وزير الصحة المغربي يدافع عن إغلاق 8 مدن كبرى: الوضع خطير
شهد عدد الحالات المسجلة في المغرب ارتفاعاً واضحاُ، إذ أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل 609 حالات خلال 24 ساعة فقط.
رغم الانتقادات الكبيرة لقرار إغلاق 8 مدن مغربية كبرى، فإن وزير الصحة المغربي تشبث بهذا القرار، واصفاً الوضع الوبائي في البلاد بـ"الخطير".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، ، الإثنين، بمقر وزارته بالعاصمة الرباط.
وقررت وزارة الصحة، مع وزارة الداخلية، الأحد، إغلاق 8 مدن مغربية كبرى، ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، وهو ما تسبب في حالة من الارتباك نظرا لتزامن القرار مع العطل الصيفية واقتراب عيد الأضحى.
تفهم وضرورة
وعبر "الطالب" عن تفهمه لغضب المواطنين وانتقاداتهم للقرار الحكومي، خاصة أنه منح المواطنين 6 ساعات فقط للعودة إلى منازلهم، موضحاً أن هذه الخطوة كانت ضرورية جداً، في إطار الإجراءات الاستباقية.
وأوضح آيت الطالب، أن المملكة المغربية تعرف حالياً وضعية وبائية مقلقة على الصحة العامة، وفيها نوع من الخطورة على الأمن الصحي الوطني، خاصة مع التزايد غير المسبوق في عدد الحالات الحرجة والوفيات، مع ارتفاع الحالات الحاملة للفيروس دون أعراض.
وشدد أن هذا القرار، ورغم حالة الارتباك التي خلقها، فإنه يهدف إلى الحد من حركية المواطنين وتقليص رقعة انتشار الفيروس.
وعلق بالقول إن "المغرب في ظل الوضعية الحالية المقلقة لا يمكن أن يضيع يوما واحدا"، مؤكدا أن "القرار يأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية".
وانتهز الوزير الفرصة ليحذر من الضغط الذي يشهده المستشفيات المخصصة لحاملي الفيروس في كل من مدن فاس مكناس وسطات وبرشيد والدار البيضاء ومراكش وطنجة بسبب ارتفاع الإصابات بها.
وأشار إلى أن هذه المراكز تتعرض لظروف مرهقة ويجب الحفاظ على الجهد في قطاع الصحة لمسايرة الوضع الوبائي.
واعتبر آيت الطالب أن الحكومة تهدف إلى حماية صحة المغاربة، وقد "تلام إذا وقعت انتكاسة لم نعد فيها قادرين على توفير العلاج للمصابين في حالة ارتفاع الإصابات بالمستشفيات".
فوضى
ومباشرة بعد البيان الذي أصدرته كل من الداخلية ووزارة الصحة، الأحد، بادر المواطنون المغاربة بالرجوع إلى مدنهم.
وتبعا للقرار الوزاري، قطع المئات من المغاربة عطلتهم، وقروا العودة إلى مدنهم الأصلية، أو حيث سيقضون عيد الأضحى، كما سارع العاملون في مدن أخرى إلى الالتحاق بذويهم لنفس الهدف.
وأمام هذا الإقبال الكبير على التنقل من مدن لأخرى، شهدت الطرق السيارة في المملكة ضغطاً وازدحاماً كبيرين، في حين تجمهر الآلاف من المسافرين في محطات القطار ومحطات الحافلات.
وأمام العدد الكبير للمواطنين الراغبين في السفر، لم تكفِ الحافلات الموجودة كُل الأشخاص، ما تسبب في مُفاقمة الأزمة، خاصة حينما ارتفعت أسعار التذاكر بشكل صاروخي، بعيداً عن المقتضيات القانونية المعمول بها.
ووقفت "العين الإخبارية"، على زيادات وصفها مسافرون بالمبالغ فيها، إذ تجاوزت العشرة أضعاف، ففي الوقت الذي كانت بعض التذاكر لا يتجاوز ثمنها ثلاثة دولارات، فقد تجاوزت، الأحد، عتبة العشرين دولار.
حالات متزايدة
وخلال الأيام الثلاثة المنصرمة، شهد عدد الحالات المسجلة في المملكة ارتفاعاً واضحاُ، إذ أنه إلى حدود الساعة التاسعة بتوقيت أبوظبي، أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل 609 حالات خلال 24 ساعة فقط.
ووفقاً لذلك، ارتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 20.878 حالة في المغرب، مقابل حوالي مليون و120 ألف حالة مستبعدة منذ بداية تفشي الوباء.
وأفادت المعطيات الرسمية بأن الـ24 ساعة الأخيرة سجلت 3 حالات وفيات بمدينة فاس، ليصل عدد المتوفين منذ بداية الجائحة إلى 316 حالة، مقابل 115 حالة شفاء في نفس الفترة، وحصيلة إجمالية قدرها 16553.
وفي الوقت الحالي، شهد عدد الحالات النشيطة، والتي تخضع للحجر والمواكبة الطبية في مختلف المراكز الاستشفائية بالمملكة، ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل إلى 4018 حالة، بعدما كان في حدود الألفين قبل أسابيع.