زبيدة عاكف لـ"العين الإخبارية": الأزمات تخلق إبداعا حقيقيا
النجمة المغربية زبيدة عاكف تكشف في حوار مع "العين الإخبارية" عن تأثير فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) على المشهد الفني في بلادها
في الوقت الذي كانت تراهن فيه الممثلة المغربية زبيدة عاكف على الظهور بشكل مختلف على شاشة السينما مع المخرج المغربي الكبير محمد عبدالرحمن التازي، جاء فيروس كورونا المستجد ليعطل كل شيء.
الأزمة الكبرى بالنسبة لزبيدة تمثّلت في حالة القلق التي عاشتها لوجود ابنتها الوحيدة في فرنسا، فيما كان الوباء يجتاح الأراضي الفرنسية.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية"، تكشف النجمة زبيدة عاكف عن تفاصيل حياتها اليومية في الحجر الصحي، والأوقات الصعبة التي عاشتها بسبب قلقها على ابنتها، وملامح الشخصية التي ستقدمها في فيلمها الجديد، ورؤيتها لتأثير أزمة فيروس كورونا على الفنانين المغاربة.
ماذا عن يومياتك بالحجر الصحي في المغرب؟
أنا في الأصل أعشق الجلوس في البيت، فأنا "بيتوتية"، وفي الوضع الطبيعي لا أخرج من البيت كثيراً، وحالياً في ظل انتشار فيروس كورونا أصبحت لا أخرج إلا للضرورة.
أشغل نفسي أغلب الوقت بالطهي وأعمال المنزل والتنظيم والتعقيم، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وسماع الموسيقى وممارسة الرياضة، وفي بداية أزمة كورونا أصابني قلق شديد جداً.
وما سبب هذا القلق؟
السبب الرئيسي للقلق هو وجود ابنتي الوحيدة في فرنسا، حيث تدرس الهندسة هناك، ويتبقى لها عامان فقط على التخرج، وفي بداية الأزمة لم أكن أملك لها شيئاً إلا الدعاء، وإحساسي كأم كان صعباً للغاية، فابنتي بعيدة عني والحدود مغلقة، وبسبب انتشار الوباء اللعين هناك كنت أعيش قلقاً شديداً عليها، وبعد ذلك تعايشت مع الوضع نوعاً ما، وأستعين على القلق بالصبر والصلاة لكي يطمئن قلبي على ابنتي.
كيف انعكس تفشي الفيروس على عملك؟
بالتأكيد كان لأزمة فيروس كورونا تأثير سلبي على الحياة الفنية في المغرب بشكل عام، فكل الأعمال الفنية توقفت، فأنا مثلاً كنت بصدد بدء تصوير فيلم بعنوان "فاطمة" مع المخرج الكبير محمد عبدالرحمن التازي.
تدور أحداث الفيلم حول الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، التي توفيت عام 2015، وأجسد فيه شخصية والدتها خلال فترة طفولتها، وكان الفيلم أول عمل لي في عام 2020، وفي الوقت نفسه كنت أحضر لعرض مسرحي وتوقفت البروفات.
وللأسف فإنَّ شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان هما فترة الذروة للأعمال الفنية خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان، كما أنني كنت بصدد المشاركة في فيلمين أجنبيين، أحدهما كوري والآخر أمريكي، حيث كان من المنتظر بدء تصويرهما في المغرب خلال شهر أبريل/نيسان، ولكن الحمد لله على كل حال.
كيف يمكن للفنانين المغاربة مواجهة هذه الأزمة؟
للأسف المغرب لا يملك صناعة سينمائية، وهو ما يضر الفنانين كثيراً لأنهم يعتمدون على مواسم الأعمال الفنية، فنحن نعمل في قطاع غير مهيكل، صحيح أننا نتبع وزارة الثقافة، ولدينا نقابة للفنانين، لكن كل شيء معلق.
كنا ننتظر أن تكون لدينا جهة تحمي حقوق العاملين في القطاع الفني، لأن كل الأعمال التي يُعاد عرضها على شاشة التلفزيون لا نستفيد منها، وإذا كانت هذه الجهة موجودة كنا على الأقل سنستفيد من إعادة عرض الأعمال الفنية.
وماذا عن المسرح؟
المسرح يواجه مشكلة حقيقية لأنَّ شريحة كبيرة من الفنانين يعتمدون اعتماداً كلياً على عملهم في العروض المسرحية، وكانوا ينتظرون الموسم في شهر أبريل/نيسان للحصول على دعم من وزارة الثقافة.
والمسرحية التي كنت بصدد المشاركة فيها لم تحصل على دعم، لكن كانت لدينا عروض شبه نهائية للمبيعات، وكنا ننتظر الانتهاء من البروفات.
وحالياً ننتظر حلولاً من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، لكن المخيف أن تطول الأزمة ويزيد الضرر أكثر من ذلك.
هل تعتقدين أن الأزمة ستؤثر على خيال المبدعين؟
الإبداع الحقيقي هو الذي يخرج من رحم الأزمات والمعاناة، وإذا عاش المبدع أوقاتاً عصيبة فمن الممكن أن يعبر عنها بصدق، وأعتقد أن هذا الوباء لن تكون له سلبيات فقط، بل ستكون له إيجابيات أيضاً، فالمبدع سيجلس ويفكر ويسافر في ذاته ويكتشف أشياء كثيرة كان مشغولاً عنها بسبب هموم الحياة وسيعيد حساباته.
كنت غاضبة من نظرة البعض للفن في المغرب بأنه شيء زائد وليس له دور، من المسؤول عن هذه النظرة من وجهة نظرك؟
أعتقد أن الإعلام هو المسؤول الرئيسي عن ذلك ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح لدينا أشباه نجوم ومشاهير على يوتيوب وأنستقرام، والإعلام ساهم في صناعة وشهرة أشخاص عديمي الموهبة، وتجاهل مثقفين وأصحاب رأي ومواقف وقضايا، فالمشكلة عميقة جداً.
هل ساهمت أزمة كورونا في تغيير نظرتك لبعض الأمور خاصة في علاقتك بالفن؟
بالتأكيد، فأنا أعيد حساباتي وأنظر للأمور من جميع الزوايا، ولا بد أن نفكر كيف سنغير الوضع، فلا يصح أن يكون القطاع الفني غير مهيكل، وهناك نكران للعرفان من بعض الجماهير.
لا بد أن يدرك الجميع أن الفنان يعيش أوقاتاً صعبة لكي يؤدي رسالته، فهم لا يعرفون تركيبة الفنان، وأنه إنسان مختلف، فأنا أفكر جدياً في تغيير طريقة تعاملي المتسامحة مع الميدان الفني.
ما أكثر الأدوار التي تعتزين بها في مشوارك الفني؟
بالتأكيد كل الأدوار التي قدمتها تترك أثراً في قلبي وفي مشواري الفني، لكن يظل دوري في مسلسل "زينة الحياة"، الذي قدمته عام 2011، وكان من أطول المسلسلات التي تمَّ تقديمها في المغرب، حيث وصل عدد حلقاته إلى 120 حلقة، وجسدت من خلاله شخصية بها أبعاد نفسية، حيث لعبت دور "مريم" وهي زوجة وأم مقهورة وتعيش حالة نفسية سيئة، وقدمت هذا الدور بكل مشاعري وأعتبره إضافة مهمة لمشواري.