المخرج المغربي محمد نظيف: حالة اكتئاب وراء كتابة "نساء الجناح ج"
الممثل والمخرج المغربي محمد نظيف يكشف تفاصيل تجربته في فيلم "نساء الجناح ج"، وكيفية الاستعداد للتعامل مع عالم المرض النفسي
نجح الممثل والمخرج المغربي محمد نظيف في التعبير عن عالم المرضى النفسيين، من خلال تجربته الثانية كمخرج في فيلم "نساء الجناح ج" الذي شهدت الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرضه العالمي الأول، حيث شارك في مسابقة آفاق السينما العربية، كما عرض كذلك في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ضمن بانوراما السينما المغربية.
ويطرح محمد نظيف ضمن أحداث الفيلم، الذي يشارك أيضا في بطولته أمام أسماء الحضرمي وجليلة التلمسي وإيمان المشرفي ونسرين الراضي وريم فتحي وفاطمة عاطف، قصة 3 نساء يتم حجزهن في مستشفى للأمراض النفسية، بعد أن واجهن أزمات بالغة الصعوبة في حياتهن، فتجمعهن علاقة صداقة قوية، كما يرتبطن بصداقة مع إحدى الممرضات بالمستشفى.
ويكشف محمد نظيف في حواره مع "العين الإخبارية" عن تفاصيل تجربته في فيلم "نساء الجناح ج"، وكيفية الاستعداد للتعامل مع عالم المرض النفسي، والصعوبات التي واجهها أثناء التصوير، وتجاربه الفنية في الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار:
متى بدأت فكرة فيلم "نساء الجناح ج"؟
الفكرة بدأت بعد العروض الأولى لفيلمي الروائي الطويل الأول كمخرج "الأندلس حبي"، وكانت زوجتي الممثلة أسماء الحضرمي هي صاحبة الفكرة، حيث أصيب أحد معارفها بحالة اكتئاب وتوجهنا لزيارته في المستشفى، ودار بيننا حديث حول المرض النفسي، وعدم معرفتنا الكافية بهذا المرض، وقلنا لأنفسنا لماذا لا نقدم فيلما حوله؟ وبدأت أكتب مع أسماء بورتريهات لنساء لديهن قصص إنسانية.
هل حاولت الدخول في عالم المرضى النفسيين، وهل زرت مستشفيات لعلاج الأمراض النفسية؟
بدأنا كتابة السيناريو سنة 2013، وانتهينا من النسخة الأولى في السيناريو نهاية 2013، وأثناء الكتابة قرأنا مجموعة من الكتب للتمييز بين بعض الأمراض النفسية وطرق العلاج والأدوية، كما استعنت ببعض أصدقائي من الأطباء النفسيين، وزرت بعض المراكز لعلاج الطب النفسي بمدينة الدار البيضاء، ومدينة سلا، وجمعتني علاقة بصديقة تعالج المرضى النفسيين عن طريق الفن، سواء الرقص أو النحت، وعموما أنا أحكي حكايات خيالية.
هل كل الحكايات الموجودة في الفيلم خيالية؟
لا، هناك جزء من الحكايات واقعية، فالشخصية التي قدمتها الممثلة الشابة ريم فتحي مستوحاة من قضية قرأتها في صحيفة يومية مغربية عن محاكمة أب يعمل جزار اغتصب ابنته، وصدمتني المحاكمة، حيث قال الأب للقاضي إنه ليس هو الذي اغتصب ابنته ولكن هناك جن داخله هو الذي يفعل ذلك، وزوجته صدقت ما قاله وكانت تذهب به للأولياء للتخلص من الجن، ووجدت أنه من الضروري أن أحكي مثل هذه القصة العبثية، لكن الجزء الكبير في الفيلم مجرد خيال.
علاقة الصداقة بين الممرضة التي قدمت دورها الممثلة جليلة التلمسي وبين المريضات الثلاثة، هل تراها علاقة منطقية؟
الخيال والسينما أحيانا يجعلاننا نتطرق لحالات معينة، لكن الممرضات في عالمنا العربي بشكل عام وفي شمال أفريقيا بشكل خاص غالبا ما يظهرن بشكل مختلف تماما عما ظهرت به الشخصية في الفيلم، لكن بالتأكيد هناك استثناءات، والممرضة في الفيلم جمعتها صداقة بالمريضات الثلاثة لأنها وجدت أنها ضحية مثلهن.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
الصعوبات كانت مرتبطة بميزانية الفيلم، فالمشكلة التي واجهتني هي أنه لم يكن لدي وقت كاف للتحضير مع الممثلات، وأثناء التصوير كنا نسابق الزمن للانتهاء من العمل، حيث كنت أرغب في التصوير لمدة 30 يوما، لكن في النهاية صورنا لمدة 24 يوما فقط.
ظهرت في الفيلم كممثل وقدمت شخصية الطبيب النفسي.. إلى أيهما تنحاز: لمحمد نظيف الممثل أم المخرج؟
أنا أنحاز للممثل، فأنا أعتبر نفسي ممثلا يعمل في الإخراج، لأن بدايتي كانت كممثل في المسرح والسينما والتليفزيون، وحتى فيلمي الأول كمخرج "الأندلس حبي" شاركت فيه كممثل، وفي فيلم "نساء الجناح ج" كنت قررت ألا أقدم أي شخصية في الفيلم، وكان من المفترض أن يقدم شخصية الدكتور "سعدي" المخرج والفنان جيلالي فرحاتي، ولكنه قبل أسبوع من بداية التصوير واجه بعض المشاكل في إنجاز فيلمه الجديد فاعتذر عن عدم تقديم الدور، واقترحت عليّ زوجتي الممثلة أسماء الحضرمي تقديم الشخصية.
ماذا عن مشروعاتك الفنية في الفترة المقبلة؟
حصلت على حقوق رواية مغربية بعنوان "انعتاق الرغبة" للشاعرة والكاتبة الروائية فاتحة مرشيد، وستكون الرواية هي مشروع فيلمي المقبل كمخرج، وبدأت بالفعل في كتابة السيناريو، حيث اعتدت على كتابة النسخة الأولى بمفردي، ثم أستعين بعد ذلك بشخص أو شخصين في الكتابة لأني أحب العمل الجماعي، ولدي كمنتج مشروع فيلم طويل بعنوان "صيف في أبي الجعد" سيبدأ الإعداد له الشهر المقبل، وسيخرجه مخرج مغربي شاب اسمه عمر مولدويرة، وسيتم التصوير في شهر يونيو/حزيران المقبل.