تكفير ودعوات للعصيان.. «إخوان المغرب» يفقدون البوصلة
احترقت جميع أوراقهم السياسية، فلم يتبق أمام إخوان المغرب سوى الفوضى والدعوة إلى التظاهر لفرض أيديولوجيتهم المتطرفة.
تكفير ودعوات للعصيان والفوضى يطلقها حزب «العدالة والتنمية» المغربي، أملا في معجزة تعيده للمشهد بعدما سحبت صناديق الديمقراطية البساط من تحت أقدامه.
- بنكيران يراوغ.. هروب للأمام لمداراة دمار إخوان المغرب وفضيحة البيان
- سقوط حر لـ"إخوان المغرب".. "بنكيران" بين لعنة الزلزال والبيان
وما فتئ زعيم إخوان المغرب، عبدالإله بنكيران، يتشبث بقشة تلو أخرى، لإخراج الحزب من قاع المشهد السياسي.
دعوة للفوضى
الرجل وبعد انكشاف جميع ألاعيبه، عاد ليستخدم أسلوب الوعيد والتهديد، وهذه المرة ضد النظام العام والاستقرار الذي تنعم به البلاد.
وهدد بنكيران في خطاب بالرباط، بتنظيم «مسيرة مليونية» على حد قوله، للضغط على الحكومة وساسة المملكة، من أجل التراجع عن تعديلات تنوي الحكومة إدخالها على مدونة الأسرة، وهو القانون الذي ينظم عمليات الزواج والطلاق، بالإضافة إلى الأنساب وتوزيع الميراث.
وفي الوقت الذي تجمع فيه الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية على ضرورة تجويد هذا النص القانوني الذي مضى أكثر من 20 عاما على اعتماده، بما يخدم الأسرة والطفل، شكل حزب العدالة والتنمية نشازا كعادته، مطالبا بفرض تصوره وأيديولوجيته على مقتضيات هذا النص.
وكعادته، يستعمل الحزب الخلفية الدينية التي يؤول قادته باستمرار أحكامها وفقا لمصالحهم الشخصية وأيديولوجياتهم الضيقة.
وتجاوز بنكيران دعواته للفوضى والتظاهر بتوجيه انتقاداته إلى الأحزاب السياسية الأخرى، متهما إياها بـ«محاربة القرآن وشرع الله»، بحسب زعمه.
وغالبا ما يلجأ التنظيم إلى تحريف معاني الدين على مقاس أهدافه، للعب على وتر المعتقدات وضرب خصومه وإثارة الفتنة والفوضى.
وزعم بنكيران، أمام أتباع حزبه، مخاطبا زعماء الأحزاب اليسارية: "سأحترمكم إذا قلتم للمغاربة لا نريد القرآن والمذهب المالكي، وإن كنتم تقولون هذا الأمر بطريقة مغلفة، حينما تتحدثون عن (المحافظة)، وهذا كتاب الله تريدون تغيير أحكامه، والمجتمع لا يتفق على ذلك، فأين الديمقراطية".
«تغطية على الفشل»
أنس لغنادي، الصحفي المغربي، كتب على صفحته بموقع فيسبوك تدوينة مطولة يعرض فيها جملة من الكواليس والملاحظات التي رافقت تغطيته لخطاب بن كيران، حيث أصدر زعيم الإخوان دعواته التحريضية.
وسجل الصحفي المغربي، وجود «اختلالات» في عملية تسيير المهرجان، وقال في هذا الصدد: "ضمت المنصة 5 نساء ورجلين"، تكلمت كل واحدة من النساء في حدود عشرين دقيقة، قبل أن توقفهن المسيرة (المشرفة على التجمع الخطابي)".
وأضاف ساخرا: "أما الرجلان، فقد تجاوزت مداخلة كل واحد منهما الستين دقيقة"، ما دفع الجمهور إلى الاحتجاج، لكن الصادم هو تبرير المسيرة لهذا الاختلاف، إذ عللت عدم مقاطعتها للرجال بكونها "استحت ذلك"، ولم تجرؤ على الحديث إليهم.
وبعد مقارنته بمحطات مماثلة، علق لغنادي بالقول إن حزب العدالة والتنمية "يعيش وضعا إذا وصف بالنكسة، فإنه سيكون من باب: ارحموا عزيز قوم ذل".
الفوضى.. أسلوب عمل
ليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها إخوان المغرب إلى التظاهر والفوضى، مستغلين قضايا محط جدل لتحقيق حسابات ومصالح ضيقة.
ففي عام 2000، انتهجت التنظيمات الإخوانية ذات الأسلوب بالموازاة مع النقاش الدائر آنذاك إبان اعتماد مدونة الأسرة.
وخرجت التنظيمات الإخوانية بالمغرب في مارس/آذار من العام المذكور في مسيرة بمدينة الدار البيضاء رفضا لما جاءت به المدونة آنذاك، وذلك بعدما فشلت جميع محاولاتهم للتغطية عما جاء به النص القانوني من مكتسبات للمرأة والأسرة.
وعلى الرغم من حشدهم لجماهير الأتباع والمتعاطفين، إلا أن حزب العدالة والتنمية ومن معه لم يحصدوا أي مكسب يذكر من مسيرتهم والشعارات التي رفعوها.
الملك.. صمام الأمان
في خضم الجدل الحاد والاستقطاب السياسي ومحاولات الركوب على هذا النقاش، تبقى مؤسسة «إمارة المؤمنين» صمام أمان للاستقرار وحفظ حقوق المغاربة ومصالحهم الدينية والدنيوية.
و«إمارة المؤمنين»، مؤسسة قديمة مرتبطة بالتاريخ القديم للحكم بالمغرب.
ويرى حسن بلوان، الخبير المغربي في الشؤون السياسية، أن بيان الديوان الملكي الذي أعلن تكليف الملك لرئيس الحكومة بجمع مقترحات الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية بشأن مدونة للأسرة وعرضها عليه في حدود مدة زمنية محددة كان واضحا.
كما أشار بلوان، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إلى حديث الملك في أكثر من خطاب بكونه لن يحل ما حرم الله ولن يحرم ما أحله الله.
وشدد بلوان على أن الملك، كان دائما حريصا على حفظ المصالح الدينية والدنيوية للمغاربة.
وختم بالقول: «وتبعا لذلك فإن محاولات جر مقتضيات المدونة الجديدة لاتجاه أو آخر ستكون فاشلة».