تكفير واستدعاء "المؤامرة".. بنكيران يستحضر "العفاريت والتماسيح"
بأدبيات جماعة تمتهن تسلق أوتار العاطفة، أطلّ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالمغرب، عبدالإله بنكيران، باكيا، في دموع تذرف بريقا مفقودا.
وكعادته في توزيع الاتهامات وسكب زيت الخلافات على شماعة "المؤمرات"، ظهر بنكيران في مؤتمر نظمه الحزب بمدينة فاس، يذرف الدموع، متحسرا على سلطة ذهبت أدراج الرياح مع إخفاقات متتالية طاردت التيار الإسلاموي في الشرق الأوسط.
وأمام عدد من أنصاره، زعم أن حزبه تعرض لـ"مؤامرة" عام 2016 لإبعاده من رئاسة الحكومة، من طرف من أسماهم “العفاريت” والتماسيح”.
وزاد على ذلك بأن حزبه "لازال مطاردا من طرف تلك العفاريت والتماسيح”.
ولأن أبجديات الإخوان غارقة في تخوين وتكفير الآخرين، شبّه منافسيه الذي فازوا عليه في انتخابات ٢٠٢١ بـ"الكفار".
وفي هذا الصدد، قال: "انتصرنا في سنة 2015 عليهم وفي سنة 2016، لكن انتصروا علينا في 2021، الغالب الله، حتى النبي محمد انتصر على المشركين في بدر، وانتصروا عليه في أُحد، ثم رجع وانتصر عليهم، وسنعاود لننتصر عليهم".
على نفس المنوال
وقبل قرابة شهرين، أصيب بنكيران وحزبه بصدمة بيان الديوان المغربي، الذي وبخ فيه الملك محمد السادس حزب "العدالة والتنمية" الإخواني، لتجاوزه الحدود بالتدخل في السياسة الخارجية للمملكة.
صدمة لم يتعلم منها بنكيران الدرس، فشن أوائل الشهر الجاري، هجومًا، على وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، واصفا إياه بالمجهول، وأنه (أي بنكيران) من عرف الشعب المغربي به.
كما اتهم حزب الأصالة والمعاصرة بأنه خطر على الدولة والمغاربة وأنه يتحكم في رقاب الناس.
كلمات لم تحرك ساكنًا في الشارع المغربي وإن كانت فضحت فكر تنظيم الإخوان وقياداته، الذي لا يكف عن استخدام كل الأساليب للوصول لأهدافه، والعودة مجددًا إلى سدة الحكم.
أحلام دفعت بنكيران وإخوانه إلى التغريد مجددًا خارج سرب الاصطفاف الوطني؛ وكشفت عن أن صدمة فقدان حلم السلطة لا زالت المحرك الرئيس لمعاركه الهادفة للبقاء في دائرة ضوء الإعلام السياسي وأن يظل حديث المغاربة.
ورغم محاولاته للعودة مجددًا للحكم، عبر إثارة البلبلة في الشارع المغربي، إلا أن بنكيران زعم أنه "لا يطمح في أن يترأس الحكومة مجددا إلا إذا أمره الملك محمد السادس وألزمه بذلك"، نافيا أن "تكون جهة خارجية أسست حزبه في بداياته أو تتحكم فيه".
حزب فقد البوصلة
وكانت الكاتبة المغربية والباحثة الأكاديمية شريفة لموير، قد اعتبرت في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، أن بنكيران ما زال لم يستسغ تقزم حجم حزبه حاليًا داخل المشهد السياسي المغربي.
وقالت إن حزب العدالة والتنمية أصبح منفصلًا عن الواقع، وفقد البوصلة الاجتماعية، وتاهت منه خارطة مستقبله السياسي.
وأضافت أن تدبير حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإخوانية للشأن العام المغربي خلال حكومتين متتاليتين كانا كافيين للمواطن أن يعرف حقيقة الإخوان وكذب ادعاءاتهم وشعاراتهم.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز