريا وتعمل في إحدى الشركات، وتعيش قصة حب مع ابن صاحب الشركة، والمسلسل يضم نجوما كبارا من سوريا مثل عبد المنعم عمايري وضحى الدبس وعامر علي، إضافة إلى نجوم من العراق ولبنان وتونس وكنت الجزائرية الوحيدة، وحاولت أن أتحدث بلهجة تمتزج بين السورية والجزائرية كمحاولة مني لتعريف المشاهد العربي ببعض المصطلحات الجزائرية، وأعتقد أنني كنت محظوظة بكمية الاحتواء التي تحصلت عليها من طرف زملائي وأصدقائي السوريين، كما أحببت كثيرا التجربة والعمل في سوريا.
وكيف تم ترشيحك للمشاركة في البطولة؟
تم ترشيحي أثناء حضوري مهرجان وهران للفيلم العربي السنة الماضية، حيث كان المنتج عاطف حوشان ضيف المهرجان مع مجموعة كبيرة من النجوم السوريين، وكان بصدد التحضير للعمل، وبما أن السيناريو يحتوي على شخصية جزائرية تم ترشيح مجموعة من الممثلات الجزائريات واختارني المخرج، لذلك أعتبر المهرجانات فرصة ذهبية لرؤية الأفلام وحضور الندوات كما أنها فرصة للاحتكاك والتواصل.
بعد مشاركتك في مسلسل سوري، هل يمكن أن تشاركي في مسلسل مصري أو إماراتي؟
أتمنى ذلك بكل تأكيد، فأي ممثل يحلم بالانتشار على المستوى العربي، ولن أجد أفضل من الدراما أو السينما المصرية أو الإماراتية لتقدمني للعالم العربي، خاصة أن مصر والإمارات العربية المتحدة من الدول التي احتضنت الفنانين من كل الجنسيات وقدمت لهم كل الدعم، لذلك أتشرف بالعمل في كلا البلدين إن كانت هناك فرصة، فأنا ممثلة مجتهدة من ناحية إتقان اللهجات، حيث أتقن اللهجتين المصرية والإماراتية، وهناك مفاجأة أحضرها على الصعيد العربي سترى النور قريبا.
كيف تقيّمين تجربتك على الشاشة الفضية؟
رصيدي السينمائي يضم 10 أفلام، أولها كان "حراقة بلوز" مع المخرج الجزائري الكبير موسى حداد، والذي يتناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكنت بطلة الفيلم وتسنى لي المشاركة في العديد من المهرجانات، ثم قدمت فيلم "البطلة" للمخرج الشريف العقون والذي يتناول العشرية السوداء بالجزائر، وفيلم "البئر" من إخراج لطفي بوشوشي الذي يعد حالة سينمائية متميزة، حيث حصل على العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية واختير لتمثيل الجزائر في حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والثمانين عن فئة أحسن فيلم ناطق باللغة الأجنبية، بعده قدمت فيلم "الدخلاء" للمخرج محمد حازورلي، وفيلم "الظل والقنديل" للمخرجة ريم لعرج، وفيلم "مغامرات قريتي" للمخرج كريم طرايدية، وفيلم "وسط الدار" للمخرج سيد علي مازيف، وفيلم "الحناشية" إخراج بوعلام عيساوي، والفيلم القصير "نجمة جسر إلى الحياة" إخراج محسن عادل، وفيلم "الهارب" لحميد صايجي، وقريبا سأبدأ تصوير فيلم جديد إنتاج جزائري فرنسي ومن إخراج مخرجة فرنسية معروفة لكن لا أستطيع الكشف عن التفاصيل حاليا حسب الاتفاق مع الجهة المنتجة، لكن الفيلم ينتمي لنوعية الإنتاج الضخم، وسيضم ممثلين من الجزائر وفرنسا.
ماذا عن تجربتكِ كعضو لجنة تحكيم في مهرجان مكناس للفيلم العربي الذي ينطلق خلال أيام؟
أنا فخورة بهذه التجربة لأنها تجمعني بمجموعة من كبار السينمائيين العرب، وسعيدة بانطلاق مهرجان سينمائي جديد سيكون منبرا للاحتكاك بين الفنانين العرب.