الذهب الأبيض المغربي.. ثروة مليارية تخفي مخاطر صامتة (خاص)

دعت دراسة مغربية إلى الموازنة بين المكاسب الاقتصادية والأضرار الصحية و البيئية في إدارة ثروات الفوسفات المغربية.

• زجاج مبتكر للوقاية من الإشعاع.. تركيبة فريدة

ويمثل الفوسفات، المعروف باسم "الذهب الأبيض"، أحد الموارد الطبيعية الحيوية للمغرب، الذي يمتلك أكبر احتياطيات عالمية تتركز في أحواض أولاد عبدون، قنطور، ومسقالة، ما يجعل البلد لاعبا رئيسيا في سوق الأسمدة العالمية.

وتدخل هذه الصخور في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية التي تدعم الزراعة الحديثة وتحافظ على الأمن الغذائي، بالإضافة إلى استخدامها في الأعلاف الحيوانية، المنظفات، المضافات الغذائية، وبعض الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل البطاريات والرقائق الإلكترونية.

اليورانيوم والمخاطر الإشعاعية

ورغم أهميتها الاقتصادية، تحتوي صخور الفوسفات على نسب طبيعية من اليورانيوم ومنتجات تحلله، مثل الراديوم-226، ومع عمليات المعالجة الصناعية، يمكن أن يُعاد توزيع هذه العناصر إلى المنتجات النهائية والمخلفات الصناعية، ما يرفع مستوى التعرض الإشعاعي ويخلق مخاطر بيئية وصحية طويلة الأمد، خصوصا عند استخدام الفوسفوجبسوم في الزراعة أو البناء.

و"الفوسفوجبسوم"، مادة ثانوية ناتجة عن إنتاج حمض الفوسفوريك من صخور الفوسفات، وهي أحد المخلفات الصناعية الرئيسية لمصانع الأسمدة الفوسفاتية.

دور الدراسة وأهدافها

وتستعرض الدراسة التي تنشرها دورية " كِموسفير" في ديسمبر المقبل، وحصلت "العين الإخبارية" عى نسخة منها، مستويات اليورانيوم في صخور الفوسفات ومشتقاتها الصناعية، مركزة على إعادة توزيع اليورانيوم أثناء المعالجة، تراكمه في المخلفات الصناعية على المدى الطويل، المخاطر البيئية والصحية المحتملة، وفرص استرداد اليورانيوم من مخلفات الفوسفات لاستخدامه في الطاقة أو التطبيقات الصناعية.

كما تشير الدراسة التي أعدها فريق بحثي من جامعة شعيب الدكالي بالمغرب، إلى نقص برامج المراقبة الوطنية والبيانات الكافية حول حركة اليورانيوم في البيئة، ما يبرز الحاجة إلى المزيد من البحوث لمتابعة التراكم الإشعاعي وتأثيراته، وضمان استغلال مستدام لهذا المورد الحيوي.

التوازن بين الاقتصاد والبيئة

وتؤكد النتائج أن المغرب، رغم موقعه الريادي في سوق الفوسفات، بحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين المكاسب الاقتصادية وحماية البيئة والصحة العامة. ويشمل ذلك تطوير تقنيات معالجة آمنة ومراقبة المخلفات، وتعزيز البحث العلمي في مجالات الجيوكيمياء والإشعاع البيئي واسترداد الموارد، لضمان استدامة ثرواته الطبيعية للأجيال القادمة.